الجزائر

سيدي ناجي


الشيخ سيدي ناجي له أولاد حازوا المعالي من قدم الزمان، و قد وجدت كثيرا من الفضلاء منهم في محلهم، منهم سيدي محمد ابن الطيب، و سيدي أحمد بن ناصر، و الفقهاء و قراء و فيها الولي الصالح تلميذ الشيخ سيدي أحمد بن ناصر، و هو السيد عبد الحفيظ أعني أولاده، و أما هو فقد وجدته ميتا قبلي بنحو شهرين، و لم أخذ منه عنه مباشرة و إنما أدركت الذي أخذ طريقه و هو سيدي بركات و إخوانه و أولاده و سيدي السعيد، و مدرس المسجد و غيرهم من طلبة العلم و فضلاء الوقت، فإن النحو عندهم يعتني به الصغير و الكبير حتى إنهم اشتهروا به اشتهارا بينا، و بالجملة فمحلهم مشهور، بالفضل و العلم و الهمة غير انهم يتحاسدون في تولية الرئاسة، كانت بأمر الرباني و الآن صارت بالضد و العياذ بالله، أصلح حالهم و وفق كلهم، و نفعنا ببركة أسلافهم آمين.
في تلك الحجة و هي سنة ثلاثو خمسين و مئة ألف (1153) ذهب معنا العلامة الفاضل و المنور الكامل سيدي أحمد التليليتلميذ سيدي عبد الحفيظ المذكور، كان كريما فاضلا بحيث لا صبر له عن إطعام الطعامفي الطريق و كان يعرف السنن كثيرا على أني زرت معه بدر و مكة و المدينة المشرفة، فكأنه هو الذي و ضعهم في التراب، و له يد في العلوم كلها من غير تخصيص أي العلوم الظاهرة، فقد كان واحد عصره و فريد زمانه، و كذا علوم و الحقائق، و مثله علنم الأوفاق بأنه لا نظير له فيما علمت، و مع ذلك إنه موفق غاية التوفيق و أقبل على الله بكله بالتحقيق، و قد طلبني لعلم الأوفاق لاخذه عنه فامتنعت لكون قلبي متعلقا بالله، بحيث لم يترك لي سواه غلبت علي سطوة الوارد.
و كان رضي الله عنه يكتب المعارف يسمعها مني حيث يتعدى على سلطان الوجد، و كان بديع الخط سريع اليد فيه، و كان ينسخ في برقة كراسا، و أظنه من القالب الكبير من رحلة الشيخ سيدي أحمد بن ناصر و نحن المسافرون، و أما يوم الإقامة فكان ينسخ أكثر من ذلك، و قد زبر في برقة رحلة الشيخ سيدي أحمد بن ناصر، و زاد كتاب الصباغ في كرمات الشيخ سيدي أحمد بن يوسفن و قدر الجميع بما يرقب من ستين كراسا و رجعنا جميعا إلى أن نزلنا توزر و نفطة، و زرنا جميعا الوي الصالح و القطب الواضح سيدي عبد الحق فيها، و لم تكن له طريق و إنما طريقه من فاس إلى قفصة، ثم غلى محله فرأيناه و هو بين قفصة و تبسة، و قد زرت محله و الحمد الله، و أنفصلنا عنه حين إرتحالنا من نفطة، و عند الافتراق أزال جبة صوف عن جسده فألبسها لي، فعلمت أن الله تفضل علي بذلك اهـ. و رتيلاني.

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)