أصبحت مواكب الأعراس ميزة أساسية في ولاية عين تموشنت،أين تزينها سيارات فاخرة كانت فيما مضي تقتصر على أفلام السينما وتظهر على شاشات التلفزيون على غرار ”الليموزين والرونج روفر”، بل وأصبحت العائلات تشترط موكب سيارات بأكمله لزف العروس والتي غالبا ما تكون سيارات من آخر الماركات وأغلاها، ما يجعل العرس أسطوريا.الهامر والرونج روفر والليموزين هي أكثر السيارات التي تزين مواكب الأعراس هذه السنة بولاية سيدي بلعباس، فالعائلات تختار آخر طراز من السيارات لزف العروس وتعتبرها بيت القصيد في مراسم العرس كلها،أين طغي التباهي والمفاخرة، واشتدت المنافسة بين العائلات التي أصبحت مهووسة بالماركات العالمية كالهامر والليموزين والأودي وغيرها من المركبات ذات الطراز الرفيع، ويرى الكثيرون أن نوع السيارة يعكس المستوى المعيشي للعريس وقيمة عروسه عنده، وبالتالي لا يمكن التسامح ولا التفريط في ماركة السيارة، مهما كلف الأمر من مصاريف التي تقدر بالملايين بغض النظر عن باقي التكاليف التي تتكبدها العائلات في أعراسها على مستوى ولاية عين تموشنت.اقتربنا من بعض الفتيات فأكدن أنهن يحلمن بالزف في أرقى السيارات في فرحة عمرهن، وأنهن عادة ما يعجبن بمنظر تلك السيارات الفاخرة وهي تزين مواكب الأعراس عبر الشوارع والطرقات، منهن مريم التي قالت إنها مخطوبة وستزف خلال الأيام القليلة القادمة، واختارت سيارة الليموزين لزفها من بيت أهلها، مشيرة بأنها معجبة كثيرة بمنظر تلك السيارة الفاخرة وهي تجوب الشوارع في مواكب الأعراس، بعد أن اختارتها العديد من الأسر في فرحة العمر. من جهة أخرى وقع أحد الشباب في تلك المعضلة، حيث تعرف على فتاة وقام بخطبتها وتهاطلت عليه الشروط من كل حدب وصوب، من بينها اشتراط سيارة من نوع الليموزين لزف العروس، وما كان عليه إلا القبول والاستنجاد بأحد معارفه لمساعدته على كرائها. فتاة أخرى أخبرها خطيبها أنه سيجلب لها سيارة من نوع الرونج روفر، آخر طراز، معربة عن فرحتها من تلك الخطوة التي زادت من قيمتهاوسط معارفها وأحبابها.من جهة أخرى التقينا بفيصل شاب مقبل على الزواج في إحدى الوكالات، حيث قال لنا بأنه يرغب في كراء سيارة فاخرة، نظرا لاهتمامه بكل التفاصيل التي تتعلق بعرسه الذي اعتبره احتفال العمر الوحيد، مضيفا بأنه يحب الرفاهية في عرسه ومجبر أيضا على إظهارها وسط الأقارب مهما كلفه الثمن...وعائلات تدرج سيارة العروس ضمن المهرلضمان ماركة السيارة التي تزف فيها العروس لجأت العائلات إلى إدراجها ضمن شروط المهر حتى لا يجد العريس مفرا إلا الرضوخ للأمر الواقع، وتجنب الصراعات التي غالبا ما تحيل الفرحة إلى خلافات حادة بين العائلتين، وهو حال الكثيرين، ممن تحدثنا إليهم، خاصة وأنه أصبحت عادة من عادات العرس التيموشنتي،حيث أصبح من النادر أن تجد سيارة سياحية متوفرة لدى وكالات تأجير السيارات بحجة أنه موسم الأعراس الذي يتزايد فيه الطلب بشكل مضاعف، على عكس الأيام العادية، حيث يضطر الكثير، ممن لا يمتلكون سيارات إلى كرائها قصد مواكبة موكب سيارات العروس، حيث أصبحت السيارات الفاخرة حتمية في أفراح الأثرياء وتقليدا لذوي الدخل المحدود، فبالرغم من أن ثمن كرائها يتجاوز 3 ملايين سنتيم، إلا أن الملاحظ من قبل مستأجري هذه المركبات أن كل شرائح المجتمع باختلاف طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية تقبل عليها، لإضفاء التميز في أفراحهم وتسجيله في ذاكرة الحاضرين.”الليموزين” لمن يريد عرسا أسطوريا حيا دون منازع تختلف كل سيارة ليموزين عن الأخرى في تفاصيلها الداخلية وتقاسيمها الخارجية، إلا أنها عادة ما تشتمل على صالون من الجلد، يحمل ستة إلى تسعة ركاب، بالإضافة إلى ثلاجة وقارئ للأقراص المضغوطة، وغيرها من وسائل الترفيه والرفاهية، فضلا عن الديكور المتميز الذي تزينه ألعاب الأضواء، لتتواصل بهجة العرس حتى داخل هذه السيارة أو المنزل المتنقل، لتبقي الليموزين عنوانا للرفاهية والتباهي لكل من أراد أن يجعل من عرسه أسطورة حية دون منازع.فرغم غلاء ثمن كراء هذه السيارات إلا أن أزواج هذه الصائفة وأهاليهم علقوا على الموضوع بأنها ليلة واحدة في العمر ولا تتكرر، لذلك يجب أن تكون أجمل ليالي العمر رفاهية وفخامة، فبعد أن زينت المرسيدس وأنواع أخرى من السيارات الفاخرة مواكب أعراسنا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حسام
المصدر : www.al-fadjr.com