الجزائر

سيدة السينما الجزائرية " شافية بوذراع " تفتح قلبها ل " الجمهورية "



سيدة السينما الجزائرية
قريبا تكريم فني لعملاقي المسرح " علولة " وعز الدين مجوبي "ارتديت اللباس العاصمي في مهرجان " كان " لأمثل المرأة الجزائرية قاطبة إنها سيدة السينما الجزائرية بدون منازع،امرأة استطاعت أن تتربع على عرش الإبداع الفني والثقافي بشخصية قوية وأنوثة صادقة، أحبها الناس في شخصية " لالا عيني "،وتابعوها باهتمام في فيلم " مال وطني "،فكانت حواء الصبورة على قدرها والأم العطوفة على أولادها، نعم ... !!إنها الفنانة القديرة " شافية بوذراع "التي التقيناها مؤخرا في مدينة سعيدة في إطار المهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة،فرغم كبر سنها إلا أن حبها لفنها جعلها تتحمل كل المشاق حتى تكون حاضرة في هذا الحدث الثقافي وتقاسم أبناء عاصمة العقبان فرحتهم بهذا المولود السينمائي الخاص بالمرأة الأديبة والفنانة،شخصيتها المرحة وعفويتها أثارت فينا الكثير من المحبة والاحترام لسيدة طالما أبدعت في تجسيد دور المرأة المكافحة والشجاعة،ونجحت في ترجمة مشاكلها وهمومها من خلال عدسات الكاميرا،كل هذا دفعنا للاقتراب من " لالا عيني " قصد معرفة آخر أخبارها الفنية واكتشاف خبابا شخصيتها التي أبرزت ملامحها في هذا الحوار الحصري _في بداية الأمر سيدتي العزيزة اسمحي لنا أن نعبر عن مدى سعادتنا ونحن نجلس إلى جانبك ونتعرف عن كثب على شخصيتك المرحة وعفويتك،والتي ربما شجعتنا على التقرب منك أكثر قصد معرفة آخر أخبارك الفنية وأهم مشاريعك السينمائية التي ستعودين بها إلى جمهورك الوفي،فما هو الجديد الذي تعكف عليه حاليا السيدة " شافية بوذراع " ؟ والله سعيدة جدا بلقائكم وأنا في ولاية " سعيدة "عاصمة العقبان الجميلة التي أعتز كثيرا بتواجدي على أرضها وبين أهلها،ولولا المهرجان الوطني الثقافي لأدب و سينما المرأة الذي احتضنته المدينة لما كنت اليوم بينكم وبين جمهوري الحبيب،أما فيما يخص جديد الفني فأنا في الحقيقة بصدد تصوير مشاهد تاريخية مؤثرة لفيلم سينمائي طويل بمدينة تيارت،أجسد فيه دور امرأة مجاهدة كانت رمزا للبطولة والنضال خلال فترة الاحتلال الفرنسي،واعذروني إن لم أستطع التكلم عن تفاصيل العمل أكثر حتى يعلن عنه المخرج،وإضافة إلى هذا فقد انتهيت من تصوير مشاهد عمل فني آخر مهدى لروح العملاقين الراحل "عبد القادر علولة " والمرحوم " عز الدين مجوبي" اللذان طالما احترمتهما كفنانين وانسانين عظيمين،العمل الذي هوحاليا في مرحلة المونتاج والذي سيتم عرضه قريبا على الشاشات الجزائرية أتمنى من كل قلبي أن ينال إعجاب جمهوري العزيز لاسيما عشاق الركح والإبداع المسرحي الجزائري. _وماذا عن التلفزيون،هل من أعمال جديدة ؟ -" يا بنتي ...اليوم راه في عمري 84 سنة،و أنا متعبة قليلا،لذلك قررت أن أرتاح فترة معينة لأكمل بعدها تصوير الجزء الثاني من فيلمي الجديد بولاية تيارت،ورغم أن الفن هو الأكسجين الذي أتنفسهوجمهوري هو سبب عيشي واستمراري في الساحة الفنية،إلا أن سني لا يسمح بتحمل الكثير من ضغوطات العمل تماما مثلما غنى الهاشمي قروابي " البارح كان في عمري عشرين "،لكن هذا لا يمنعني من إعطاء المزيد وبذل ما في جهدي لإرضاء جمهوري الذي يكون حاضرا في كل مرة احتاجه فيها،وأنا فعلا أحترمه وأقدره فبدونه لا أستطيع الاستمرار ._مشاركتك في فيلم " خارجون عن القانون " مع المخرج " رشيد بوشارب" أعادك بقوة إلى الشاشة العملاقة،حيث أنك تمكنت من لفت الأنظار وكاميرا الصحافة الأجنبية لاسيما وأنك ترتدين اللباس العاصمي التقليدي على البساط الأحمر،فما تعليقك ؟ -صحيح،مشاركتي في الفيلم اسعدتني كثيرا والنجاح الكبير الذي حققه العمل ضاعف في فرحتي لا محالة،ولان مهرجان " كان السينمائي " تظاهرة عالمية تستقطب الملايين من السينمائيين والإعلاميين قررت أن أمثل بلدي الجزائر أحسن تمثيل،وحتى أستطيع تقديم المرأة الجزائرية بأحسن شكل وأجمل حلة،فضلت ارتداء الزي العاصيمي التقليدي بدل اللباس القسنطيني باعتباري أنني من مدينة الجسور المعلقة،وذلك حتى أجمع جميع نساء الجزائر ككل،والحمد لله حضوري كان مشرفا بشهادة الجميع وهي نعمة أحمد الله عليها . _سيدتي الكريمة،كيف ترين اليوم السينما الجزائرية ؟ _الكل يسأل عن السينما الجزائرية و يستفسرون عن واقعها،لماذا ؟ أنا لا أدري لم الجميع متشائمون وخائفون ؟بالعكس السينما بخير والحمد لله،والفضل في ذلك يعود إلى مواهب شابة وطاقت إبداعية لا بأس بها استطاعت أن تفرض مكانتها في المشهد العربي والعالمي،وهذا أمر مشرف،وأكثر شيء يغيظني هو تذمر البعض من التعامل مع هؤلاء الشباب،ربما لأنهم تعودوا على السينمائيين القدامى الذين صاروا اليوم كبارا !!،ما العيب في أن نعمل مع شبان ولجوا أبواب الفن السابع من بابه الواسع سواء في الإخراج أو التمثيل أو الإنتاج،وكما يقول المثل" ما زاد بالصوف غير الخروف"،هؤلاء إذا أخطأوا اليوم غدا يصححون خطأهم ويتعلمون أكثر لتحسين أعمالهم،فأنا شخصيا ضد مقولة " نحب الكيف و ليس الكم "،فإذا الشخص لا يعمل لا يتعلم ،والشباب اليوم ما شاء الله ورغم النقائص المسجلة في أفلامهم إلا أنهم أضافوا الكثير للسينما الجزائرية وافتكوا الكثير من الجوائز العالمية. _بماذا تنصحين المخرجين الشباب وهم في بداية طريقهم و مشوارهم الفني ؟ _أنا لست ضد المتعربين والعربية الفصحى،كما أنني لست مفرنسة،لكن ما يجب التأكيد عليه هو الاهتمام بفئة " العجائز " أي الكبار في السن الذين لا يفقهون شيئا في اللغة الفصحى،ونحن الحمد لله نملك لغتين شعبيتين " الدارجة الشعبية " التي نسميها ب " هدرة الزنقة "التي لا ينبغي التكلم بها ولا استعمالها في أفلامنا وعندنا "الدارجة النظيفة " التي يفهمها الجميع حتى الشرقيين وهي اللهجة التي استعملت في مسلسل " دار السبيطار " الذي نقل "الحقرة والميزيرية " التي كان يعيشها الجزائريون خلال الاستعمار، لذلك أطلب من مبدعينا الشباب أن يأخذوا بعين الاعتبار هذه الفئة التي لا تفهم الفصحى و لا تستطيع حتى تعلمها لاسيما و أنها في سن حرجة حتى لو كانت لها الرغبة والإرادة. _ما هي الذكريات التي تحملها " لالا عيني " عن السينما الجزائرية خلال الزمن الجميل ؟ _لا أنكر " يا بنتي " أن الزمن تغير كثيرا،فنحن نعيش الآن في عصر التكنولوجيا والعولمة وليس كما عشناها نحن قديما،لازلت أذكر فترة الاستعمار عندما كان السينمائيون يعملون فقط من أجل التعريف بالثورة التحريرية المجيدة،مستعملين عدسات الكاميرا كسلاح لمحاربة العدو،ليأتي بعدها وقت الاستقلال الذي عزز فيه هؤلاء جهودهم و أعمالهم الفنية من أجل بناء البلاد،مستعملين طرقا بسيطة وجد عادية، عشنا حقا لحظات جميلة وسط أفراح الجماهير الذين أحبوا الفن وعشقونا بكل جوارحهم،ولا يتعلق الأمر بنا نحن فقط كسينمائيين بل أيضا الفنانين الذين تغنوا بالوطن علا غرار الراحل " علي معاشي"، المرحومة " نورة "،عبد الرحمان عزيز،الشيخ العنقى الذي غنى "الحمد لله ما بقاش استعمار في بلادنا "، دون أن ننسى أميرة الطرب العربي "وردة " التي غنت " اسمك يا جزائر على جبيني وسام ...أرض البطولة على مدى الأيام " ._ماذا تقولين لشباب اليوم ؟ _سأخاطب في البداية الفنانين الشباب وأقول لهم من خلال جريدة الجمهورية " احترموا الفن يحترمكم، اعشقوه وقدموه بالشكل الصحيح "،والأهم من ذلك " تعلموا من الكبار وكونوا مطيعين لمعلمكم،لأن هذا الأخير يملك خبرة وتجربة أكثر منكم "،أما الشباب العادي الذي يحب اللباس الأنيق والسيارة الفخمة والفتاة الجميلة والعرس الكبير،فهو غالبا من يفكر في " الحرقة " ظنا منه أنه سيحقق كل أحلامه بمجرد التغريب عن بلده،وهذا أمر خطير أنصحه بالابتعاد عنه،كما أنصحه بالعمل الدؤوب والصبر لأن صعود سلم النجاح يكون " درجة درجة "،وفي الأخير أطلب من الله أن تعيش بلادنا سالمة،ويكفي ما عاشته خلال العشرية السوداء من آلام و دموع و دماء، أدعو الله أن يحفظ جميع الجزائريين ويحميهم من كل شر .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)