الجزائر

سيتم تحويلها إلى مساحات خضراء23 منطقة تعمير عشوائية تستوجب الهدم بالعاصمة




لا تزال قرابة 2400 عائلة مرحلة حديثا إلى الأحياء الجديدة ببلدية ببئر توتة بالعاصمة، تنتظر توفير الهياكل القاعدية التي وُعدوا بها من قبل السلطات الولائية وكذا المحلية في فترة ترحيلهم، ولم تتحقق لحد الآن، إذ لا تزال هذه الأحياء تفتقر إلى كل المرافق الضرورية، فهي، كما عبر لنا سكانها، مراقد يغادرونها صباحا ليعودوا إليها في المساء.
لا يزال سكان حيي 1680 مسكنا و''عدل'' ينتظرون إنجاز المؤسسات التربوية التي تنعدم بكلا الحيين، ما خلق أزمة حقيقية في قطاع التربية بهذه البلدية التي يفوق عدد التلاميذ الـ50 في شتى الأطوار الدراسية سواء تعلق الأمر بالابتدائية أم المتوسطة، الأمر الذي يجعل التحصيل الدراسي يقل بالنسبة للتلاميذ، ناهيك عن جعل المعلمين يمارسون مهنتهم في ظروف جد صعبة، على حد تعبيرهم.
هذا الوضع جعل الكثير من الأولياء يفضلون على بقاء أبنائهم في مدارسهم السابقة، مفضلين تحمل مشقة التنقل على أن يتدهور مستوى أطفالهم التعليمي، أما البعض الأخر ففضل اللجوء إلى المؤسسات التعليمية الخاصة تفاديا لكل المشاكل، ونفس الأمر بالنسبة لمتمدرسي الطور الثانوي أيضا الذين يواجهون متاعب كبيرة، فالثانوية الوحيدة على مستوى البلدية تشبعت وأصبحت تعمل أكثر من طاقتها، حيث يتمدرس بها قرابة الـ 2000 طالب يزاولون دروسهم في ظروف صعبة، حيث يفوق عددهم في القسم الواحد الـ 50 تلميذا، الأمر الذي لم يستوعبوه، خاصة الذين يجتازون شهادة البكالوريا والأساتذة على حد سواء.
من جهة أخرى، يشهد قطاع الصحة نقصاً في تلبية الخدمات بالنظر للعدد الكبير من الوافدين الجدد لبلدية بئر توتة التي تتوفر على مركزين صحيين وعيادة متعددة الخدمات، لكن تكاد تقتصر خدمات هذه الهياكل الصحية على فحوصات الطب العام في ظل تعطل الأجهزة المتكرر، حسبما أكده السكان، مشيرين إلى أنه حتى هذه المراكز ذات الخدمات المحدودة بعيدة عن أحيائهم على غرار المرافق الأخرى، فهم يناشدون الجهات المحلية بملحقة إدارية ومرافق رياضية، وإنشاء سوق جوارية كبيرة عوض السوق المجاورة لهم ذات الطاقة المحدودة، وكذلك إنشاء محطة للنقل الحضري بجوار أحيائهم عوض الحافلتين التين تقلهم إلى المحطة البرية البعيدة عنهم.
رئيس البلدية لبلدية بئر توتة من جهته، أكد لنا بأن المصالح المحلية وكذلك الولائية، على دراية تامة بالنقائص التي يعرفها السكان الجدد خاصة في مجال التعليم، لذلك تم تخصيص أكثر من 4 ملايير سنتيم لهذا القطاع، حيث سيتم إنجاز مؤسسات تربوية في حي 1680 مسكنا في مختلف الأطوار، كما يوجد مشروع إنجاز ثانوية أخرى لامتصاص الضغط الذي تعرفه الثانوية الوحيدة بالبلدية، كما كشف بأن هناك مشروع لإنجاز عيادة طبية وملحقة إدارية، وسيتم إنجاز، قريبا، مركز تجاري بوسط بئر توتة.

أحصت مصالح ولاية الجزائر أزيد من 23 منطقة تعمير عشوائي ببلديات العاصمة، على شكل مجمعات سكنية فوضوية كبيرة تم بناؤها بطريقة غير قانونية على مستوى بلديات العاصمة، لاسيما تلك الواقعة خارج النسيج الحضري لولاية الجزائر.
وأفضت الخرجات الميدانية التي قام بها مهندسون معماريون ومتخصصون في مجال مراقبة نوعية البناء، بالتنسيق مع مديرية التعمير والبناء بولاية الجزائر، إلى أن مجمل مناطق التعمير العشوائية هي مجمعات سكنية تحتوي على فيلات وسكنات فردية، إلا أن قاطنيها لا يحوزون على وثائق إدارية تثبت الملكية الموثقة بصفة قانونية، إلا فيما يخص حيازتهم على قرارات استفادة منحت لهم من قبل المجالس المحلية خلال فترة التسعينات، أوفي عهد المندوبيات.
وأفادت المصادر المطلعة أن أغلبية الأوعية العقارية التي شيدت عليها السكنات، أراضي فلاحية استفاد منها أصحاب السكنات الفردية على مستوى مناطق التعمير العشوائية بصفة غير قانونية خلال العشرية السوداء، دون المرور على الوكالة الولائية للتسيير والتنظيم العقاريين، حيث تم في هذا الإطار مع نهاية السنة الماضية تهديم عدد كبير من الفيلات بكل من الدويرة والخرايسية، على اعتبار أن الأوعية العقارية التي شيدت عليها السكنات الفردية أوعية عقارية فلاحية غير مدمجة ضمن القطاع العمراني، أين تم استرجاع عدد كبير من المساحات الفلاحية من قبل المديرية الوصية.
وفي هذا الإطار تم إعداد بطاقات تقنية لكل مناطق التعمير العشوائية التي لا تخضع للمقاييس المعمول بها، وكذا تحديد المساحة الإجمالية التي تم إنجاز السكنات بها، حيث تمنع بعدها كل أشكال التوسعات في انتظار الوصول إلى تسوية الملفات في إطار قانون مطابقة البنايات 08-,15 بعد دراسة كل الملفات بالعودة إلى طبيعة كل ملف، حسب حيازة كل مالك بناية لرخص البناء.
ومن المنتظر أن يتم دراسة كل الملفات الخاصة بالبنايات الواقعة على مستوى مناطق التعمير العشوائية طبقا لقانون مطابقة البنايات، فيما سيتم تهديم بعض السكنات التي لا تخضع لشروط التعمير، لاسيما تلك التي تشكل خطرا حقيقيا على السكان وقاطنيها.
كما تتوزع 23 منطقة تعمير عشوائي بشكل كبير على مستوى البلديات الواقعة خارج النسيج الحضري للعاصمة بكل من بلدية الخرايسية، أولاد فايت، الدويرة، الدار البيضاء، بئر توتة، تسالة المرجة، الرغاية، السحاولة، بئر الخادم وجسر قسنطينة.
وأضافت المصادر أن كل الأوعية العقارية التي من المنتظر استرجاعها على مستوى مناطق التعمير العشوائية البالغ عددها 23 منطقة بولاية الجزائر، على شكل تجمعات سكنية كبيرة، سيتم تحويلها إلى مساحات خضراء ومرافق للترفيه، وكذا غابات في وجه السكان في إطار تعليمة والي العاصمة الأخيرة لاستغلال مواقع القصدير في إنجاز مساحات خضراء.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)