الجزائر

سيدي علي رمضان، المنسق العام لمشروع حفظ التنوع البيولوجي لحظيرتي الأهڤار والطاسيلي لـ “الفجر الثقافي” لا توجد مقارنة بين دعم الدولة للحظائر الثقافية وبين الدعم العالمي



سيدي علي رمضان، المنسق العام لمشروع حفظ التنوع البيولوجي لحظيرتي الأهڤار والطاسيلي لـ “الفجر الثقافي”              لا توجد مقارنة بين دعم الدولة للحظائر الثقافية وبين الدعم العالمي
سيدي علي رمضان، هو المنسق العام للمشروع الخاص بـ “الحفظ والإستعمال الدائم للتنوع البيولوجي” في حظيرتي الأهقار والطاسيلي. عن أجواء العمل طوال الخمس سنوات الماضية الخاصة بالمرحلة الأولى من هذا المشروع، يقول إن العملية جمعت لأول مرة عددا من الخبراء في ميادين مختلفة كالإقتصاد، الإدارة، البيولوجيا، الهندسة والسياحة.. نعمل على إنجاز شبكة حظائر ثقافية على مستوى وطني لا نظير له في العالم  وكان يستحيل أن تتوصل كل هذه الخبرات المختلفة والمتضاربة في منهجيتها العلمية إلى نتيجة ملموسة لولا الغطاء العام للمشروع وهو الثقافة..  بصفتك المنسق العام للمشروع، هل ترى أن المرحلة الأولى حققت الأهداف المرجوة منها؟ نعم.. بصفة عامة وصلنا إلى تحقيق الأهداف المسطرة في بداية المشروع، على الرغم من عامل الزمن الذي تأخرنا في ضبطه قليلاً، حيث كان محدداً في البداية بثلاث سنوات، حيث كان الإنطلاق الفعلي للمشروع في فيفري 2005، لكن خصوصية المشروع الثقافية، وكذا الطبيعة الجغرافية للمنطقة وشساعتها، إلى جانب علاقة المواطنين بها.. كل هذا أدى إلى إرباك عامل الوقت الذي صار خمس سنوات، ورغم هذه الصعوبات  وصلنا في النهاية  إلى تحقيق الأهداف المسطرة في الوثيقة الرسمية.هل يمكنك تلخيص هذه الأهداف المسطرة في الوثائق الرسمية؟ بالطبع.. لكن علينا أن نفهم أولا الهدف العام للمشروع، وهو توفير وتدعيم أدوات تسيير خاصة من شأنها الحفاظ على التنوع البيولوجي في حظيرتي الأهڤار والطاسيلي، وعليه وبفضل دعم صندوق البيئة العالمي المقدر بـ 3.540.620 دولار وكذا وكالة الأمم المتحدة الإنمائية  بـ 185.100 دولار تمكننا من تحقيق الأهداف التالية والمتمثلة في: وضع الإطار القانوني العام للحظائر وتفعيله،    توظيف عمال داخل الحظائر المعنية من أجل تكثيف الجانب البشري الذي يعمل على الحراسة والمراقبة، وكذا تحضير الدراسات العامة،التهيئة التقنية للحظائر، كجلب تجهيزات تكنولوجية متطورة خاصة بالمراقبة والاتصالات والاتصال ومختلف المعدات التي تتعلق بعملية تجهيز الحظائر، السفر بغرض التكوين وكذا التوثيق.. وهي أمور من شأنها أن تضفي الكثير على الجانب اللوجستيكي للحظيرة وتدعم نشاطاتها المختلفة.  إذن ما جدوى المرحلة الثانية من المشروع وما هي خصوصيتها ؟؟ لأن العملية تتطلب الكثير.. والذي قمنا به ما هو سوى بداية أولى للحفاظ على هذه الحظائر، كما أن الصندوق العالمي للبيئة ينتهج هذا النهج، حيث يقوم بتقسيم الدعم إلى قسمين لكي يرى مدى قدرة البلد على تنفيذ المشاريع، وكذا آلية تسيير وصرف الأموال المقدمة.وبالتالي المرحلة الثانية من المشروع ستنطلق قريبا، لأننا أصبحنا ذوى خبرة في التعامل مع هذه المنظمات العالمية، ويمكننا أن نتدارك عامل الوقت، عكس المرحلة الأولى التي  ضيعنا فيها كثيرا من الوقت بين المفاوضات والمراسلات. الآن هذه الهيئات العالمية صارت تعرفنا وتعرف مدى جدية العاملين على هذا المشروع الثقافي المهم. لذلك المفاوضات ستنطلق منذ اللحظة، والمجهودات ستبذل كي نوقع ملف الإنطلاق الفعلي للمرحلة الثانية قبل نهاية السنة.المشروع ككل يحمل خصوصية نادراً ما نجدها في مشروع مماثل، إنها الخصوصية الثقافية والتاريخية التي تغطي كل جوانب هذا العمل، وهو ما يجعل العمل غير محدد، ولا يمكن حساب مدة تنفيذ معينة. لذا خصوصية المرحلة القادمة هي متابعة التجهيز والتطوير التقني على مستوى الحظائر.. لكن الدعم الذي تحصلنا أو الذي سنتحصل عليه من الصندوق العالمي للبيئة لا يمكن مقارنته مطلقاً مع دعم الدولة وبخصوص وزارة الثقافة التي لا تدخر جهداً في الحفاظ على هذا الموروث العالمي.  ما هي مشاريع وزارة الثقافة في هذا المجال الثقافي بالتحديد؟ وزارة الثقافة تدرك جيداً أهمية هذه الحظائر المسجلة ضمن التراث العالمي، والتي تترجم الهوية التاريخية لإنسان شمال إفريقيا، وتدرك أيضا أن القيام على تدعيم هذه الحظائر ليس سهلاً نظراً لشساعتها (حظيرة الطاسيلي بـ 80.000 كلم مكعب وحظيرة الأهڤار بـ450.000 كلم مكعب) سيعود بنتائج بيولوجية هامة من شأنها الحفاظ على مختلف الخصائص البيئية للمنطقة. ولذا ستشرع وزارة الثقافة في القيام بمشروع أشمل هو الأول من نوعه في العالم، وهو إنجاز شبكة حظائر ثقافية على مستوى وطني، وستحرص فيها على ربط الثقافة بالبيئة لما لهما من إسقاطات على بعضهما البعض. والطريقة التي عملنا بهذا في هذا المشروع ستساعد الوزارة لا شك في انجاز هذه الشبكة الفريدة من نوعها.قد يتفق معكم الكثير في هذه الرؤية الثقافية للحظائر، لكن هل تعتقد أن ذلك من صلاحية وزارة الثقافة فقط؟أكيد أن علاقة الثقافة بالحظائر عميقة ومتجذرة في المكان، لكن نحن نعمل جنبا إلى جنب، نعمل مع وزارة الخارجية، الداخلية، السياحة، الأشغال العمومية، لكن لكل وزارة أولوياتها.. كما لكل مشروع أولوياته، وأعتقد أن الثقافة هي الإطار العام المناسب لهذا المشروع لأن الصخور هنا ليست صخورا عادية، إنها مطبوعة بطابع ثقافي لا يمكن إغفاله أبداً.  هاجر قويدري


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)