سيدي محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يوسف بن أبي القاسم ابن علي بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن طلحة ابن جعفر بن محمد العسكري بن عيسى الرضى بن موسى المرتضى ابن جعفر الصادق بن محمد الناطق عبد الله بن حمزة بن إدريس ابن ادريس بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم (هكذا مكتوب في لوح معلق في محراب ضريحه المقدس حامة الجزائر).
هة الغوث الأكبر و المربي الأشهر، جامع الناس على كلمتي الشهادة و داعيهم إلى مقام الإحسان في العبادة ولد قدس الله سيره و خلده في ألسنة الصدق ذكره ما بين سنتي 1126 و 1133 في وطن بني إسماعيل و ساقته المقادير إلى المجاورة الأزهر الشريف صغيرا، وتزوج في القاهرة و بعد زمن طويل ذهب إليه أخوه الأكبر سيدي محمد بالضم و من غرائب الاتفاق أن أول رجل صادفه في أزقة القاهرة و سأله عن أخيه كان هو من المسؤول عنه و لطول الغيبة لم يعرف، فقال له: ادخل الجامع و اسأل عنه افمام فإنه من خواصه، و كن في الصنف الثاني، و بعد الصلاة تقدم و اطلب منه ما تريد، ثم إن سيدي محمد أخبر شيخه الآتي ذكره بقدوم أخيه، و سؤاله عنه، فقال له الشخ: ستنظر أمره و لما صلى و يلم و انصرف الناس أشار إليه فدنا منه و تبرك به، و قال له: هذا أخوك فقام سيدي و قبل يد أخيه، و سأله عن أهله و أحوالهم و عند الانصراف قال له الشيخ: أقم عند أخيك ضيفا و على مؤونتك ما دمت هنا، و بعد مدة أمر الشيخ سيدي محمد بالرجوع إلى وطنه لبث العلم و تربية الخلق، ودعا له دعوات ظهرت فيه أسرارها و سطعت عليه أنوارها فكان هو الشيخ الإمام و الأستاذ الهمام واسطة عقد العارفين و كميل المتصوقين، الجامع بين الشريعة و طريقتها و الولاية و حقيقتها ببركة شيخه العلامة الزمان و فريد العصر و الأوان، صاحب التصانيف المنيفة و التقارير الشريفة، سيدي محمد بن سالم الحفناوي المصري المتوفي يوم السبت 17ربيع الأول سنة 1181رضي الله عنه و نفعنا ببركاته.
و كان وجهه إلى السودان لنشر الآوراد و نفع العباد، ثم أمره بالرجوع إلى مصر فرجع و ألبسه الخرقة و صرفه إلى و طنه كما تقدم و لما استقر به جدد غرس الإيمان و الإحسان في القلوب و بدد غياهب النفوس بذكر علام الغيوب، و كان الشيخ أذن له في التربية و تعليم خلق الله بما هم مطالبون به، فأخذ عنه الجم الغفير و سلك على يده الكثير، و ذلك سنة 1183، فاشتهر أمره القوم، وصار كوثر الوارد و بغية الرواد، يطهر البواطن بالتهذيب الخلوتي، و يطيب النفوس بالشريعة السمحاء، و لا يخاطب الناس إلا بما يفهون مراعاة للحال و المقام، فانتفع بارشاده الخواص فضلا عن العوام، و سارت بذكره الركبان في سائر الأوطان، و انجذب إليه أهل التل و الصحراء، و طلبه عمال المدن الكبرى و بالأخص صاحب الجزائ، فدخلها و احتفل به علماؤها، و كانوا قد امتلأت اسماعهم من أخباره و أدهشهم ما بلغهم من أسراره، و لما اجتمعوا حوله و في نفوسهم مسائل يريدون بها اختباره سكتوا طويلا، و كل منهم يشير بخائنه عينه إلى صاحبه أن ألق سؤالكن و الشيخ مطرق مشتغل بسبحته، و لم يتجاسر منهم أحد عليهن فرفع رأسه قائلا: ايها السادة ما لي أراكم صامتين، و هل الجامع إلا للذكر فهلموا إليه أو لطلب العلم، فاسئلوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمونن و ما عداهما لهو و لغو، فأجابه أحدهم بأدب و احتشام يا سيدي إنما أردنا التبرك بكم و اقتباس بعض الحقائق منكم، و كان صاحب الجزائر رئيس هذه الحفلة في المسجد الأعظم من أهل الدين المتبنين و الاعتقاد المكين، فنطق لشيخ رضي الله عنه و نفعنا به و حدثهم بما كانت تحوم حوله أرواحهم و تطوف به عقولهم و لكن لا تناله إلا بالمشافهة من أضرابه الذين تعلقوا بمن عنده مفاتيح الغيب و تخلقوا بأخلاق الرسول المحبوب صلى الله عليه و سلم.
و كان الشيخ قدس الله روحه و نور ضريحه ياتي في كلامه بجواب كل مسالة أضمروها له، و يلتفت إلى صاحبها منها مبتسما إشارة إلى أن ضميره عند القوم قبيل الظاهر و أن كاتم سره عنهم كانه مجاهر، و إذا ذاك باردوا إلى الأخذ عنه و في مقدمتهم كبيرهم، فلقنهم و نصبوا الحضرة بذكر كلمة الشهادة عددها المعلوم في الورد الخلوتي، و دعاه الباشا لمنزله و بقي عنده أياما لقن فيها أهله و بنته و أقاربه، و عند انصرافه أتاه بحصة من الدنانير فأظهر له البرهان على أنه في غنى عن الدنيا، و لما أكثر من محاولته على قبولها قال، لا إله إلا الله مرة فسقط من السقف عدد من الذهب، و ثانية فسقط من السقف عدد من الدهب و ثانية فسقط عده آخر فاستسمحه الباشا و اعتذر فقيل عذره و انصرف إلى محله.
و اشتهر أمره في القطر الجزائري،و أتاه رجال كثيرون، قدم منهم من قدم، و انتشر ورده بين الناس، و لم يزل يعمره قلقلوبهم بالله إلى أن لقي الله تعالى في آيت اسماعيل فاٌقبر بها و نقله أهل الجزائر ذات ليلة خفيفة إلى ضريحه بقرب الحامة فقطن أهله لنقله و عزموا على رده و آل الأمر إلى النزاع، و انفصلت، قبرين الأول في جرجرة و الثاني في الجزائر، و كلاهما مزار متبرك به، و في كل سنة تقصده الركبان من العروش عند الحصاد و عند الحرث و حوله روضه كبرى لأهل الجزائر محاطة بسور محكم له باب و في القبة ثريات و بسط و بداخلها خلواته بابهاعند تاتبوته، و بئر طيبة جدا و فيها قيم و إمام.
توفي قدس الله سره ورحمه الله سنة 1208 (93 – 1793) و لم يترك ولدا صلبه و إنما أولاده مشايخ طريقته الرحمانية الأزهرية الخلوتية، و كلهم أبا عن جد أقطاب كبار، و أكرمهم الله تعالى بما يدل على علو مراتبهم عنده، و يذل له مريدهم لغير الله، و هم كثيرون في بر الجزائر و تونس و السودان و غيرها، منهم سيدي علي بن عيسى، و تلامذته، و تلامذتهم الكبار كسيدي محمد امزيان بن الحداد، و سيدي محمد بن أبي القاسم البوجليلي، و الشيخ علي غيرهم نحو الأربعة و العرشين وليا، و منهم سيدي عبد الرحمن باش تارزي شيخ سيدي محمد بن عزوز جد الشيخ المكي بن الشيخ سيدي مصطفى بن عزوز، و تلامذته القطب سيدي علي بن عمر، و سيدي عبد الحفيظ، و سيدي مبارك بن قويدر، و الشيخ و سدي الصادق، و تلامذه سيدي علي بن عمر سديد خليفة أستاذ سيدي علي بن الحملاوي و سيدي مصطفى بن عزوز، و تلميذه سيدي علي بن عثمان، و تلميذ، الشيخ المختار سيدي الشريف بن الأحرش و القطب شيخنا سيدي محمد بن أبي القاسم الشريف الهاملي، و تلامذته سيدي المكي بن عزوز، و تلميذه الشيخ الصادق سيدي الحاج السعيد بن باش تارزي،و أخيرهم الشيخ الحاج المختار، و غيرهم من المشايخ الرحمانيين معروفون في الأ قطار عند أهلها نفعنا الله ببركاته الجميع.
و للشيخ رضي الله عنه و سائل كثيرة في تعليم الخلق و إرشادهم إن طريق الخير اعتنى بجمعها أكابر كثير العلم، و لنقتصر منها على ما يأتي: قال الشيخ سيدي محمد بن عبد الرحمن الزواوي رضي الله عنه و عنا آمين.
و قد أجزت العارف بالله تعالى حبر الوجود و محبي ما اندرس من كل علم مفقود، أعني القطب المهدي سيدي يحي نجل سيدي عيسى نفعنا الله بالجميع بجاه النبي الشفيع، أن يعطي أاورادنا أي أوراد طريقتنا البركة الخلوية لسائر المسلمين كما أذن لشيخه أن يعطيها أي شيخه الذي هو الكاتب لهذه الإجازة بالبيان محمد ابن عبد الرحمن الأزهري مجاورة أوله لا إله إلا الله، ثم الله، ثم هو، ثم حق، ثم حي، ثم قيوم، ثم قهار، يخدمها تلميذه بالتدريج و الترقي حتى وصل إلى العلامات، و لا ينفع إلا الإكثار من ذكره أناء الليل و أطراف النهار في كل زمان و مكان، على آية طاهرا أو غير طاهر، طهارة كبرى أو صغرى أم لا، مطلقا يذكر أولا لاإله إلا الله خاصة أولا من عصر يوم الجمعة إلى عصره يوم الخميس، ثم يترك لا إله إلا الله و ببذله يالصلاة الشادلية و هي: اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم عصر يوم الجمعة ثم يترك صلاة الشاذلية و يبدلها بصلاة الأمي و هي: اللهم صلى و سلم على سيدنا محمد النبي الأمي و على آله و صحبه وسلم ثمانين مرة، تكفر له ذنب ثمانين سنة و تغفر له، ثم يترك صلاة الأمي أيضا و يبدلها بلا إله إلا الله من عصر يوم الجمعة إلى عصر يوم الخميس، وهكذا دائما طول العمر اهـ. و نسأل الله أن ينفعنا و إياه بما علمنا، و أن يعيننا على ما كلفنا|، و أن ينظر إلينا بعين العناية و الهداية و أن ينظمنا في سلك أهل الولاية و الحماية، و أن يبل علينا و على مشايخه و جميع أئمتنا و على و الدنا سجال الغفران، و أن يجمعنا جميعا بنبينا محمد صلى الله عليه و سلم في غرفات الجنان، و المطلوب من الأخ المذكور أن لا يناني، من صالح دعواته في خلواته و جلواته.
و طلب مني الأخ المذكور أن أضع له سلسلة الطريق تبركا، و ليقف عليها المريد الذي لم يرها، فنقول، لقن رب العزة جبريل عليه السلام، و هو لقن النبي صلى الله عليه و سلم، و هو لقن علي بن أبي طالب كرم الله و جهه، و هو لقن ابنه الحسن و الحسين و الحسن الببصري و كميل بن زياد، و الحسن البصري لقن حبيبا العجمي، و هو لقن داود بن نصير الطائي، و هو لقن معروف ابن فيروز الكرخي، و هو لقي السري بن المغلس السقطي، و هو لقن الجندي بن محمد سيد الطائفة البغداية و هو لقن مشاهد الدينوري، و هو لقن محمد البكري، و هو لقن وجيه الدين القاضي، و هو لقن عمر البكري، و هو لقن أبن النجيب السهر وردي و هو لقن قطب الدين الأبهري، و هو لقن ركن الدين محمد النجاشي، و هو لقن شهاب الدين محمد الشيرازي، و هو لقن سيدي جمال الدين التبريزي، وهو لقن إبراهيم الزاهدي الكيلاني، وهو لقن محمد الخلوتي وهو لقن عمر الخلوتي، و هو لقن محمد امبرام الخواتي وهو لقن عمر الخلواتي و هو لقن محمد امبرام الخلوتي، و هو لقن الحاج عز الدين، وهو لقن محمد امبرام الخلواتي، وهو لقن الحاج عو الدين، و هو لقن صدر الدين الجيلاني، و هو لقن سيدي يحي الفاكوي، وهو لقن محمد بن بهاء الدين الشيرازي، و يقال له: الارنجاتي، وهو لقبي حلبي سلطان الأقدس اي الشهير بجمال الخلوتي، و هو لقن خير الدينالتوقادي، وهو لقن الشيخ شعبان القسطوني، وهو لقن محيي الدين القسطوني، و هو لقن و أرشد الشيخ إسماعيل الجرمي المدفون بالقرب من مرقد سيدي بلال الحبشي بديار الشام، وهو لقن و أرشد الشيخ أفندي قارا باشا، و تخلف عن ولده الشيخ مصطفى أي هو الذي أجازه بالإرشاد، وهو لقن و أرشد الشيخ عبد اللطيف الخلوتي الحلبي، و هو لقن و أرشد الشيخ شيوخنا العلامة قطب الوجود سيدي مصطفى بن كمال الدين و هو لقن و أرشد الشيخ العلامة قطب زمانه و فريد عصره و أوانه شيخنا و قدوتنا إلى الله تعالى الشيخ الحفناوي و هو سيدي محمد الحفناوي نفع الله به الأنام بجاه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، و هو لقن و أرشد الشيخ العلامة قطب زمانه و فريد عصره و أوانه شيخنا و قدوتنا إلى الله تعالى الشيخ الحفناوي، وهو سيدي محمد الحفناوي نفع الله به الأنام بجاه سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، وهو لقن و أرشد خميل المكان و الألوان عن الأقران محب الإخوان محمد بن عبد الرحمن الأزهري مجاورة، اسماعيل عرشا، القحطولي قبيلة، الزواوي إقليما (أولئك آبائي)، و هو لقن و أرشد العلامة النواراني سراج الهدى سيدي يحي نجل سيدي عيسى نفعنا الله بالجميع آمين. انتهت السلسلة المباركة على الطريقة، و ستأتي سلسلة الشريعة قريبا هنا، ثم نذكر كيفية تلقين وردنا لكل من طلبه أو طلب هو غيره.
أن يتعوذ بالله من الشيطان أولا، و يقبض الإبهام الأيمن من المريد الذي هو تلميذه، و كلاهما غاض بصره و يأمره بذلك و يقول له: اسمع مني لا إله إلا الله، و المريد ساكت حتى يفرغ الشيخ منها، و يسكت ثم يذكرها المريد ثلاثا أيضا، و الشيخ ساكت، ثم يقرأ الفاتحة لإصلاح حاله، ثم يقرأ الفاتحة الثانية لروح النبي صلى الله عليه و سلم، ثم يقرأ الفاتحة الثالثة لروح شيخه و أهل السلسلة و يأمره بالتوبة و إكثار الذكر دائما، و لا ينفع إلا الإكثار آناء الليل و أطراف النهار.
و قال بعضهم: من ذكر الله حفظه الله من كل شيء، و من خصائص الذكر أنه غير مؤقت بوقت فما من وقت إلا و العبد مطلوب بالذكر إما و جوبا أو ندبا، بخلاف غيره من الطاعات، و أنشد بعضهم قوله:
و ذكر الله يحسن كل وقت
فحصل حاجة وارجع اليه
و من ينفع أخـاه بغير خير
مع الأذكار لم ينكر عليه
فينبغي للعبد أن يكثر منه في كل حالة، و يستغرق فيه جميع أوقاته، وليس له أن يتركه لوجود غفلة فيه، فعلية أن يذكر و لو كان غافلا، فلعل ذكره مع وجود الغفلة يرفعه إلى الذكر مع وجود اليقظة، وهو نعت العقلاء و لعل ذكره مع وجود اليقظة يرفعه إلى الذكر مع وجود الحضور يرفعه إلى الذكر مع وجود الغيبة، كما سوى المذكور و هذه مرتبة العارفين المحققين من الأولياء، قال تعالى:{و اذكر ربك إذا نسيت} غير الله، اذكر الله على حد{و اصبح فؤاد أم موسى فارغا} أي من غير موسى حتى كادت أن تبدي به، و أشاع بعضهم إلى ÷ذا المعنى:
يـذكــر الله تبتهج القلوب
و تتضح السرائر و الغـيوب
و ترك الذكر أفضل كل شيء
فشمس الذات ليس لها غيوب
فترك الذكر الغير أساس كل خير ف|إن نسيت ما سواه به كنت ذاكرا الله حقا و في هذا المقام ينقطع ذكر اللسان و يكون العيان.
و قال الواسطي مشيرا إلى هذا المقام: الذاكرون الله في ذكره أشد غفلة من الناسين ذكر، و هذا باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، وقد وصف الله تعالى قلب أم موسى بمعنى ذلك في قوله:{فأصبح فؤاد أم موسى فارغا} من كل شيء إلا من ذكر موسى، فكادت أن تبدي به من غير قصد منها لذكره و لا تدبر، بل كان تركها للتصريح بذكره صبرا بما ربط الله على قلبها لتكون من المؤمنين.
تنبيه: إذا ذكر الشخص بلسانه و نظر بقلبه إلى الله تعالى، و دام على هذا الوجه يحدث في أعضائه و مفاصله نوع وجع و يأخذ قلبه في الوجع مع قليل حرقة، اللهم لا تحرم طالبيك من هذا الوجع، و وفقهم أن يشكروك عليه و هذه الأوجاع منشأها أن الذكر يقطع اللذات و الحظوظ التي تمكنت في قلبه و أعضائه و جوارحه ايام الغفلة، فتكون هذه بداية نفوذ الذكر في قلبه فإذا زادت مواظبته على الذكر يصل أثر ذلك إلى الروح، فيذكر الروح و يجلس على سرير القلب بالخلافة، و يحكم على الحواس الظاهرة و الباطنة، فتعزل النفس و تكون من دعايا الروح. انتهت.
هذه الإجازة و السلسلة على الطريقة معا، خاصة و هي الإجازة الكبرى، ثم نشرع الآن أيضا في الإجازة و السلسلة على الشريعة معا، خاصة و هي الإجازة الكبرى أيضا و نقول: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد الله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين، و على آله و صحبه أجمعين، و الرضى على سائر الأئمة المجتهدين، و على تابعهم و إحسان بإحسان إلى يوم الدين، قد التمس مني السيد العلامة، و معدن الشريعة و الحقيقة، سيد السادات و مصباح الظلمات، سيدي يحي بن سيدي عيسى نفعنا الله ببركة الجميع بجاه النبي الشفيع آمين، بجاه سيدي المرسلين صلى الله عليه وسلم إجازة فيما صح لي رواته، أو أثبتت لي درايته، فأجبته لذلك لأنه أهل و حقيقي بذلك.
قد أخذت الفقه و غيره من شيخنا العلامة صاحب التصانيف النافعة الشيخ علي بن أحمد الصعيدي العدوي، و هو عن جماعة منهم السيد محمد السلموني و الشيخ عبد الله المغربي، كلاهما عن سيدي محمد الخرشي، و سيدي عبد الباقي الزرقاني، و هما عن نور الدين سيدي علي الأجهوري، و برهان الدين سيدي إبراهيم اللقاني، وهما عن الشيخ المالكية الشيخ سالم السنهوري، عن الشيخ علي لسنهوري شيخ التتائي، و أبي الحسن الشاذلي شارح الرسالة، و هو عن العلامة الباسطي، وهو عن تاج الدين بهرام الدمري، و هو عن شيخه السلامة خليل بن اسحاق، وهو عن شيخه قطب الزمان سيدي عبد الله سيدي عبد الله المنوفي بسنده المشهور، و قد أخذ الشيخ على السنهوري المذكور أيضا عن الشيخ الطاهر بن علي بن علي بن محمد النوري، و هو عن الشيخ حسين بن حلي، و هو عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عمر بن هلال الريعي، و هو عن قاضي القضاة فخر الدين بن المخلطة و هو عن أبي حفص عمر بن فراج السكندري، وهو عن أبي محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري، و هو عن أبي محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري، و هو أبي بكر محمد بن الوليد بن خلف الطرطوشي، و هو أبي الوليد سليمانخلف الباجي، و هو عن الإمام مكي القيسي لأندلسي و هو عن الإمام مكي القيسي الأندلسي، و هو عن الإمام أبي بكر محمد بن اللباد الإفريقي، و هو عن الإمام يحي الكتاني صاحب اختلاف ابن القاسم و أشهب، و هو عن الإمام سحنون، و الإمام عبد الملك الأندلسي و هو عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم العتقي المصري، و الإمام أشهب بن عبد العزيز العامري القيسي، و همت عن إمام الأئمة و حبر الآمة الإمام مالك بن انسن و هو عن ربيعة و نافع مولى ابن عمر، و تفقه ربيعة عن أنس بن مالك خادم نعل رسول الله صلى الله عليه و سلم و تفقه نافع عن مولاه عبد الله بن عمر كلاهما أي أنس و ابن عمر عن سيد أهل الدنيا و الآخرة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه و سلم، و هو قد جاؤه الوحي عن رب العالمين بواسطة الأمين جبريل عليه السلام
قال ذلك و كتبه الفقير الحقير الراجي عفو مولاه، خميل الزمان و المكان، أحقر الأفران محب الأخوان في شأن، محمد بن عبد الرحمن بن أبي القاسم بن أحمد بن يوسف الأزهري مجاورة في مصر القاهرة، الزواوي إقليميا، القجطولي قبيلية السماعلي عرشا، البوعلاوي قرية مذهبا، و أما شيخه في الطريقة الذي هو الشيخ الحفناوي فهو شافعي مذهبا، غفر الله دنوبه و سترعيةبه آمين، و الحمد الله رب العالمين و صلى الله على سيدينا محمد و سلم أولا و اخرا ظاهرا و باطنا و السلام.
تمت الإجازة و السلسة على الشريغة و حسن عون، ثم نشرع
اسمع مني و صيتي إليك و اعمل بها كما ألزمت نفسك عهد الله و ميشاقه أن تتقي الله سائر أحوالك، و تخلص في جميع أعمالك، و تلتفت لنظر الخلق لك بل غب عنهم ينظر الله تعالى لك ، و اطلاعه عليك و على سرك و علانيتك و عليك باتباع السنة و الكتاب فإنها الطريق الموصل إلى الله تعالى و اعمل متجردا عن حظوظ نفسك في الدنيا الآخرة و لا تعمل لملاحظة الكرامات و خوارق العادات، و لا خوفا من عقاب الله و لا طمعا في ثوابه بل لقصد رضي الله عنك و محبته إليك و القيام لحقوق العبودية لنصرة الدين و عز الإسلام خاصة، و الثواب لا شك حاصل، و تحصيل الحاصل عبث و عليك بالإحسان إلى خلق بالتوفير الكبير و الرحمة الصغيرة و عليك بالزاهد في الدنيا إلا ما ستر العورة أو الجثة و سد الجوعة، فإن زادت على ذلك فإياك و الغرور، و عليك بالورع عن كل ما فيه يشبهة و عليك بكف الأذى و إن أوذيت، و عليك بالصبر فإنه رأس العبادة، و عليك بالرضى عن الله في كل شيء ورد عليك منه و عليك بكف لسانك عما لا يعنيك و عليك بالثقة بالله على كل حال و في كل حال، و التوكل على الله و الشكر له، و عليك بذكر الموت فإنه أساس الزهد و إياك و المخاصمة و الممارة و أن كنت محقا و حسب الشهرة بالخير الميلي إلى المدح و التزم الأدب مع كل مخلوق، و لا تيأس من رحمه الله و فرجه و إن ضاقت عليك الأمور فإن الله بقول {فإن مع العسر يسرا و إن مع العسر بسرا} و لم يغلب عسر يسرين، و تشكوا الله إلى أحد من حخلقه فإنه المعافي و بالمبتلي و القابض و المبسط و التافع، ، و المضر و النفع و يكون غي الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، و تنبذ ما في يدك من مكاسب الحرام,و تترك ما يقطعك و يلهيك عن عبادة الله عزو وجل و تلزم القك التفكر، و تلزم قلبك و التفكر وعد عينيك السهر، و تجعل الذكر أنسيك و الحزن جليسك، و الزهد شعارك و الورد دثارك و الصمت قرينك، و اقطع نهارك بالجوع و المظمأ و ليللك بالسهر في البكاء و التفكر في ذنوبك السالفة و مثل الجنة عن يميمذنك و النار على يسارك ، و الصراط تحت قدميك و الميزان بين بدبك و الرب مطلع عليك، و يقول لك: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا و اتعمل ما هو نافع لك و هي الطاعة ودع ما هو مضر لك و هي المعصية، و اعلم أن الله سبحانه و تعالى يقول: {و من يعمل مثقال ذرة خيرا يراه و من يعمل مثقال ذرة شرا يراه} و ترك المعصية أولى لك من التوبة من الذنوب قال بعضهم:
فرض على الناس أن يتوبوا
لكن ترك الذنوب أوجب
و لهي تصرفه عـــجب
و غفلة الناس عنه أعجب
و الصبر في النائبات صعب
لكن فوت الثواب أصعب
و كل ما يترجى قــريب
و الموت من كا ذلك أقرب
و يأمر أن يفدي نفسه في النار و كيفية القدوة أن يذكر لا إله إلا الله خاصة سبعين آلف مرة، ثم يقول: اللهم أن هذا السبيعين ألفا نويت بها فداء نفسي من النار كما صرح بها سيدي محمد السنوسي في شرح صفراء اهـ.
و كذلك ورد أن فيه بين الناس و الجن بغضا كبيرا و من قرأ المسبعات يذكرها صباحا و مساءا أو صباحا خاصة انقلب دتك البعض الكائن بينهما حبا بقدرة الله تعالى و هي ىية كرسي إلى (العظيم) ثلاثا، و (آمن الرسول) إلى (الكافرين) ثلاثا،و (قل اللهم مالك الملك) إلى بغير حساب ثلاثا و (قل أعوذ برب الناس)ثلاث أيضا.
تمت الإجازة المباركة بحمد الله و حسن عونه قال بهذا و عمل به و كتابه بالبنان محمد بن عبد الرحمن الأزهري مجاورة، السماعلي عرشا، القجطولي، قبيلة، الزواوي إقيلما، و ،سأل الله تعالى أن يفتح أبواب فضله و ينشر خزائن رحمته على الجمبع بجاه النبي الشفيعن و على من انتمى إليه آمين اهـ. كاتبه أفقر الورى و أحوجهم إلى الله دنيا و اخرى محمد بن الزروق أدام الله حياته موقفا مرزوقا غفر الله له و لواديه و لأشياخه آمين.
أما الإجارة العامة الخاصة أي مثالها فإني سألت أستاذي سيدي محمد بن سالم الخفناوي سبط الإمام حسن وقلت له: هذه الإجازة التي أجزتني بها لسانك المبارك، و كتبتها لي ببنانك المباركة ما كفيتها يا أستاذي هل هي مقيدة في بعض العلوم دون بعض، أو عمامة في سائر العلوم و الأوراد و الحركات و السكنات و الأقوال و الأفعال و سائر الفوائد و الدعوات و الرياضات في الجلوات و العزلات و الخلوات لنفسي و لغيري من سائر تلاميذي و إخواني و غيرهم؟ فقال لي: أذنتك إذنا عاما دائما لك و لغيرك ممن انتمى إليك لا ينفعك إلا الإطلاق طول عمرك في كل زمان و مكان، الباب مفتوح لك و لمن أصدفك و قال لي خذ كتابي هذا الأسانيد فانسخه لنفسك لتحمله معك أين ما توجهت، ثم أخذته منه و حصلته بالنسخ بأجرة من يوثق و يتبرك به، ثم أعطيته له.
و كتب لي على ظهره إجازة بخط يده المباركة، وصفتها و كيفيتها هي هذه: الحمد الله السند، و الصلاة و السلام على أقوى سند و على آله المهتدين و صحبه النجوم الهادين، أما بعد: فقد أجزت الحسيب النسيب السالك الأريب الفهامة السيد محمد بن عبد الرحمن القجطوني الزواوي الباعليوايو الحسنى بما تضمنه هذا الثبت و بما يجوز لي رواته من معقول نفعه الله نفع به منظوما في سلك أهل قربة أفضل صلاة و سلام على أكمل السلام ، و على آله ةالأطهار و صحابته الأخيار، كتبه محمد بن سالم الحفناوي سبط الإمام حين 27 محرم الحرام.
و كتب لي قبا أن يكتب لي هذه الإجازة السابقة بكثير من الزمان الإجازة السابقة بكثير من الزمان الإجازة الاتية و هي قوله: قد أجزت المولى الفاضل الحبيب النسيب السيد محمد بن عبد الرحمن الزواووي بأوراد طريقتنا طريق السادات الخلويتة، و أن يجيزها من طلب منه و لن يستعمل أسماء الطريق بها السلوك و هي سبعة: لا إله الله هو حق قيوم، قهار، نفعه الله و نفع به، و هذا التأليف المنسوب لولدنا العلامة الشيخ محمد بن المنير نافع جدا لمن أراد التخلق بأخلاق الصوفية عاملا به، أدام الله النفع به كتبه محمد بن سالم الحفني الشافعي غفر الله له و لوالديه و للمسلمين في غرة صفر الخير من شهور سنة 1168ثمان و ستين و مئة ألف و نزلت مثل خاتم أستاذي هنا الذي يطبع به الإجازات و غيرها من البطائق و الكتب التي ينسخها تبركا و نفاؤلا بأن يختم الله و لمن انتمى إلينا بصدق بالخير، إنه قريب مجيب.
ثم نختم هذين السندين السابقين المنوبين لأستاذي الحفناوي يسنده لي أيضا بسند المصاحفة و هو وضع اليد على اليد و ضمنها بشدة قليلا، يختم لنا بالخير و الصفح و المسامحة فأقول قد: قد صافحني شيخ الشيوخ العارف بالله تعالى مسلكي و منقدي من العدم إلى الوجود أستاذي محمد بن سالم الحفناوي قال: قد صاحفني العارف الرباني النقشيدي شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد الدمياطي الشهير بابن عبد الغني البنا، قال و قد وصلإلى اليمنن صاحفني الشيخ الكبير الفاضل الفقيه أحمد بن عجيل اليمني في منزله كما صاحفه الكامل المكمل الشيخ التاج النقشندي السندي، كما صاحفه الإمام العارف بالله تعالى الشيخ عبدالرحمن المشتهر بتاج زمرتي كما صاحفه مولانا الأستاذ الشيخ محمود استقرازي، كما صاحفه أبو سعيد الحبشي الصحابي رضي الله عنه، كما صاحفه سيد الأولين و الآخرين و إمام المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب عليه أفضل الصلاة و السلام من رب العالمين.
قال استاذي الحفناوي: و قد تلقينا صورة سلسلة المصافحة اليدية بما صورته هكذا و من فؤاد المصاحفة حصول البركة، و روي عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"من صافحني أو صافح من إلى يوم القيامة دخل الجنة"اهـ. و هذه ثلاث اسانيد أستاذي الحفناوي، و الرابع منهم هو سند التلقين الأسماء المتقدم المسلسل إلى النبي صلى الله عليه و مع خمسة أسانيد و إجازات أخرى للمشايخ الخمسة، و المجموع تسعة أسانيد و إجازات خرجت بها من مصر و عاشرها أي عاشر الأسانيد و الإجازات حصل لي هنا في بلادنا، و الحمد الله على ذلك، وهي إجازة الشيخ أحمد الدرديري الصعيد العدوي الماكي، كتبها لي بيده المباركة ككتابة أستاذي، و أستاذه الحفناوي أي هو أستاذنا جميعا، و هي الخامسة، ثم كتب لي أخرى أي السادسة، كتبها الشيخ غلى بن أحمد الصعيدي العدوي الملكيم ثم السابعة كتبها لي أيضا الشيخ علي بن خضر بن أحمد العمرسي، ثم الثامنة كتبها لي الشيخ حسن بن غالي الجداوي، ثم التاسعة كتبها لي أيضا الشيخ سيدي محمده بن عبد الله بن أيوب الملقب بالمنبر و بالمنور التلمساني مدينة، المغربي إقليما، الإذن العاشر للسيد الحسينبن اعرب صاحب جدي الزواوي، نفعنا الله بالجميع بجباه النبي الشفيع، إنما اقتصرت على إجازة خط أستاذي الحفناوي و نزلتها هنا دون إجازات الأشياخ الآخرين للاختصار الذي هو مطلوب هنا.
أقول: و للناس في مدحه و التوسل به إلى الحضرة الإلهية رسائل و قصائد لا تعد و لا تحصى، منها القصيدة الآتية جاءني بها السائح الصالح الحاج المبروكبن عكاز البوزياني الطولقي في أوبته من الديار التونسية، فأثبتها هنا أخذ بخاطرها لأنها أتتني طالبة مني محلها من هذا المجموع، و هي:
ثق بالمجيد الواحد المتعــــــالي
رب الورى ذي الطول و الإجلال
و أنخ بساحة جوده سبحــــانه
عم الأنـــــام ببره المتوالي
و اسلك مناهج رشده مستمــطرا
توفيقـــه في القول و الأعمال
واضــرع له في كل شأن لائذا
لا تختــشي من سائر الأهوال
و انبذ زحاف دار غي و احترس
من سـحرها وارمق بعين القالي
كــم قد دعتك إلى مخادع زلة
تصـبو لرائق حسن ذات الخال
تـــزهو بمنتزه الرياض مسامرا
لنــديم كأس اللهو و الإضلال
أو مـــازهت بالأقدمين غواية
من عهد عــاد في الزمان الخالي
أطغــــت جبارة الملوك تنعما
ثم أنـــــنت ترميهم بنبال
فأيقـظ لحاظ النفس عن نوم الهوى
و ارحــل عن الإغواء و الإهمال
فمــــتى تغالط بالإمال جهالة
و عـــن افتراس يد المنية سالي
تـب و اكفف عن كل غي و امتثل
متوســـــلا بالسيد المفضل
هــو ذاك مشهور الكرمات العلا
من صيـــتها قد شاع كالأمثال
تــاج المعارف قطب دائرة الورى
ذو المكــــرمات الخلوتي الحال
بدر الكــــمال الأزهري محمد
غوث الـــورى في شدة الأوجال
من دوحـــة الزهرا البتول أصوله
تاهــــت بذا مجدا عن الأقيال
بدر تســامى في العلا حتى ارتقى
شأوا عزيزا ذا مقـــــام عالي
في حضـرة الحضرات يسقي الأصفيا
من راح ســــر الحق بالإكمال
فتفــــجرت أنوار هديه جهزة
و غدى مبـــــلغ غاية الأمال
بطريقة سمــــحا يروق شرابها
أشـــهى و أصفى من لذيذ زلال
ناهيــــك أن المرتوى من ورده
نال السعـــادة و اكتسى بجمال
فامـــدد يديك إلى مواثق عهده
و اخــلع و ساوس حيرة الإجمال
و ايقــن بأنك قد وثقت بضغيهم
حـــامي الذمار بقاطع الأوصال
هيهات لا تخشى الخطوب و إن علت
إذ قد حللـــت عرين ذي أشبال
يحمــي من أهوال الحساب شفاعة
في الاختــــصار مثبتا و سؤال
في حي جرجـرة مطالع شمسه أكرم
به قد فـــــــاق عن أمثال
و بها مقــــدس رمسه و بحمه
قد صــح نقلا عن سرارة رجال
تلـــك المنازل منبع الفضل التي
من جاءها قــــد فاز بالإقبال
تعنــــو لها زمر الوفود ليمنه
تـــسعى على الاقدام و الأحمال
أعـــلامهم تيها يميل بها الهوى
كتمــــايل النشوان و المختل
في كــل ثغر آثل التقوى على
ركــــــن متين دافق بنوال
أحـيا غروس الدين حتى أينعت
بالذكـــر في الأبكار و الآصال
و كـــذا معالمة بنشر علومه
بين الأنــــام في سائر الأعمال
ربي أذقـــني من عتيق علومه
كـــــاسا يخلص رؤية الأفعال
و امنن علينا بالرضى و اختم لنا
بسعـــــادة عند احتلال أجال
و أتسح لنا و المسلمين جميعهم
عفــــوا يؤمننا من الأوجــال
و أدم صــلاتك للنبي محمد
خير الــــبرية كلهم و الآل
هذه القصيدة من إنشاء العالم الجليل الإمام الأصيل العفيف المنشور الشيخ إدريس بن محفوظ الشريف الحسني الدلسي أصلا، كان هاجرا آباؤه لمدينة بنزرت التونسية للاستيطان فولد بها و لما تمم حفظ القرآن توجه لتونس لجامع الزيتونة الأعظم، فكمت فيه نحو العشرين عاما بين العلم و تعليم، حتى أجيز في التدريس بعد الامتحان الرسمي، و صارت له اليد الطولى في الفنون المتداولة بالجامع الأعظم، و كان مصحبا في الدار الطباعة الرسمية بتونس، ثم استعفى و رجع إلى بنزورت، و لا زال يشتغل بالعلم و قد انتفع بعلمه خلق كثيرون، لأن تعليمه سائر فيه على طريقة علماء السلف في نصح المتعلم و قبول السؤال منه يوجه طلق بلا مكابرة، و تبحيل الطالب و إظهار الشفقة له و المحبة الخالصة كالابن الفريد، جزاء الله خيرا.
وله عدة رسائل، من ذلك رسالة في الحساب، و رسالة في الحسابن و رسالة في التصوف، و رسالة في أحوال الفعل المضارع، و له شعر رقيق و قصائد بديعة مختلفة المقاصد، أغلبها في مدح سيد الوجود صلى الله عليه و سلم و آل البيت و بعض المنتسبين لله، لأن الشيخ ميال إلى علوم القومو المتصوفة، و له تفان في حب الطريقة الرحمانية و رجالها، وقد أخذ العهد العارف بالله الرحماني الشيخ سيدي علي بن عيسى صاحب الزاوية الكاف بعمالة تونس، المتوفى في ذي الحجة عام 1318.
و أشهر مشايخه في العلم حضره الشيخ عمر بن الشيخ المفتي المالكي، و الشيخ بن عزوز الشهير و الشيخ سالم بو حاجب المفتي المالكي بارك الله في حياة الجميع آمين اهـ. من خط الشيخ الكامل بن عزوز، أطال الله بقاءه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2010
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : تعريف الخلف برجال السلف