الجزائر

سيدي يحي العيدلي


الشيخ الولي الصالح و القطب الواضح رحمة بلدنا و غيث و طننا سيدي يحي العيدلي، نفعنا الله به آمين.
شهد بقطبانية الولي الصالح ذو التصانيف المفيدة سيدي عبد الرحمن الصباغ شارح الوغليسية، و كذا البردة، بأن اختصر شرح الإمام ابن مرزوق التلمساني عليها بالعلوم سبعة، و رثاه عند موته بقصيدة عظيمة، و شهد له أيضا بالعلم الظاهر و الباطن، و إن له من الكرامات شيء عظيم، و شهد له أيضا بذلك بجر الولاية و العلم سيدي عبد الرحمن الثعالبين و مثله في العلم و الولاية سيدي التواتي البجائي و كان حكمه و فتواه لايردان من بجاية إلى توزر.
أما سيدي عبد الرحمن الثعالبي فوردت رسالته للشيخ سيدي يحين و كان سأله ثلاثة أمور: أحدها من أزوج بنتي؟ و الثاني: من يكون وصيا على أولادي؟ و الثالث: تجعل تأليفا لأصحابي، فأجابه الشيخ الثعالبي عنها بأن بنتك زوجها من تلميذك فلان أقدر على التصنيف، فؤلاء كلهم في القرن التاسع رضي الله عنهم و أرضاهم.
و أما سيدي التواتي فقد عظمه غاية التعظيم بأن كتب للشيخ سيدي يحي بعد السلام و الرحمن و البركة: إنك ذكرت شيئا من أحوالنا في الصلاة متقدا أو قادحا فيها، فأجابه رضي الله عنه بأن قال له بعد تعظيمه بما يستحق من التعظيم: و الله ما ذكرنا أحوالك إلا تبركا بها فقطن و كيف لا و إنك أحييت أمورا درست و طرقا ذهبتن و أنت المحقق الفاضل صاحب الوقت أو كلاهما يقرب منه.
و أما الشيخ زروف فقد ذكر في كناشة أنه ألف بعض تآليفه في مسجده العلوم في تمغزا رضي الله عنه و نفعنا به آمين.
ذكر الشيخ زروق و عظمهغاية التعظيم بحيث أخذ عنه العلم الباطن و قال بعض العلماء: هو الذي ملك الشيخ زروق أقطار من البلدان، و إلى ذلك أشار بقوله:
و ملكنيها بعض من كان مالكا
و قد سمعت ممن يوثق به أيضا أنهما اختلفا في لفظ الجبروت، هل هو بهمز أو بغير همز؟ فقال الشيخ سيدي يحي: إنما هو بهمز، فلما أصاب الشيخ زروق الريب، قال له الشيخ سيدي يحي: انظر في اللوح المحفوظ بأن مسح وجه الشيخ زروق فأزال الله الحجاب فرآه كذلك.
و من كرمات الشيخ سيدي يحي أنه من لما بنى مسجده المعلوم اختلفوا في القبلة، فلما اختلفوا فيها قال الشيخ سيدي يحي لجبل فوق قريته: انخفض فانخفض، فتبينت الكعبة ورآها كل من كان هناك، و هذا و الله أعلم و إن لم ير في الكتب فقد تواتر عنه ذلك، و من كراماته ايضا رضي الله عنه أن الشيخ سيدي التواتي بعث بعض طلبته لسيدي يحي ليرسل له شيئا من الزيت لأن بلد الشيخ بلد الزيتون إلى الآن، فبعث الشيخ سيدي يحي للطلبة معزا أي عددا منه، و قال لهم: سوقوا المعز من غير كلام لحد حتى تصلوا للشيخ، و صلوا أثناء الطريق بأن وصلوا سوق الثلاثاء ببني هارون، وجدوا بعض إخوانهم من الطلبة فسألوهم عن الخبر، و قالوا بعث معنا عددا من المعز و غفلوا عن وصية الشيخ رضي الله عنه فلما ذهبوا بذلك المعز وجدوها جلودا من زيت، فسقطت عليهم الكلفة و حملوها جلودا كذلك إلى أن وصلوا إلى بجاية إلى الشيه فأخبروه القصة، و قال لهم: لو سكتم لوصولوا كذلك ثم يرجعون زيتا، فلما خالفتم وقع بكم ما وقع من الكفلة، و بالجملة و من كنتم سر الأولياء و كذا سر الله انتفع به و دام له ذلك، و كراناته رضي الله عنه كثيرة، و كتبنا منها نبذة في شرحنا الوظيفية عند ختمته، و لم و لم أذكر في كرامة عظيمةن لم أراها مسطرة غير أنها تواتر امرها و اشتهر، و هو أنه لما رجع من سياحته، و قد مكث فيها مختفيا عن الناس نحو من عشر سنين و أمه في حال حياتها و جد أهل قريته أخذوا ثورا لحما فقسموه، و لم يجعلوا نصيبا لأمه من غير اكتراث بها، فلما علم بذلك تغير من أمرهم حيث لم يسهموا لها شيئا، و الحالة أن اللحم لم يبق منه شيء بل جعلوه في القدور و لم يجد شيئا بقايا إلا الجد و الرأس، فعند ذلك ورد حال عظيم بأن أمسك الجلد من الذيل و قال له: قم بإذن الله فقام الثور يمشي كما كان أول مرة، فلما شاهدوا منه ذلك خضعوا له و تواضعوا و ذلوا و استكانوا، و ظهر أمر الشيخ ظهورا بينا بحيث أن من تعدي عليه هلك بغتة، و قد كان له زرع في إهمال، و بات فيه جماعة من الناس بخاليهم من غير علم أن الزرع للشيخ، فلما اصبح الله بخير الصباحمات جميعهم خيلهم، و حملوا سروجهم على أعناقهم، ثم إن ذلك في آخر عمره ارتفعن وسئل الشيخ عن ذلك فقال: فعل الله ذلك ابتداء ليعلم الخلق و ليطهرني فبمل حصل المقصود و النفع للخلق و ظهرت الخصوصية و ثبتت ارتفع ذلك و الله أعلم.
زرنا قبلا الشيخ و سألنا: الله بجاهة أن يمن بما فيه رضاه من السفر، و أن ييسر علينا أمرهن و أن يجعله مقبولا مع الأخذ في الالاستخارة الشرعية، و ذهبنا لبني عباس و بتنا عند الفضلاء الأشراف المحبين لنا جميعهم الصغير و الكبير و الذكر و الأنثى و تكرموا و فرحوا بنا فرحا شديدان ثم بعد ذلك لقرية المحب كل المحب، من داره يد اهل الخير فيها يد واحدةن الفقيه الفاضل الصالح الكامل سيدي محمد السعيد بن الطالب و فرح بنا ايضا فرحا شديدا اهـ. ورتيلاني

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)