الجزائر

سياحة وسلوك



سياحة وسلوك
انتهت العطلة الصيفية، وبدأت معها حرب الأرقام والإحصائيات بين مختلف ولايات الوطن حول عدد السياح المقبلين عليها والأرباح المحقّقة، وانطلقت معها عملية تقييم مستوى الخدمات المقدمة ومدى استجابة الهياكل لعدد الزوار، لتجنب النقائص في مواسم الاصطياف القادمة.بعيدا عن موضوع الهياكل والمنشآت والخدمات التي عرفت تحسّنا ملحوظا في بعض الولايات، تبقى ذهنيات وتصرفات بعض الشباب الغريبة وغير الحضارية تثير الاشمئزاز وتعكّر أجواء السياح بمختلف المدن كل موسم اصطياف، وتغطّي على كل الجهود المبذولة هنا وهناك من أجل تطوير السياحة ببلادنا.فالمقبل على بعض شواطئ الوطن والمتجول في الساحات والشوارع والحدائق، مازال يسمع الكلام البذيء والألفاظ السوقية والمعاكسات والتحرشات اليومية، ويشاهد تصرفات مشينة ومخزية وغير أخلاقية في المطاعم والفنادق والمسابح وغيرها، تنفر السياح وتفسد عليهم راحة عطلة الصيف، وتمنعهم من الاستمتاع بزرقة البحر والطبيعة الخلابة والحدائق والفنادق الجميلة..لهذا لا عجب في أن ترى البعض يهرول للحجز والسفر إلى بلدان أخرى، ليس هربا من الأسعار المرتفعة للفنادق وقلة الخدمات وضعف الهياكل فقط، بل بحثا عن الهدوء والسكينة التي يفتقدها بشواطئ وفنادق وحدائق بعض ولايات الوطن، بسبب مثل هذا النوع من السلوكيات والتصرفات التي تصدر عن شباب، تغيب عنهم ثقافة احترام الأخر وسلوك المواطن المتحضّر..فالسياحة لم تعد هياكل وفنادق ومطاعم وخدمات فحسب، بل هي سلوكيات وذهنيات ومعاملات لكسب السّائح وجلبه كل موسم، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مجهودات وإمكانيات ووسائل كبيرة، بل بترسيخ ثقافة حسن التعامل والاستقبال واحترام الزائر المحلي والأجنبي في مختلف الأماكن التي يقبل عليها، وهي مسؤولية تقع خاصة على الشباب لكي يهذب تصرفه ويصقله صقلا جميلا ويسلك ذلك السلوك الحضاري اليومي، الذي يجذب ولا ينفر، ويضمن تدفق السياح كل موسم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)