الجزائر

سيدي أحمد الشريف الورتيلاني



قال العلامة الورتيلاني ما نصه: الولي الصالح جدنا سيدي احمد الشريف نسبا إذا ثبت ذلك و هو الشريف الحسني و الذي سمعناه من أعالي أسلافنا أنه من شرفاء تافيلالت و أما مقره و مقر أوائله ففي بجاية و جدنا هذا نجل الشيخ سيدي علي البكاي و كان له زاوية عظيمة و قد سمعنا أنه قدم بخمس مئة طالب إن صح و قد ثبت عن بعض الثقاب من بني يعلى أن طلبة الشيخ في محله إذا قرؤوا الحزب سمعوهم من بني يعلى يعني من مدشرة الخميس و هو الكدية و مدشر الزراع.
و كان رحمة الله يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم و المحل الذي يجتمع فيه إلى أن الآن معروف بالعلامة ظاهرة و قبره يزار و قد سمعت عن العدل الصالح بلا شك سيدي محمد الحاج حين بتنا معه ليلة الجمعة في روضته لما أخذنا النوم و استوى علينا و جاء مع جماعة من الطلبة و قد ذهب نصف الليل فاستيقظنا من النوم، و أتينا إلى محل الإقتراء و سأله بعض الطلبة عن الحكمة في إتياننا نصف الليل و ثلث الليل و الأخير أولى فقال: أعلمكم غير أنكم لا تخبروا أحدا إلا بعد موتي فعاهدناه على ذلك فقال: لما نمتم امتلأ الموضع برجال الغيب ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم و سيدي عبد القادر الجيلاني فأيقظتكم و الحمد لله على ذلك.
و قد سمعنا أن الديوان يكون ليلة الإثنين و الجمعة غير أن ليلة الإثنين للشيخ سيدي عبد القادر و ليلة الجمعة للنبي صلى الله عليه و سلم و لما بنى داره قال لبانيها: أرسل نفسك من غير سلم، فأبى فقال له: و الله لو أرسلت نفسك لوقعت في الكعبة، و قد سمعنا أيضا أنه من بات عنده في روضته شبع جمعات متواليات قضيت حاجة كانت دينية أو دنيوية.
و من كراماته أيضا أن سيدي محمد أعنى الذي كان في صدوق المشهورة ولايته. الجوادي أخذ عنه، و كان شيخا له فلما قربت و فاته قال له: إذا مت فمن أشاوره بعد ذلك، فقال له: أنا قبل و بعد فلما مات كان الأمر كذلك فصار يكلمه من قبره إلا مرة واحدة أتى إليه يشاوره في أمر فنادى الشيخ على عادته فلم يستجب له أي لم يجبه فبكى من ذلك و ظن أن المانع منه فمكث: غير بعيد و ناداه مرة أخرى فأجابه فقال له: أين كنت؟ قال: كنت عند الشيخ سيدي يحي كان غائبا فلما رجع ذهب الأولياء إليه و كان ولده سيدي يحي في مجانة بأهله مكث فيها عشرين سنة و كان يركب معه من مماليكه ثمانون عبدا فأرادوا غدره فقال له الشيخ: قل لولدي يحي أنت نائم و أردوا قتلك فأنا الذي أيقظتك حتى ركبت فرسك و نجوت منهم، ثم بعد ذلك رجع إلى وطنه إلى أن قضى الله أمرا كان مفعولا و كان جدنا سيدي يحي في مجانة و عنده بنتان كان واحدة منهما نسخت التوضيح و قد سمعت سيدي الطاهر الشريف يقول: إحدى نسختين في إملال إلى الآن، و كانت عنده خزانة عظيمة بحيث لا توجد عنده غيره و لما سلط عليهم الوباء و لم يسبق إلا ولدان صغيران ضاعت الكتب و الأملاك الربانية التي في بني عبد الجبار.
و من أولاده الفاضل الكامل الفقيه الورع سيدي الحسين جدي كان مدرسا دائما يحفظ الشيخ سالم ينسخ منه كل ليلة نصغ كراس في القالب الكبير أخبرتني بذلك أخبرتني بذلك زوجته والدة أبي، وهو يدرس إلى أن مات و كان يفتي و لا يقبل الهدية من أحد و كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمره بالفتيا على لسان بعض من يراه يقظة من الحبين له و كذا والدي في غاية الإتباع أكثر من أبيه تؤخذ السنة من كلامه و من افعاله بالمدخل و الشيخ عبد الله بن أبي جمرة و ابن عطاء الله و الشيخ زروق إمامه وقد فلمت أن من جعل واحدا منهم قدوة كفاه فكيف بالجميع.
قلت: وقد أخبرني أنه قال: رأيت جدي هذا فقلت له: أعطني سرك فقال: سري مقسوم بين أولادي و لا أدري هل قال له: و أنت لك الحظ الوافر أم لا نفعنا الله به آمين اهـ.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)