الجزائر

سيؤدي زيارة للجزائر لترسيخ توصية قصر الكيدوسي ساركوزي يكلف دوفارديار بمتابعة احتفالات “عادية” لخمسينية الاستقلال


لايزال هاجس إحياء الألم الذي ألحقه الاستعمار الفرنسي بالجزائر في خمسينية الاستقلال تلاحق ساسة قصر الكيدوسي، حيث لم يكتف قادة هذا الأخير بالنداء الذي وجهه آلان جوبي  بتجنب إحياء آلام الاستعمار في الاحتفالات، ليسارع نيكولا ساركوزي شخصيا إلى تكليف سفير سابق بالجزائر، ارب دو فارديار، بالتنقل للجزائر لترسيخ هذا التوجه، فضلا عن إشرافه على جميع النشاطات المخلدة للذكرى بفرنسا.  بعد مرور أقل من أسبوع عن التوصية التي قدمها ممثل الدبلوماسية الفرنسية، آلان جوبي، للحكومة الجزائرية بتجنب إحياء آلام الماضي في الاحتفال بخمسينية الاستقلال وقطع الطريق أمام من وصفهم بــ “المتطرفين”، سارع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتكريس هذا التوجه، حيث عين سفيرا سابقا بالجزائر، ارب دو فارديار،  منسقا مكلفا بمتابعة والإشراف على جميع النشاطات الخاصة بالاحتفالية الخمسينية لعيد الاستقلال بفرنسا لتجنب إحياء آلام الاستعمار في هذه الذكرى. ولم يكتف ممثل قصر الكيدوسي بهذا القدر من الحرص على مستوى التراب الفرنسي، بل نقلت وسائل الإعلام، أمس، أن نيكولا ساركوزي كلف ارب دو فارديار بزيارة الجزائر، يلتقي فيها مجموعة من المسؤولين الجزائريين لنقل انشغال باريس الخاص باحتفالات تصب في اتجاه تعزيز العلاقات وتجنب النبش في الماضي.  وحسب ما نقل ناطق باسم الكيدوسي، فإن السلطات الفرنسية تنوي تشكيل فريق  سيكون مكلفا بمتابعة جميع النشاطات الخاصة باحتفالية الخمسين لعيد الاستقلال، حيث يكون هذا الفريق تحت إشراف السفير السابق فارديار. ورغم وجود السفير الفرنسي بالجزائر كزافيي وإمكانية الاعتماد عليه لتحقيق هذا الغرض، غير أن اختيار الكيدوسي وقع على فارديار  بالنظر لمعرفته الكبيرة بالجزائر، ويكفي أنه عمل بالجزائر في الفترة الممتدة من 2000 إلى غاية 2002، ثم من سنة 2004 إلى غاية 2006، فضلا عن علاقاته الدبلوماسية التي ربطها خلال  إقامته بالجزائر ودرايته الكبيرة بالعلاقات بين البلدين.  وحسب ممثل مصدر الكيدوسي، فقد أوصي ساركوزي أن الهدف الأساسي يجب أن يتمركز حول فكرة أن جميع النشاطات والاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال وجميع النشاطات والبرامج المسطرة من قبل المعاهد والمؤسسات  الفرنسية والجماعات المحلية بفرنسا يجب أن تصب في اتجاه تعزيز العلاقات الجزائرية - الفرنسية. ويحضر الكيدوسي في الوقت الراهن لزيارة سيؤديها ارب دو فارديار للجزائر، تخصص  للقاء مجموعة من المسؤولين الجزائريين قصد إقناعهم بعدم إحياء آلام الماضي في الاحتفالات المخلدة للذكرى  الخمسين للاستقلال بالجزائر، وتجنب فتح جدال حول الذاكرة والحصيلة السوداء للاستعمار بالجزائر.   وتأتي تحركات باريس لتحقيق هدف الاعتدال في إحياء خمسينية الاستقلال، بعد المبادرة التي أعلن عنها أحمد أويحيى وهو يرد على رئيس الوزراء، الطيب رجب أردوغان، حيث هيئت الظروف لتحقيق مسعى نسيان الماضي، سيما وأن هذا المطلب لم يعد يردد في الكواليس وخرج من دائرة الطابوهات، ويكفي أن الوزير الأول أحمد أويحيى دافع عن هذا التوجه دون أي حرج.  شريفة عابد 
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)