الجزائر

سيف «البوسني» و«الشيشة» التركية



خرج المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش عن صمته وأكد أمس على ما انفردت بنشره «الخبر الرياضي» ،عقب كأس إفريقيا بخصوص تحول غرف بعض اللاعبين إلى محشاشة لتعاطي الشيشة وأنواع أخرى من المواد المحظورة رياضيا، وهي السلوكات التي دفع ثمنها بودبوز وبوعزة لأن كل شيء وقع في غرفتهما المشتركة، ورفع الكوتش وحيد سيفه ليقطع رأس محرك سوشو ويمسح «الموس» في لاعب سانتاندير، لكنه لم يعاقب العناصر الأخرى التي كانت تتداول على الغرفة المشبوهة بفندق الخضر بجنوب إفريقيا، ولم يعاقب بعض العناصر التي كانت تتسلل ليلا لتقضي وقت فراغها مع «ضيوف» خصوصيين من جنسية مصرية وأخرى سويسرية لساعات طويلة في ليالي سمر، بدون ترخيص.
فرض الانضباط وسط المنتخب الوطني ضروري ومهم وما فعله حاليلوزيتش أقل ما يمكن فعله، رغم أن المنطق كان يحتم على المدرب ومسؤولي المنتخب عرض هؤلاء اللاعبين على مجلس تأديبي، من خلال تشكيل لجنة من المكتب الفيدرالي تقوم بمساءلة اللاعبين لتحديد المسؤولية قبل النطق بحجم العقوبة الرياضية والمالية المسلطة ضدهم، وهو ما تفعله كل الفيدراليات التي تحترم نفسها.
كما كان على التقني البوسني ورئيس الفاف معاقبة العناصر الأخرى ولو بشكل متفاوت حتى يعتبر الكل ولا يظن رياض وعامر بأنهما تعرضا للحقرة وأن «وحيد» ضحى بهما لتغطية أخطائه هو كمدرب والتي نجم عنها الإقصاء المبكر من كان 2013 . ولم يخطئ مدلل سوشو في تخمينه، لأن الكل في الجزائر الآن نسي هزيمتي تونس والطوغو، وهضم مناصرونا مرارة الإقصاء في كأس إفريقيا، وأصبح الجميع يتحدث عن صرامة البوسني وكيفية تعامله مع «المشاغبين» مما جعل الصحفيين لا يسألونه عن تقييمه الحقيقي لنكسة روستنبورغ ودواعيها وهو لب الإشكال في الجزائر، حيث عرف المنتخب الوطني نكسة فنية في كأس إفريقيا، ونحن الآن نعالج أزمة انضباطية وكأن الشيشة التركية، التي أضحت تستهوي شباب الجزائر بما في ذلك المغتربين، هي التي حرمتنا من التأهل إلى الدور الثاني من كأس إفريقيا، ونسي «حاليلو» أو تناسى بأن الهداف العملاق بالوتيلي لا يتوقف عن استهلاكها، وبالتالي فإن لغة التبرير حول ما هو مستورد من تركيا و ما يتحدث عنه ابن البوسنة يضحك المجانين !. وللأسف أصبحنا اليوم رهينة «المراوغات الكلامية» للمدربين الأجانب ، فبالأمس فقط كان نوبيلو يبيع لنا الأحلام بالتأهل إلى مونديال الشبان، و قبله حاليلوزيتش جعل من رفقاء سوداني وسليماني مؤهلين للذهاب إلى نصف نهائي الكان ، ليفضح الميدان كلام الفرنسي وخزعبلات البوسني، لكن الفيدرالية الكروية لا تملك مدربا قويا في منصب مسؤول ، كمدير فني وطني أو مدير للمنتخبات الوطنية، لكي يقيم عمل الأول ويكشف عورات الثاني، وكل الحجج التي يوظفها «ماركو» أو «وحيد» تمر مرور الكرام عند المسؤولين، تماما مثلما يمر الماء بين الأصابع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)