الجزائر

سياسة الاستثمار في النجوم تتحول من نعمة إلى نقمة في بيت سوسطارة



يبدو أن الاستراتيجية التي اعتمدها رئيس إتحاد العاصمة خلال مرحلة التحويلات الصيفية بدأت تتحول إلى مشكلة حقيقية، ليس بسبب التكتلات أو ما شابه ذلك، وإنما الضغط الرهيب الذي أصبح مفروضا على تشكيلة رونار المدججة بالنجوم، حيث صارت محل جدال بين مختلف الأطراف الفاعلة في نادي سوسطارة وكذا محبي اللونين الأحمر والأسود.وتراوحت آراء المتتبعين والمقربين من الإتحاد بين مدعم ورافض للسياسة التي انتهجتها إدارة الفريق من خلال مراهنتها على جلب أحسن لاعبي البطولة الوطنية، وذهبت أبعد من ذلك حين استقدمت اللاعب الدولي السابق ياسين بزاز الذي كان محترفا في البطولة الفرنسية لمواسم طويلة، حيث انقسم الأنصار فيما بينهم.
لاسيما بعدما تجرأ حداد على دفع مبالغ مالية كبيرة من أجل ضمان خدمات الحارس السابق، والمنتقل إلى الغريم التقليدي مولودية الجزائر محمد الأمين زماموش بالرغم من الاستفزازات التي قام بها الموسم الماضي ضدهم بمناسبة الداربي، ولازالت ذكرى ضربة الجزاء التي نفذها وسجلها في مرمى عبدوني أنذاك في الأذهان، مما دفعهم إلى التعبير عن رفضهم عودة ''زيما'' وأن الاتحاد كبير وليس في حاجة إلى خدماته رغم كل الامكانيات التي يتمتع بها.
وعلى العكس من ذلك، ارتاح جانب كبير من الأنصار للاستقدامات المتميزة لناديهم، حيث تفاؤلوا بعودة الاتحاد إلى الواجهة محليا وقاريا بعد القحط الذي أصابه منذ 6 سنوات عن آخر تتويج، مؤكدين أنه حان الآوان ليستعيد الفريق نشوة النتائج الايجابية والتنافس على الألقاب مادامت كل الشروط متوفرة في ظل وجود رجل الأعمال علي حداد، والذي لم يتوان في ضخ الأموال والامكانيات اللازمة بغرض بسط سيطرته على الساحة الكروية وإعادة الأمجاد الضائعة، وفي نفس الوقت اثبات أن دخوله عالم كرة القدم واستثمار قسطا من ثروته في فريق إتحاد العاصمة كان ناجحا، على عكس مما يروجه البعض عن أن المشروع الكبير الذي أطلقه غداة شرائه لأسهم النادي سيفشل وأن الاستثمار سيكون خاسرًا.
ومازاد الطين بلة، بعد الضجة التي صنعها فريق سوسطارة بتصدره أخبار الكرة طيلة الصائفة الماضية، البداية المحتشمة إن صح التعبير بمناسبة افتتاح البطولة رسميا السبت الماضي، أمام شباب باتنة، رغم الفوز الذي حققه زملاء بوشامة (كان رجل اللّقاء من جانب إتحاد العاصمة) بهدف بدون مقابل، إلا أن الأداء الغير مقنع طيلة أوقات المباراة، جعلت الجمهور يصاب بخيبة أمل كبيرة لرؤية فريق أحلامهم يعاني من أجل تسجيل هدف، ثم يعاني أكثر من أجل المحافظة على تقدمه، والأدهى والأمّر أن الفريق الخصم لم يكن بالقوة والخطورة الكافية لتهديد إتحاد العاصمة في عقر داره، وهو الذي عاد إلى القسم الأول حديثا باعتباره أحد الفرق الصاعدة من القسم الثاني إلى جانب النصرية وشباب قسنطينة.
وهو ما يفسر الضغط الرهيب الذي يحيط بالطاقم الفني بقيادة الفرنسي هيرفي رونار، وصل إلى حد مطالبة البعض برحيله، وجلب مدرب كفء قادر على صنع المعجزات بتشكيلة مماثلة من طينة مزيان ايغيل، مهندس التتويج المستحق لأولمبي الشلف الموسم الماضي، خاصة وأن الأخير لم يفصل بعد في وجهته المستقبلية، وكل شيء ممكن بوجود كل هاته الامكانيات المالية في خزينة حداد.
وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة في بيت ''إتحاد النجوم'' يبقى المدرب رونار في عين الإعصار، ولا يسمح له بأي تعثر، بصفته لا يملك أي حجة أمام الأنصار، في حالة تسجيل نتيجة سلبية، كما أن الادارة لن تتساهل مع أي كان، سواء لاعبين، مدربين وحتى مسيرين، على اعتبار أن إتحاد هذا الموسم ليس نفسه في المواسم الماضية، لتميزه عن باقي الأندية بأرمادته المكونة من أفضل ما وجد في السّوق من لاعبين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)