الجزائر

سيدي أحمد التجاني


الشيخ الواصل القدوة الكامل الطود الشامخ العارف الراسخ جبل السنة والدين و علم المتقين و المهتدين العلامة الداركة المشارك الفهامة الجامع بين الشريعة و الحقيقة الفائض النور و البركات على سائر الخلقية الواضح الآيات و الأسرار معدن الجود و الافتخار البحر الزاخر الطام المعترف بخصوصيته الخاص و العام نادرة الزمان و مصباح الأوان القطب الجامع الغوث النافع أبو العباس مولانا أحمد بن الولي الكبير و العالم الخبير أبي عبد الله محمد فتحا ابن المختار بن أحمد بن محمد فتحا ابن سالم الشريف الحسني الكاملي التجاني يرفع نسبة إلى الإمام محمد النفس الزكية أبن عبد الله الكامل.
كان رحمه الله من العلماء العالمين و الأئمة المجتهدين ممن جمع بين شرف الجرثومة والدين و شرف العلم و العمل و اليقين و الأحوال الربانية الشريفة و المقامات العلية المنيفة و الخوارق العاظام و الكرامات الجاسام قوي الظاهر و الباطن كامل الأنوار و المحاسن عالي المقام راسخ التمكين و المرام بهي المنظر جميل المظهر منور الشيبة عظيم الهيبة جليل القدر شهير الذكر ذا صيت بعد و علم و حال المفيد و كلمة نافذة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر عائدة.
و لد سنة 1150 بقرية عين ماضي و نشأ بها عفاف و أمانة و حفظ و صيانة مقبلا على الجد و الاجتهاد مائلا إلى العزلة و الإنفراد مشتغلا بالقراءة معتاد للتلاوة فحفظ القرآن و هو ابن سبعة أعوام ثم اشتغل بطلب العلوم حتى رأس فيها و حصل معانيها و من شيوخه فيها العلامة العارف سيدي المبروك ابن بوعافية المضاوي التجاني ثم ارتحل إلى ناحية المغرب لفاس و أحوزها سنة 1171 و هو إبن إحدى و عشرين سنة و سمع فيها شيئا من الحديث و بقي يجول بقصيد الزيارة و البحث عن أهل الخير و أول من لقي حينئذ من المشايخ الكمل القطب مولاي الطيب الوزاني بوزان و تبرك به و أخذ عنه و أخذ و أذن له في تلقين الأوراد إلا أنه امتنع من التلقين لاشتغاله بنفسه و لقي أيضا القطب مولاي أحمد القلي إلا أنه لم يأخذ عنه شيئا بل لم يكمله بشيء أصلا و لقي الولي الصالح سيدي محمد بن الحسن الوانجلي من بني و انجل من جبال الزبيب بمحله و تبرك به و لم يأخذ عنه و لقي و لقي بفاس العارف بالله سيدي العربي ابن عبد الله معن الأندلسي و تبرك به ودعا له بخير و أخذ بها الطريقة القادرية على يد من كان يلقنها في ذلك الوقت ثم تركها بعد حين ثم أخذ الطريقة الناصرية عن الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الله التزاني الشهير بالريف ثم تركها بعد حين أيضا ثم أخذ الطريق القطب سيدي أحمد الحبيب السجلماسي الصديقي عن بعض من له الإذن فيها ثم تركها بعد مدة ثم أخذ عن أبي العباس سيدي أحمد الطواش نزيل تازة و دفينها ثم انتقل من المغرب قاصدا بلد البيض في ناحية الصحراء حيث ضريح سيدي الشيخ و مكث هناك خمسة أعوام مشتغلا بالقراءة و العبادة و التدريس و التلاوة و زار في خلالها بلده عين الماضي دار آبائه ثم ارتحل منها تلمسان و أقام بها مدة يدرس فيها التفسير و الحديث و غيرهما و يعبد ربه تبارك و تعالى إلى أن لاحت عليه بوارق الفتح و مبادية و ظهر عليه من الخوارق و ما دان له به شانية و معادية و ذلك أوائل سنة 1181 ثم انتقل من تلمسان قاصدا الحج سنة ست و ثمانين (1186) فمر بتونس فحسبه الأقدار هناك سنة كاملة ثم بعدها حج وزار سنة سبع و ثمانين و لم يزل يبحث في طريقه عن العلماء و الأخيار و يتبرك بهم في سائر النواحي و الأقطار حتى تبرك بعدد كثير منهم فلقي بزواوة الشيخ أبا عبد الله سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري (دفين الجزائر) و أخذ عنه الطريقة الخلوتية و هو أخذ عنه الطريقة الخلوتية و هو أخذها عن الشيخ الحفناوي و بتونس الشيخ عبد الصد الصمد الرحوي و بمصر الشيخ محمود الكردي المصري العراقي و أخذ عنه و أخذ أيضا بمكة عن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله الهندي المكي من غير ملاقاة له إنما كان الشيخ المذكور يراسله مع خادمه قال في" جواهر المعاني": و هو معتمد في العلوم و الأسرار و الخواص و الأنوار ثم لما كان بالمدينة لقي بها القطيب الشهير بالسمان أحد التلاميذ سيدي مصطفى البكري الصديقي فأخذ عنه و تبرك به ثم لما رجع من حجة و ووصل تلمسان سنة ثمان و ثمانين أقام بها و مجتهدا في العبادة و الدلالة على الله تعالى ثم سافر منها إلى مدينة فاس بقصد زيارة قطبها و قطب المغرب بأسره مولانا إدريس رضي الله عنه و ذلك سنة إحدى و تسعين فوصل إليها وزاره و بقي بها يتردد لزيارته مدة ثم رجع لتمسان و اقام بها مدة ثم ارتحل منها لناحية الصحراء سنة ست و تسعين و نزل بقرية القطب الكبير سيدي أبي سمعون بالسين و يقال بالصاد ثم سافر منها إلى بلاد توات فلقي بعض الأولياء بها منهم سيدي محمد الفضيل بالتصغير و أخذ عنهم بعض الأمور الخاصة و استفادوا منه علوما و أسرارا في الطريق ثم رجع إلى قرية أبي سمعون و أقام بها و استوطنها و فيها وقع له الفتح الكبير. وأذن له صلى الله عليه وسلم في تلقين الخلق بعد أن كان فارا من ملاقاتهم، و ذلك في السنة المذكورة و هي في سنة ست و تسعين و مئة و ألف ثم لما كان رأس المئة الثانية عشرة وهو بأبي سمعون و قع له الفتح الأكبر و المدد الأغزر على يده عليه الصلاة و السلام و من هذا الوقت و الأسرار و الأنوار تترادف عليه و الوفود من الجميع النواحي تقصده و تأتي إليه ثم انتقل من بلاد الصحراء من قرية أبي سمعون سابع عشرة ربيع النبوي عام ثلاثة عشر و مئتين و ألف قاصدا استيطان مدينة فاس و كان دخوله لها سادس ربيع الثاني من العام المذكور و في محرم الحرام من السنة الني بعدها و هي سنة أربع عشرة حل رضي الله عنه مقام القطبانية الغوثية فنال بذلك من مطلوبة كل أمينة و قد كان رضي الله عنه يقول: أخذنا عن المشايخ عدة فلم يقض الله عز و جل منهم بتحصيل المقصود و سندنا و أستاذنا في هذا الطريق هو سيد الوجود صلى الله عليه وسلم و أما السبعات العشر فأخذتها مشافهة عن شيخنا الشيخ محمود الكردي المصري و هو أخذها عن الخضر مشافهة و أما الأحزاب الشاذلي و وظيفة زروق و دلائل الخيرات و الدور الأعلى فكلها أخذناها بالإجازة فيها عن شيخنا القطب سيدي محمد بن عبد الكريم السمان قاطن المدينة المنورة و كان رضي الله عنه يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمن له أن من رآه يدخل الجنة بغير حساب و لا عقاب و أن الله تعالى أعطاه الشفاعة في أهل عصره من حين ولادته إلى حين وفاته و زيادة عشرين سنة بعد وفاته.
و ذكر في الأشراف أن والده العلامة الأكبر الصوفي المحدث الأشهر أبا الفيض سيدي حمدون بن الحاج كان يثني عليه في العلم و المعرفة بالله و يقول: إنه من الكمل و مدحه بقصيدة حين كان متوجها للحج سنة 1205 مطلعها:
إن شئت تصبح في رياض أمان و
أردت تغـدو في مـنى و أمان
فعليك بالبدر المنير سنا أبي العباس
أعـني أحمـد الـتـجـاني
شمس السيادة قطب الدائرة الهدى
بدر السعادة كوكب الإحسان
بحر الندى مبد لنا حكمـا سمت
كـفرائد في العـقد و التيجان
خـبر إمـام قـد سمـا بمعارج
في الصالحـات و لم يكن متوان


و مناقبه رضي الله عنه و أحواله كثيرة و من أراد بسطها فعليه بكتب أصحابه.
توفي رحمة الله صبيحة يوم الخميس سابع عشر شوال الأبرك سنة 1230 و حضر جنازته من لا يحصى من علماء فاس و صلحائها و أعيانها و فضلائها و أمرائها و صلى عليه إماما الفقيه العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن إبراهيم الدكالي و ازدحم الناس على حمل نعشه و كسروا أعواده تبركا و دفن بزاويته المشهورة من حومة البليدة و ضريحه بها مشهور معظم محترم مزار متبرك به اهـ. من "سلوة الأنفاس

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)