لا يختلف اثنان على أن مولودية الجزائر التي تأسست عام 1921 قد أنجبت ألمع نجوم الكرة قبل الثورة وأثناء الثورة وبعد الاستقلال، ومن بين اللاعبين الذين تألقوا في السبعينيات والثمانينيات مع الفريق اللاعب المتميز عمار شايب الذي التقيناه في مكتب الحاج عجالي، رئيس فرع كرة القدم للعميد في السبعينيات، أين اقتربنا من الرجل وسجلنا معه الحوار التالي.
من هو سي شايب عمار؟
بدأت مداعبة الكرة المستديرة عام 1959 بجمعية رياضية في الأحياء بباب الوادي، ثم انتقلت إلى فريق حيدرة سنة 1962 الذي مكثت في صفوفه 3 سنوات قبل أن أشد الرحال إلى عميد الأندية الجزائرية، مولودية الجزائر، سنة 1965 والذي لعبت له لمدة سبع سنوات، بعدها قررت الاعتزال ودخلت جو السياسة فانتخبت كنائب لدى دوائر العاصمة.
بعد هذه الرحلة المتميزة مع الكرة المجنونة والتي دامت قرابة 7 سنوات في صفوف العميد.. ما هي الألقاب التي تعتبرها هامة في مسيرتك الرياضية؟
سعادتي كانت تنبع من القلب وأنا أشارك في حصد الألقاب التي كانت بداية عهد جديد للعميد، بدءا من كأس الجزائر عام 1971 والبطولة سنة 1972 ثم كأس المغرب العربي عام 70 /71 أين تمكنا من إهداء أول لقب على المستوى المغاربي بفضل هدف طاهير الشهير في مرمى عتوقة.
أين أنت من الفريق الوطني؟
في تلك الفترة كانت الوزارة الوصية والاتحادية تقومان بتكوين منتخبات جهوية، فكنت من بين مجموعة الوسط وأنا سعيد بذلك حيث ساهمت في أكثر من مباراة دولية إلى جانب مزياني، طاهير، بروجي، بلبكري والآخرين ...
ما هي أحلى سنوات العميد؟
أحلى الذكريات عندما لعبت مع زملائي: باشي، باشطة، عمورة، زنير، بركاني، والشيء الجميل هو أن أغلب اللاعبين الذين مثلوا تشكيلة العميد هم من مدرسة المولودية وأنا واحد منهم، مما يعني أن التكوين القاعدي يخلق توليفة متكاملة ومتجانسة وهذا ما تحقق خلال السنوات السبعة التي لعبتها لفريقي، وكانت إنجازات كبيرة والدليل أن كل النتائج المحققة مهدت الطريق إلى كأس إفريقيا عام 1976 الذي كان بمثابة التاج الحقيقي للكرة الجزائرية.
نترك الألقاب والبطولة جانبا ونسأل سي شايب عن الوضع الحالي للعميد وكيف يراه؟
إلى غاية اليوم، فالعميد مجروح ويتطلب تضميد جراحه، ولذلك نقول إن الأمور إلى غاية اليوم غامضة من حيث التسيير، وحسب رأيي فالصراع يدور حول رئاسة النادي، وعليه فالأمور تحتاج إلى علاج سريع.
هل هناك مبادرة من طرف القدامى؟
حقيقة لقد قمنا كلاعبين قدامى وأسسنا جمعية يرأسها كمال لموي المدرب الوطني السابق للخضر ولاعب المولودية في الستينيات والسبعينيات، غير أن هذه الجمعية لم تكمل المهام المنوطة بها بسبب الخلافات التي كانت تحاك هنا وهناك فتوقفت.
ما هو الحل في نظركم؟
حاليا المطالبة بجمعية عامة وعلى عجل وتضم جميع عائلة العميد ومن دون استثناء من لاعبين قدامى ورؤساء وكل الفاعلين في بيت النادي سابقا وحاضرا، وهذا قصد تكوين مكتب تنفيذي، بمعنى تحضير برنامج على المدى القصير والبعيد ولمدة 4 سنوات وهذا خدمة للنادي دون إقصاء أحد.
ما هو تعليقك عن الصراع بين جماعة زدك وجماعة عمروس؟
الغريب في الأمر هو أن عمروس انتخب سنة 2008 ووافق عليه الجميع وكل المعنيين بالعميد وعلى رأسهم السيد معيريف واتفقوا أثناء الانتخابات على كل صغيرة وكبيرة واليوم نلاحظ أمورا غير عادية والصراع مستمر، وهو أمر لا يشرف فريق بحجم المولودية الذي كان في يوم ما نموذجا يقتدى به في المحافل الوطنية والقارية، وعليه حان الوقت لطي صفحة الخلافات وانتخاب مكتب خلال الشهور القادمة ليخدم مصلحة الفريق ويجمع خيرة أبناء النادي ويكون التعاون واضحا وفيه الكثير من الشفافية والإنضباط وتغليب المصالح العامة على المصلحة الخاصة.
ما رأيك في البطولة الوطنية بعد مرور حوالي سنتين من الاحتراف؟
مقارنة ببطولة الموسم الماضي، يمكن القول إنها جيدة تقنيا وفيها الكثير من الإيجابيات، خاصة في ظل ظهور بعض الفرق من حيث الانضباط والتوليفة المكونة لها على غرار جمعية شلف، اتحاد الحراش، وهذا يعود بالدرجة الأولى بالاستقرار الإداري والتقني، والذي دائما يعطي ثماره، كما أن بعض الفرق تحتاج إلى معالجة بعض النقائص المعروفة لدى الخاص والعام.
ما الفرق بين بطولة السبعينيات والآن؟
قديما كان اللاعب ملتزم والرئيس منضبط وكل الأمور تسير وفق برنامج مقنن ومسطر ويجب احترامه، وكان اللاعب مهتم أكثر بالتدريبات والدفاع عن ألوان الفريق رغم الإمكانات المحدودة، والدليل على ذلك هو أن كأس إفريقيا 1976 جاء ثمرة عمل جماعي لا غير، على العكس ما هو عليه الحال اليوم، فاللاعب لا يتكلم إلا على المادة، فأغلب الفرق إن لم نقل كلها تعيش ظروف مالية خانقة.
ما هو الاحتراف في منظور سي شايب؟
الاحتراف له قواعد وبنود مسطرة في دفتر الشروط ، يعني أن كل الفرق يجب أن تكسب الإمكانات المادية أو المنشآت المطلوبة وهذا عائق يجب تغطيته في المستقبل إذا أردنا أن تكون الكرة الجزائرية محترفة.
ما الفرق بين جمهور الزمن الجميل وجمهور اليوم؟
هناك فرق شاسع بين هذا وذاك، كنا في الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات نذهب إلى الملاعب مع أبنائنا منذ الصباح الباكر لرؤية مقابلة ما، ولم يحرك الجمهور ساكنا، فهناك الاحترام والاحتراف العفوي ولا أثر بتاتا لمصطلح العنف آنذاك، على خلاف ما نشاهده اليوم، حيث أصبحت الأمور صعبة والعنف انتشر بشكل مرعب في جل ملاعبنا، ولا يمكن مواكبة هذه الموجة لأن الأفكار تغيرت والتهيئات زادت صلابة وأصبح المناصر الحقيقي لا يذهب إلى الملاعب خوفا من المشاكل، وما نسمعه في المدرجات من كلام غير مقبول وهذا ليس من شيم أبناء الجزائر المعروف عنهم الأداء والأخلاق العالية، وكذا الثقافة الرياضية العالية.
وماهي في نظرك الحلول الناجعة لمكافحة العنف في الملاعب؟
هناك العديد من الأطراف لها دور بارز في معالجة هذه الظاهرة، والكل في رأيي مطالب بالتحسيس، سواء كان ذلك في المنزل، المدرسة، مراكز التكوين، المساجد، محاضرات من طرف مختصين في عالم الاجتماع والنفس، بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام هي الأخرى مطالبة بالقيام بالتحسيس عبر الأحياء السكنية، وأعتقد إذا لعبت هذه الهيئات دورها فملف العنف سيطوى، والدليل أن الجزائر نظمت أكثر من تظاهرة، ثقافية ورياضية ولم يحدث شيء،على المهرجان الثقافي الإفريقي عام 1969 وهو أول مهرجان آنذاك بالإضافة إلى ألعاب البحر المتوسط سنة 1975، وكذا الألعاب الإفريقية سنة 1978 بالإضافة إلى كأس أمم إفريقيا 1990، كلها تظاهرات رياضية نظمت في جو من الانضباط.
كلمة أخيرة؟
نطالب المكتب الجديد للمولودية أن يأتي بأفكار جديدة ورؤية مستقبلية واعدة، خاصة وأن العميد في حاجة إلى ضم الصفوف لإعادة بناء الفريق والعودة به إلى زمن الانتصارات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 13/02/2012
مضاف من طرف : infoalgerie
المصدر : eldjazaironline.net