الجزائر

سيدي محمد صالح الورتيلاني



محي الفنون و بحر العلم و الدين بعد اندراسه على التعيين المتصف بعلم اليقين، أتقى المتقين، بل أنه شرب من علم اليقين حتى صار من أهل التمكين، علامة زمانه وقدوة أوانه، بركة الأوائل، قد زحلق و أواخر لقابل لحكمة ربانية يعلمها مرسل صاحب الشمائل الولي الصالح سيدي محمد صالح الورتيلاني، كاد أن يجدد الدين في وقتهن وعلمه مشهور وفضله منشور، توفي في القرن الحادي عشر، ضريحه معلوم ويزار في قرية اجلميم عرش بني أجمات، عرش من قد خفا ر حمه الله و قدس ضريحه و افاض علينا خيره و ربحه، و نوره قلوبنا أولادنا باليقين و التمكين وحلانا بحلية المتقين في كل تحريك و تسكين.
و هذا الشيخ كل مدرسا للعلم قائما بأمور الطلبة بنفسه مع قلة ذات يده، ويهاجر من كل بلدنان وقيل: ليس على الأحكام الشرعية إلا جيرانه بنحو أجمات من بلدنا، فقد انتقل من قرية يبكن ويسكن يتن من بني عيدل فكانوا يمنعون الميراث أيضا فأمرهم بإعطائهن وحرضهم على ذلك، فلما رآهم امتنعوا و توانوا رأى هجرته واجبة و علم منهم إن انتقل بحرضتهم يمنعونه، فتركهم إلى أن ذهبوا إلى الزيتون زمانه بحيث لا يبقى أحد في العمارة إلا الضعيف و كبير السن، فلما آن زمانه و حان وقته ذهبوا إليه فرفع زوجه و شؤونه فوقع النداء من العمارة و الضياح ليجتمعوا على الشيخ إذ لا قدرة لهم على فراقة، فتسابقوا إليه من كل فج عميقليمسكوه، فلما ألحوا على رجوعه و إقامته معهم حلف لا يرجع إليهم إلا بالرجوع إلى الأحكام الشرعية، وقد علم الله في ذلك فامتثلوا أمر يجد و صدق، فرجع فيهم على الأحكام الشرعية إلى الآن و الحمد الله تعالى على ذلك.
نعم أولاده على طريقه من العلم و الحلم و الفضل الإحسان و الأدب و الحياء و البركة رضي الله عنهم، سيما الورع الزاهد المقتفي ىثار النبي صلى الله عليه وسلم، المتمكن في طريق الله عز وجل، الجامع بين الحقيقة و الشريعة قدس الله روحه، ولي ظاهر سيدي الحسين نجل الشيخ المذكور المتبع للسنة النبوية و الشريعة المحمدبة، كادت أوصاف سيد الخلق أن توجد فيه، و قد تخلق بمعانب الأسماء و الأوصاف الإلهية، ظاهرة راغب في الدنيا و باطنه خال منها، فالجاهل من الناس إذا رأى حرصه في الظاهر يقول: سيدي الحسين يحب الدنيا، وليس كذلك، بل الدنيا في يد العارف أمانة، و الأمين لا يضيعهان وغنما يترقب بها أمر صاحبها أو يردها لصاحبها، ومن أحاط علما بذلك فلا يتغير لفواتها و فقدها لأنها ليست له.
وكان رضي الله عنه يطعم الطعام اليتامى و الأيامى من النساء المحتاج كل يوم كأنه و ليمة عنده، وأخبرني الولي الصالح الستاذ تلميذ سيدي أحمد بن الحسين أنه سمع من الشيوخ يقول، وجدت تحت الديار زيرين من ذهب، أزال عنهما الستر السيل إزالة، فهمت نفسي بأخذهما فمنعتهما ذلك، ورديت التراب عليهما، فلما أخبرنا بذلك و نحن طلبة عنده قلت له: يا شيخي لو أتيت بذلك، فإن المحتاج عند كثير فأجابه قائلا: لو أتيت به ربما قالت نفسي: هذه الدار لا تصلحن وكذا الفرس ابن غيرها، و اشتر أجود منها إلى غير ذلك من شأني كله، فلما علمت حالها، كان ترك ذللك هو أولى بي و اجدر و الإتيانبه أشر و أعذر فتركت ذلك:
و قال والدي: إني لزمته و لم يكن الخير إلا منه، فاغتنم بركته وصار في اتباع السنة و الورع و التقشف أكثر منه، وكان صديقا ملاطفا لجدي و الولي سيدي يحي بن حمودي و سيدي علي الصافي و غيرهم، ومع هذا إذا كان العرس ركب فرسه و لعب بها للسنة النبوية، وكانت والدة أبي من الصالحات شريفة كوالدتي أيضا، و كانت تقسم الليل أثلاثا ثلث الصلاة، وثلث للنوم، وثلث للذكر، وجاري كان عنده الزيتون، وسيدي الحسين ليس عنده، فجعل حظا من الزيتون للشيخ يلتقطه بطهارة أيضا، ليغتنم معارف الشيخ و نوره، و ليغتنم بركته أيضا وحمه الله و نفع به.
و أما أولاده فلا تجد فيهم ناقصا،بل كلهم على الكمال، و كذا أولاد الشيخ سيدي محمد صالح أجل أحوالهم على الهدى، وسيدي عبد الله من الصالحين و ترك و ليين صالحين سيدي عبد الرحمن و سيدي أحمد و هما متفرقان في السكنى، وقد سمعت أنه قال لي: لما تخيرت من أمر السكنى رايت قائلا يقول:{فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته} الآية فسكن موضعا و هو المسمى أثروش مستند إلى الكهف كما رآه في النوم كذلك، فظهر له الفضل و ولداه صالحان سيدي عبد الوهاب، وسيدي محمد صالح، لم يقدمو الفضل، وإن كان بعضهم أولى من بعض و كذا أهله و أولاده، وسيدي محمد صالح من قرية بيكن، كلهم على الفضل و العلم و الحلم و الخير خصوصا العلم الفاضل الخطيب المحقق في علم الكلام، وقد سمعت ممن سمع من تلميذه سيدي محمد العيادي أنه قال: إن الشيخ قرأنا عليه شهرا بتمامه من قوله: فهلى العاقل إلى الحتم من غير تبطيل دائما إلى الليل نصا واحدا، و قد سمعت أيضا أنه قال: رأي الشيخ السنوسي في النوم يضرب براسي و يقول: أنت أولى بكلامي يا مسعود، و هو العالم الفاضل سيدي المسعود بن عبد الرحمن آية من آيات الله تعالى، و قد تزوجت بنتين من ولده سيدي السعيد، و سيدي علي ولده محقق في علم الكلام غير أنه لايصل مرتبة أبيه، وكذا سيدي محمد بن الفقيه محقق في علم الكلام فاضل صالح مشتغل بنفسه، و قد أخذ عني الصغرى، بل قراءة تحقيق بحاشية المحقق المراكشي و كذا أخذ الفقيه الفاضل العادل الأديب الحبيب يحي بن حمزة، وهو ليس منهم، فنبهنا عليه لأنه من أجل الفضلاء، قد رأى الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يحي بن حمزة من أحبائي و كفى به.
و من الصالحين سيدي الحسين بن حمزة، أنه اشتغل بربه ونفسه إلى أن مات نفعنا الله بجميعهم، ومن هذه الفئة الأديب سيدي محمد بن حم و أولاده مثله.
انعطاف: بقي واحد من أولاد سيدي محمد صالح بن سيدي علي بن محمد ظاهر الصلاح، لا أشك فيه إذ خصاله كلها محمودة و دعاؤه، مستجابن كريم على الإطلاق اللهم ارزقه بذكر من صلبه يعمر محله بالعلم و النشر و الولاية و الزهد و الكفاف و العفاف، نفعنا الله بجميعهم آمين سيدي علي بن محمد حي فاضل ذو حب في الله و في كل منتسب أفاض الله علينا من بركاتهم آمين اهـ. ورتيلاني.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)