الجزائر

سياسات الدول بين الخصوصيات الوطنية والالتزامات الدولية



اختتمت بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أمس، فعاليات الملتقى الوطني الأول حول «إشكاليات التقارب والنقل في السياسات العامة بين الرهانات العابرة للدول والخصوصيات الوطنية». وتطرق الملتقى، على مدار يومين، إلى المزج بين مقاربتين في مجال التحليل العابر للدول للسياسات العامة، ويتعلق الأمر بالأبحاث المعالجة لتقارب السياسات العامة من جهة، وما يسمى بنقل السياسات من جهة أخرى.ملتقى «إشكاليات التقارب والنقل في السياسات العامة» من تنظيم مخبر البحث في السياسات العامة والتحديات التنموية والأمنية في بلدان المغرب العربي POLIDES، وفرقة البحث حول السياسات اللغوية وتأثيراتها على مسألتي الهوية والاستقرار في الجزائر.
في تصريح ل»الشعب»، قالت رئيسة الملتقى الدكتورة كنزة مغيش، إن هذه الطبعة الأولى من الملتقى جاءت «لتعالج إشكالية التقارب والنقل في السياسات العامة للدول ما بين خصوصياتها الوطنية والتزاماتها الدولية، من خلال تكييف مسارات التقارب عبر أدوات وآليات ما يسمى بالحوكمة ومسارات التعلم Apprentissage، ينقلها خبراء دوليون يعملون على شرعنة تلك الخيارات الدولية عبر تقارير ومؤشرات دولية».
وأضافت الدكتورة مغيش أنه من المزمع انعقاد طبعة ثانية من الملتقى، ولكن على مستوى مغاربي، «مع التركيز على المقارنة الدولية ما بين تجارب تكاملية أخرى، على غرار «الأوْرَبة Européanisation» في سبيل مناقشة إمكانات التكامل المغاربي وحتى الأفريقي، وكيفية تفعيل آليات هذا التكامل».
تضمن الملتقى ثلاثة محاور، أولها مقاربة معرفية لتقارب السياسات العامة ونقل السياسات بين البعد الوطني والدولي وفوق القومي، وثانيها دور المنظمات الدولية في نقل واستيراد السياسات العامة الدولية، أما ثالث محاور الملتقى فتطرق إلى دور دوائر إنتاج المعرفة والخبرة في إنتاج السياسات العامة الدولية.
ومن المشاركين في هذه التظاهرة العلمية، الأمين العام لمجلس شورى لاتحاد المغرب العربي الدكتور سعيد مقدم، الذي تحدث عن تجربة الاتحاد، مناقشا المعوقات التي وقفت في وجه هذه التجربة ومختلف آليات تفعيلها.
كما شهد الملتقى مشاركة أحمد بن زليخة رئيس لجنة البرنامج الدولي «ذاكرة العالم» التابع لمنظمة اليونسكو، وكيف يعمل هذا البرنامج على حفظ الذاكرة عبر الرقمنة، ومن الأمثلة عن التطبيقات العديدة لهذا البرنامج، يمكن أن نذكر مثلا كيف يمكن للجزائر أن تسوّق لثورتها التحريرية عبر أرشيف مرقمن يخلّد بطولاتها.
وتجدر الإشارة إلى أن «ذاكرة العالم» برنامج أنشأته المنظمة الدولية سنة 1992، من أجل الحفاظ على التراث الوثائقي والوصول إليه في أنحاء مختلفة من العالم. وحسب اليونسكو، فإن الحروب والاضطرابات الاجتماعية، فضلاً عن النقص الحاد في الموارد، والعديد من العوامل الإنسانية والطبيعية الأخرى، أدّت إلى تهديد التراث الوثائقي، لذلك جاء هذا البرنامج من أجل تحقيق أهداف من بينها تسهيل الحفاظ على التراث الوثائقي في العالم من خلال التقنيات الأكثر ملاءمة، ومساعدة الجميع على الوصول إلى التراث الوثائقي، ورفع الوعي حول العالم بأهمية التراث الوثائقي وأهميته.
من جهته، تطرق محي الدين حرشاوي مستشار الجماعات المحلية والإقليمية بالوزارة الأولى، عن برامج دعم النموودورها في تقارب السياسات، واختار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي PNUD نموذجا لذلك.
وعرف الملتقى مشاركة نخبة من الأستاذة الجامعيين، الذين طرحوا نقاشات نظرية ومنهجية حول مسألة «المشاكلة الدولية L'harmonisation internationale»، عارضين تجربة الاتحاد الأوروبي وتجارب تكاملية أخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)