من المسلم به عند أهل الفكر، أن الاعتزال قد صبغ مرحلة خطيرة من مراحل الحضارة الإسلامية بصبغته، فجاءت المقولات في شتى العلوم من مشكاته، تحمل لونا خاصا لا يخطئه النظر المحقق. مادامت التقعيدات تستمد المادة والقوة من أصول رسمها هذا الاتجاه، وجعلها حيثيته، يؤول إليها في كل ما يأخذ وما يدع. وكان الاعتزال حينئذ :» يعني في أساسه، الاحتكام إلى العقل، والعقل يهدئ من جموح العاطفة والعصبية. ولهذا فالعقل هو المرجع الأخير في التذوق.«(1) وإعلاء العقل، وإعطاؤه سلطة الذائقة يخول له أن يجعل للفن مقاييس دقيقة، تجنح إلى الثبات. لأن العقل ينزع أبدا إلى مثل هذا السلوك. مادام مادة تعيق كل انطلاق وانفلات. فهو عقال يخضع إلى جملة من الشروط، يبحث عنها في الأثر الأدبي، فإن اهتدى إليها وتحقق، قضى بجودته، وإن انعدمت استبعد الأثر من جملة الأعمال الأدبية.
(1)- إحسان عباس. تاريخ النقد عند العرب.ص:16. دار الثقافة.ط5. بيروت.1986
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/01/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - حبيب مونسي
المصدر : فصل الخطاب Volume 1, Numéro 1, Pages 47-58 2012-12-31