كان المجاهد سي محمد بن حدادة واحد ممن حافظ على توازن عمل المخابرات الجزائرية إبان الثورة التحريرية حين أعطيت له مهمة كاتب الرائد جابر بجبال ضواحي مغنية وساهم في تدوين المنشورات التي زعزعت فرنسا سنة 1954 من خلال التحضير لمجريات الحرب و توعية الشعب بأهمية الدود عن الوطن و رغم هذا لم تصل إليه فرنسا و لكن حددت هويته للبحث عنه وإعدامه وفشلت في الوصول إليه مع ان عمله الفدائي كان في أرشيف السلطات الاستعمارية .و قد تسلم المجاهد في المدة الأخيرة وثيقة حية أرسلتها فرنسا تسرد فيها أهمية هذا المجاهد و عمله الذؤوب الذي ساهم في إنجاح المخابرات الجزائرية آنذاك و نفذ بجلده من عقوبة الحبس و التعذيب و الإعدام و اعتبر المجاهد رسالة الإثبات المستلمة لبرهان قاطع على دور المخابرات والتي تفطن لها المستدمر الفرنسي بإحباط معنوي لسياستها.
حاز على ثقة العربي بن مهيدي
المجاهد دخل صفوف الثوار في سن مبكرة و بجسم نحيف ختم القران الكريم و أعطيت له كنية «»البز»»بمعنى الطفل ومنحت له رتبة كاتب وأمين سري لقيادة الثورة بالجهة الحدودية بمعية غازي احمد «والي سابق» و مقامي محمد و جلاد احمد المنحدرون من منطقة بني سنوس حيث انطلقت التحضيرات الفعلية لحرب التحرير و حظي بمكانة مرموقة لدى قيادة جيش التحرير الوطني بالمنطقة الأولى للناحية الخامسة كانت تستعين به في أمور صعبة نظرا للثقة التامة في شخصه حتى أنه دعا الشهيد العربي بن مهيدي إلى منزلهم لشرب القهوة و أرادت والدته ذبح دجاجة لإطعامه مع آخرين و رفض العربي ذلك و امسك بيدها وقال»اتركيها لتبيعيها في السوق و اشتري بها الصابون لأولادك «. و لم يكشف أحد من عائلة بن حدادة أنه ينتمي للثورة حيث شرع المجاهد الصغير كما نعث آنذاك وسط الثوار و المسبلين في نقل السلاح مع المجموعة التابعة له نحو لمعازيز أين كان ينتظرهم المجاهد مقدم ميلود منخرط في الفريق المتخصص في السلاح . المجاهد السي محمد بن حديدة كان يتنقل سريا وجل تمركزاته بالكاف و تغاليمت وهي جهتين كانت تستقبل مرارا العربي بن مهيدي و بوصوف و الشخصيات الثورية التي أرشدته لأماكن كثيرة أمثال الزوهيري مصطفى والشيخ السنوسي . المجاهد بن حدادة كان برفقة السي لخضر بوطلاطة اللذان ترأسا خليتين عسكرية و سياسية بالمنطقة الأولى الناحية الثانية بالولاية الخامسة وعرفت نقلة نوعية في السلاح المتنوع من الناظور و الكبداني ولعنابرة بمسيرة سنة 1955 كون مغنية جهة عبور . و أشرف بن حدادة على نقل السلاح بمعية مجموعة لبطايم و بني بوسعيد و مسيردة و بني سنوس إلى الجبال بالتنسيق مع خلايا تابعها العربي بن مهيدي بوسائل النقل و تكاثفت المهام لجلب عدد اكبر من السلاح بعدما تم التحكم في الأسلاك الشائكة المكهربة .
اعتراف فرنسا بذكاء المجاهد
بن حدادة
وتفرقت الأدوار بين مجاهدي الميدان الحدودي و الجبال وكلف بن حدادة كيد يمنى لقيادة المنطقة بتوصيل الضباط من المغرب إلى الجزائر و العكس لضمان إدخال عملية الأسلحة القادمة من مصر و إنجلترا و المانيا (بدقية 44) وامريكية «طوسون» صنف من بندقيات رشاشة ذات عشرة و 32 و خمسة طلقات و أخرى تسمى بريطا و بياما 38 و الدوسا و مورتي 81 و غيرها فرنسية على سبيل الذكر «»مترايات 49 و مات سكونت والمسماة نوفمبر سرقت من الجيش الاستعماري في محاصرات بالأدغال و لم تنكشف عملية تنقل السلاح حسب المجاهد بن حدادة و السي لخضر خصوصا في الوهلة الأولى والتي تزامن مع رسو_ سفينة دينا _ هذه الأسلحة سلمت أيضا الى الولاية الرابعة بتموين إضافي بالادوية و الملابس شهر ديسمبر1957 من طرف كتيبة متكونة من 110 جندي مدربين ومتطوعين وكان يقودها «»المكنى بغداد» و نجحت العملية بسلام في دعم جهات جزائرية ونظمت كتيبة ثانية بنفس العدد و توجهت برئاسة « رجب عبد العزيز» الذي توجه الى سبدو و اصطدم مع البوليس الفرنسي بمنطقة عصفور ومعظمهم استشهدوا و آخرون حكم عليهم بالسجن وثلة بلغت هدفها و عادت الى المغرب وتم تكوين كتيبة ثالثة بإشراف محمد القسنطيني بها 110 جندي أرسلت الى الولاية الرابعة بعد مرور حوالي 4 اشهر لتمويه المعمر لان فرنسا عممت الكهرباء بالحدود لسد التحركات عام 1959. المجاهد بن حدادة تراجعت صحته منذ أزيد من عام و لم يعد قادرا على الحديث وقد شغل منصب في جهاز الشرطة سنوات الستينيات ورفض طلب هواري بومدين الذي أراده ان يكمل دراسته بمصر واختار المكوث بمغنية . و قد عُثر على نسخة من جريدة فرنسية مدون عليها قائمة لأسماء مجاهدين محكوم عليهم بالإعدام و مبحوث عنهم من ضمنهم سي محمد بن حدادة .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : فائزة ش
المصدر : www.eldjoumhouria.dz