الجزائر

سوق النساء



سوق النساء
مع انتشار ظاهرة كثرة النساء في مختلف المصالح يمكنك ان تستنتج بسرعة أحد أسباب حرقة الرجال من هذه البلاد في الليالي المعتمة في قوارب الواحها لا تكاد تشد بعضها البعض. في يوم واحد طفت على أكثر من مصلحة بدأتها بمخبر تحليل الذي طلبت منهم ان يرافقني شخص لاخذ عينة دم من مريض في بيته فكان الرد " لا يوجد عندنا رجال في المخبر ولا يمكن ان نرسل معكم فتاة", ثم انتقلت الى مستشفى وأول ما لفت انتباهي هو كثرة الطبيبات اللواتي يتوشحن بسماعات طبية حتى في مواقف السيارات او في المطاعم والمقاهي القريبة من المستشفيات حتى يؤكدن للعالم انهن طبيبات في " سبيطار" ، ومع صباح ربي يأتين متأخرات عن موعد العمل بساعة او ساعتين ويتجمعن امام المرضى وهن يهنئن بعضهن بالعام الجديد ولا تسمع بينهن حديثا الا بلغة "فرنسية" يكملن بها نقصهن بعد عجز الكثيرات منهن في معالجة الاسهال فيعوضن ذلك بالكبر امام المرضى من ابناء شعيب لخديم، وفي نفس اليوم قادتني المشاغل الى دار البلدية والى مصالح الحالة المدنية تأملت ما وراء المكاتب فما وجدت سوى تاء التأنيث بأرطال من مساحيق تخفي تجاعيد الزمن وخلف بعض المكاتب كائنات لا يمكنك ان تعرف ان كانت تاء مؤنثة ام " ذاء" مذكرة ام هي بينهما وسط. ولأن الرجال في هذه البلاد هانت حقوقهم وهم يرون قطعان من نساء يشغلن كل المصالح فما عاد لهم خيار سوى قوارب الموت " النساء من ورائكم والبحر من أمامكم " ومن لم يسعفه قلبه ركوب البحر اشتغل براحا في الأسواق يبيع الالبسة المتنوعة للنساء ويعجن لهن المطلوع كسرة فطير والمحاجب للتغدى بها الآنسة وابحثوا ان شئتم في محال المطلوع والكسرة ستجدون زبيدة وشهرزاد وميمي في طابور للحصول على مطلوعة وتجدون داخل المحل الجيلالي مفتول العضلات مشعر الساعدين يعجن العجين ويخمر الخمير ويتفنن في صنع المحاجب كي تشتريها لالة محجوبة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)