الجزائر

سيدي السعيد وحمارنية يمران إلى مرحلة تكسير العظام



خرج أو تجاوز كلّ من عبد المجيد سيدي السعيد، الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، والطيب حمارنية، السيناتور في مجلس الأمة، وقائد الحركة التصحيحية للإطاحة بالأخير، مرحلة المناوشات إن صح القول، وإنتقلا إلى صدام تكسير العظام، في صراعهما الذي خرج إلى العلن أياما فقط بعد إجتماع الثلاثية في ال 23 من شهر ديسمبر من السنة الماضية 2017، فالأول لوّح ببوادر لعب ورقة ملفات الفساد التّي يملكها ضد المكلف بالتنظيم السابق في UGTA، والأخير يسعى لتكبيل وشل حركة خصمه من خلال إبطال مفعول المجالس الولائية للإتحاد بتجميد نشاطها بعد الطعن في شرعيتها.قناعة من الطرفين بتمسك كل منهما بموقفه وهو ما إستنتجاه خلال الأشهر الأخيرة التي كانت بمثابة مرحلة جس للنبض، تيقن سيدي السعيد وحمارنية، بضرورة رفع نسق الصدام بينهما في إطار سعي كل واحد للتخلص من الآخر، حيث أسرت مصادر من أروقة بيت UGTA ل "السلام"، أن الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، عاد في الأيام الأخيرة لينبش في أدراج مكتبه بحثا عن ملفات قديمة تخص حمارنية إبان مرحلة تموقع الأخير كقيادي بارز بل كالرجل الثاني في أكبر تنظيم عمالي في البلاد، تثبت تورط قائد الحركة التصحيحية للإطاحة بسيدي السعيد، في قضايا فساد مختلفة الصيغ والأنماط، أغلبها تصب في بوتقة الإستفادة من إمتيازات مالية متعددة الأشكال، على مستوى عدة مؤسسات عملاقة تنشط في مختلف القطاعات، على غرار تلك التي تورط فيها مع مسؤولين في شركة المياه والتطهير "سيال" وأخرى في مركب الحجار للحديد والصلب، هذه الملفات يسعى سيدي السعيد لتوظيفها كورقة ضغط لدفع حمارنية إلى تطليق مبادرة الحركة التصحيحية.
في الطرف الآخر يواصل حمارنية، مساعيه الجادة والميدانية للمضي قدما في مسعى الإطاحة بسيدي السعيد، من على كرسي الأمانة العامة للإتحاد العام للجزائريين، فبعدما نجح الرجل (حمارنية) في الظفر بدعم أو تأييد 80 بالمائة من أمناء فدراليات UGTA، بعدما أقنعهم بضرورة ضخ دماء جديدة في الأخير من خلال إنجاح الحركة التصحيحية، يسعى في الأيام الأخيرة، وفقا لما كشفت عنه مصادرنا التي تحفظت الكشف عن أسمائها، لشل أو تجميد نشاط المجالس الولاية للإتحاد، سواء تلك التي تم تنصيبها، أو حتّى التّي لم تنصب بعد، وذلك من خلال الطعن في شرعيتها، وهو القادر على إثبات ذلك وبكل سهولة، على إعتبار أنه كان مسؤولا عن التنظيم ب UGTA سابقا، ما يعني أنه مطلع وبدقة على المعايير والطرق التي تم من خلالها تنصيب المجالس المحلية للإتحاد وكذا الولائية، وهي المجالس التي تعتبر موطن قوة سيدي السعيد، أو الجدار الصلب الذي يستند عليه لمواجهة أي عداء من داخل أو خارج UGTA، وعليه يسعى خصمه حمارنية لسلبه أو تجريده من هذه الورقة الرابحة التي من دونها سيسهل الإطاحة به.
في السياق ذاته نجح حمارنية في شل المكتب الولائي لخنشلة، وغلق مقره، وإستطاع تجميد نشاط مكتب الجزائر العاصمة الذي إنفجر في أورقته خلاف حاد بين أعضائه ورئيسه، كما أفلح أيضا في تجميد نشاط نقابة شركة المياه والتطهير "سيال" التابعة ل UGTA بناء على حكم صادر من العدالة.
وبين حراك هذا وذلك، تبقى الأيام القليلة القادمة الفيصل بين الرجلين اللذين وصلت حدة الصراع بينهما إلى أعلى مستوى، أو إلى مرحلة لا تقبل بقاء إلا واحد منهما فقط.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)