الجزائر

سياسة بني كلبون..


تتعرض أستاذة جامعية ومثقفة من الطراز العالي بإحدى الولايات الداخلية إلى ضغوط كثيرة من أجل قبولها بالترشح للإنتخابات التشريعية المقبلة، ضغوط من جهات مختلفة وأحزاب متعددة وحتى من بعض زملائها ومعارفها الذين يدركون مدى ما تتمتع به من سمعة طيبة وعلاقات اجتماعية متينة واحترام وتقدير تحظى بهما في ولايتها وحتى الولايات المجاورة، ناهيك عما لأسرتها وعرشها من نفوذ وانتشار وكلمة مسموعة، وما يكنه لها آلاف المتخرجين من الجامعة من طلبة الولاية من حب فاق كل تصور نظرا لتمكنها من المادة التي تدرسها وتفانيها في مهنتها..ظلت المسكينة تتمنع وترفض جميع اقترحات الترشح بطريقة لبقة تقنع قاصديها من الأحزاب القديمة أو المستحدثة، والتي ترى فيها ورقة رابحة لا يجب التفريط فيها بسهولة.. ولأن الإلحاح كان كبيرا والإصرار على ضرورة ترشحها متواصلا استسلمت للأمر، خاصة كما أقنعها والدها بضرورة الترشح هذه المرة لأنها فرصة قد لا تتكرر، وبدأت في اختيار التشكيلة السياسة التي تلائمها، وبعد أن استعرضت في تفكيرها كل أسماء وأشكال المتصلين بها. وبعد أن أجرت مقارنة بينهم في أسلوب وطريقة حديثهم معها. اهتدت إلى حزب يرأسه شخص تحترم أفكاره وحضوره وقوة شخصيته، وقامت بالإتصال بممثليه بالولاية فرحبوا بها الترحيب اللازم، ورأوا في قبول انضمامها لقائمة تشكيلتهم انتصارا لهم في الإنتخابات التشريعية وفوزا مؤكدا مسبقا بها..
ولأن السياسة لدى البعض، بالإضافة إلى كونها فن الكذب وفن الممكن، هي استعمال أي وسيلة لمحاربة الخصوم، فقد عمدت بعض الأحزاب الأخرى التي اتصلت بصاحبتنا ولم تنضم إليها إلى الإدعاء أنها قدمت ملفا موازيا لديها أو أنها قدمت ترشحها فرفض من طرف القيادة المركزية، لذلك لجأت لهذه التشكيلة وإلى غير ذلك من الإدعاءات التي جعلت هذه المرأة المسكينة تلعن اليوم الذي فكرت في خوض هذه التجربة، ورأت أن انسحابها هو السبيل الوحيد للجم الألسن التي قد تمتد إلى سمعتها وشرفها..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)