لعل اكبر ما حطم الإطارات الجزائرية هو العشوائية في التسيير واتخاذ القرارات دون تدبير او تفكير، جعلت مخ البلاد وعقلها يتوقف عن العمل من كثرة التخطيط الذي يعتمد على ضرب خط الرمل وليس على استراتيجية واضحة المعالم. إطارات تم توجيها في التسعينات إلى برنامج خصخصة المؤسسات العاجزة والمفلسة وتفكيكها، وجدت نفسها تحت ظروف معينة تبيع في شركات ومؤسسات القطاع العام حققت نجاحا كبيرا في عز الأزمة لتباع بأسعار رمزية، وفي الأخير يجد هؤلاء انفسهم وراء القضبان بتهم سوء التسيير رغم أنهم كانوا ينفذون سياسات واتجاهات معينة، وبعد عقد من الزمن تدور الدوائر وتخرج نفس الأصوات وتأمر نفس الإطارات بتنفيذ سياسات أخرى تقضي بحماية المؤسسات الوطنية وتطويرها، وهنا كيف للعقل الجزائري أو الإطار الجزائري أن يقوم بعمل سليم دون أن يصاب بخلل نفسي او عقلي او عضوي او حتى ان يقدم على الانتحار في ظل عشوائية القرارات وعدم وجود استراتيجية واضحة، ولا لوم على من هاجروا وقدموا مادتهم الرمادية للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول أخرى تعرف كيف تقيم العقل الجزائري وتعرف كيف ترسم له استراتيجية بعيدة المدى وليست استراتيجية آنية لتمرير مشروع سياسي لمرحلة ما وبعدها يحمل الإطار الجزائري فشل مشاريع لم يكن مهندسها ولا مخططها وإنما مجرد آلة تطبقها، وان كنا فعلا نريد اعادة هيبة الدولة فهيبتها ايضا تعود باحترام العقل الجزائري والإطار الجزائري دون تحديد ومحاصرو هامش ابداعه واغراقه في السياسة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com