الجزائر

سوق اللوحات الفنية بالجزائر



سوق اللوحات الفنية بالجزائر
تمتلك الجزائر العديد من الفنانين التشكيلين الذين كان لهم صيت عالمي أمثال "إسياخم و راسم و غيرهم "و لا يزال هنالك فنانين موهوبين شباب متكونين بالمدارس الفنون الجميلة و الذين غاصوا في الفن التشكيلي إلا أنهم صدموا بحقيقة أن الفن التشكيلي لا يمتلك قيمة اجتماعية عكس الفنون الأخرى على الرغم من تزاوج الجمالية مع الإبداع وتناغم الألوان إلى أن هنالك ترجع كبير في ثقافة الفن التشكيلي وكما أجزم الفنانون المحليون على أن الفن لا يمكن أن يكون مصدر رزاق إلا انه منبع للتعبير و تصوير إبداعي بأنامل إنسان و يعاني الفنان التشكيلي العديد من المشاكل الأخرى على غرار التهميش هنالك سوق اللوحات التي تباع بأثمان رخيصة و يعاد بيعها و الاستثمار بها خارج الوطن كما نشير أن الفن التشكيلي المستوحى من التراث الجزائري نال انبهار و إعجاب عالمي حيث أن الفنان الاسباني " بابلو بيكاسو" بلوحة "نساء الجزائر" التي دخلت العالمية من أوسع أبوابها وحطمت الرقم القياسي بأغلى لوحة حيث وصل سعرها 179 مليون دولار و بين هذا و ذاك يتخبط الفنان في هذه الدوامة حيثأجمع عدد من الفنانين المختصين في الفن التشكيلي على هامش الصالون الوطني للفن التشكيلي الذي احتضنته مؤخرا ولاية وهران،أن تسويق لوحاتهم الفنية يعاني حالة من الركود.وأوضح للجمهورية عدد من المشاركين أنه "لا يوجد سوق للفن التشكيلي في الجزائر" مشيرين إلى أن "الفنانين التشكيليين سواء الكبار منهم أم الشباب يجدون صعوبة في تسويق أعمالهم".وفي هذا السياق أرجع البعض أن أسباب معاناة الفنانين في التسويق لأعمالهم إلى "غياب ثقافة اقتناء اللوحات من المعارض لدى المجتمع الجزائري إلى جانب غياب الاحترافية في تنظيم هذا النوع من المعارض كما أفادوا بأن المنظمين المشرفين على تنظيم معارض الفن التشكيلي بالبلدان المتقدمة "هم أشخاص مختصين في المجال يقومون بالترويج له شهر قبل افتتاحه إلى جانب توجيه دعوات إلى النقاد و أهل الاختصاص عكس ما هو معمول به في الجزائر، حيث يتم الإعلان عن المعرض يومين قبل افتتاحه و هو ما يؤثر على نسبة الإقبال عليه من طرف الجمهور".من جهته أكد الفنان سمير فاتح من ولاية بومرداس والذي تفوق خبرته في المجال الثلاثين سنة أن أحد أهم أسباب ركود سوق الفن التشكيلي في الجزائر هو "ارتفاع أسعار اللوحات بالنسبة للجمهور الزائر و التي تتجاوز في بعض الأحيان 160 ألف دينار".وأردف قائلا أن الناقد و أهل الاختصاص "هم المخولين بتقييم اللوحة الفنية و تحديد سعرها وهم الأشخاص الغائبين في الجزائر".وبدورها تطرق الفنان كور نور الدين من وهران هو الأخرى لهذا المشكل مشيرا إلى أن "الشخص الذي يقدر قيمة الفن لا يهمه السعر" قائلة أن "المواد الأولية المستعملة و الفكرة التي تحتويها اللوحة هي التي تحدد سعرها".وعن أسعار لوحات بعض الفنانين التشكيليين صرحوا أنها "تترواح ما بين 40 و 80 و 120 ألف دينار". ولفتت إلى أن هذا الوضع "حتم على الفنان ممارسة الفن كهواية و ليس كمهنة لكسب لقمة العيش".من جانبهم، أبدى بعض زوار المعرض "أسفهم لعدم تمكنهم من اقتناء اللوحات التي لفتت انتباههم نظرا لارتفاع أسعارها بالنظر إلى إمكانياتهم المادية التي تحول دون اقتناء اللوحات متمنيين من الفنانين تخفيض الأسعار" . وفي سياق آخر أعرب الفنان بختي عبد الرحمن من مدينة شرشال تفاؤله بمستقبل تطور الفن التشكيلي في الجزائر نظرا إلى "ظهور مواهب واعدة تتميز بإمكانيات كبيرة و تحمل رؤية فلسفية جديدة للفن التشكيلي أكثر إبداعا إلى جانب حرص الدولة على دعم و تطوير هذا الفن". وأضاف أن الفن التشكيلي "خطى خطوات كبيرة منذ الاستقلال من حيث النوعية والكمية، حيث تم ظهور عدة مواهب كبيرة على غرار الفنانة باية و عائشة حداد"، مشيرا إلى أن أول معرض تم تنظيمه بالجزائر "كان سنة 1920 من طرف الفنان مامري عزواو".لابد من غرس الثقافة الفنية لإنعاش الفن التشكيلي بالجزائر من جهة أخرى صرح السيد "ناكصيف أحمد" مستشار ثقافي رئيسي بمديرية الثقافة بوهران أن الصالونات التي تنظمها المديرية هدفها الأول هو لقاء ما بين الفنانين التشكيليين والبيع في هذه الصالونات ممنوع من قبل الوزارة وإن مثل هذه الصالونات والمعارض هي همزة وصل بين الزوار و الفنانين . وأضاف المتحدث أن الثقافة التعريفية للفن التشكيلي ناقصة جدا في مجتمعنا من ناحية أبجدياتها وعدم الاهتمام بالفن التشكيلي عندنا هو نتاج تراكمات العديد من الأسباب السيكولوجية و السوسيولوجية وفيها الكثير من الجوانب والحديث عنها يتطلب الكثير من الوقت ،فمجتمعنا استهلاكي بالدرجة الأولى فالكثيرون منا على سبيل المثال يفكرون في شراء السيارات و غيرها لكن هنالك تغييب للثقافة الفنية ،أما عن زبائن اللوحات الفنية الذين عددهم قليل جدا فتحدث "ناكصيف " عن بعض رجال الأعمال الذين يقيمون هذا الفن التشكيلي و يولون له الاهتمام بشراء لوحات و مجموعات لكبار الفنانين مثل" موني "ديني" و غيرهم .الفن الجزائري في زمن العولمة أكد الأستاذ مغربي محمد على ضرورة الحفاظ على الإرث التراثي المحلي و استثماره حتى تكون قاعدة حقيقة و مرجعية في نفس الوقت لا بد أن يكون هنالك ذكاء الخلاق كي يتماشى مع زمن السرعة فبالرغم من أن الفن التشكيلي هو نتاج مادي بمنطق الفن إلا أنه بات من الضروري رؤيا فنية لإثراء الحقل الرمزي وأضاف الأستاذ أنه بالنسبة للفن التشكيلي للوحات المحلية في سوق الفن العالمي تقاس وفق معايير معينة وآليات الثقافية محددة و لكل لوحة تعريف خاص بها و أسلوب متميز عن الأخر ولكي تكون اللوحات الجزائرية بمستوى عالمي و ذات صيت لابد من المحافظة على الخصوصيات كي تكون لها آلية رمزية محددة و خاصة بها ،كما أضاف الأستاذ" مغربي عن العولمة، أنها غيرت العديد من المفاهيم فبات كل شيء يستند إلى" الهاي تيك" و التكنولوجيا الرقمية و المعلومات تتدفق بشكل كبير وتولد الإنسان الرقمي من الانترنيت إلى عالم الاتصالات خاصة في الغرب أين اندثر الاتصال التقليدي .ونتيجة التطور الفن التشكيلي بقي يتطور تزامن مع العصر وأصبح هنالك استثمار الفن للتراث التجربة الجزائرية أين كانت مدرسة الفنون الجميلة خلال عهد الاستعمار و منها "اسياخم "و "محمد راسم" الذي استعمل المنمنمات المستنبطة من الفنون الإسلامية بطريقة ذكية و دمجها في قالب عصري و أيضا مثال آخر " جماعة الأوشام "تكونت في الستينات و ضمت في البداية المصلي الذي اشتهر بلوحته : حريق المكتبة و الفنانة باية التي شهرتها تعدت حدود الوطن و الفنان مصطفى أكمون، محمد بن بغداد، دوني مارتيناز هذه الجماعة من الفنانين تتعامل غلبا مع الأسلوب التجريدي المستفيد تقنيا و جمالي من بعض رموز التراث الشعبي محمد الصغير، برز هو الآخر في أواخر هذه الفترة بلوحاته المكرسة للفروسية حيث احتلت الخيول مكانة فنية خاصة من مساحاته المرسومة و تعلق الفنان بالحرية والسلام ،و في ذات السياق تكلم عن الفنان الجزائري العبقري " محمد خدة " وهو فنان متعدد التوجهات ومعروف بتخطيطاته و هو أحد أعلام الفن التشكيلي بالجزائر نشط في الميدان الفني منذ شبابه رفقة أسماء أخرى استطاعت الظفر بسمعة المبدعين عن جدارة واستحقاق بما تركت من أعمال راقية على غرار "محمد إسياخم" كما أشار الأستاذ أيضا إلى دراسة للفرنسي "توماس دوموز" و التي جمع فيها بين كاتب ياسين و محمد خدة أين جمع بين الأدب و الفن الجزائري الذي ترك بصمة خاصة به و أسلوبا منفردا سواء في الأدب كاللغة الفرنسية التي يكتب بها كاتب ياسين و التي تعكس الشخصية الجزائرية .إبداعات شبابية بأنامل جزائرية كما أكد الفنان التشكيلي "حمزة لمشنف" من" باتنة " أن هنالك ثقافة فنية" و أصبح الجمهور يتردد على القاعات و الصالونات و في بعض المعارض التي نعرف بعض الإقبال من قبل زوار نجد ثقافة اقتناء اللوحات الفنية عند الجزائريين مجحفا لحد ما و عن مستوى الفن يرى الفنان التشكيلي في الجزائر أنه في تطور مستمر و يتماشى مع الحداثة و كما أوضح الفنان أن أغلب زبائنه هم من يطلبون منه رسم البورتريهات و هي هواية وأغلب لوحاته عبارة عن هدايا للأصدقاء و أضاف انه لابد من تحسن المدرسة المكونة للفنانين التشكيلين و أن المنهاج التعليمي لا يزال قديما و لابد من التجديد .الفن غذاء الروح "فؤاذ بلاع" من الفنانين الشباب الذين شقوا طريقهم في الفن التشكيلي وسبق للفنان المشاركة في العديد من المهرجانات و الصالونات و كانت بداياته الأولى مع الفن التشكيلي لما كان تلميذا في الطور المتوسط والذي اكتشف موهبته في الرسم و بعد إنهاء دراسته التحق بمدرسة الفنون الجميلة بباتنة وسجل فيها بعد أن فاز بالمسابقة المنظمة من قبل المدرسة و خلال تكوينه انتقلت من الرسم إلى الفن و أصبح فنانا تشكيليا تخرج مؤخرا والتقي بكبار الفنانين التشكيليين في الجزائر ومن هنا أصبح يقوم برسم اللوحات و تخصص في الألوان الزيتية وشارك في العديد من المعارض و الصالونات المحلية و الوطنية و بعدها شارك في صالون مغاربي بولاية واد سوف في طبعته الأولى وشارك في تونس في صالونات دولية بسوسة الحمامات،المهدية و غيرها بالمغرب الأقصى بمراكش وفي صالونات دولية مثل فيها الجزائر. حول رواج اللوحات الفنية في الجزائر صرح الفنان فؤاد بلاع قائلا :" هنالك إقبال على الصالونات و المعارض لكنه متواضع جدا عكس دول الجوار كتونس إلى جانب الترويج لها من قبل الإعلام مما يؤدي إلى إقبال الكبير مما نأسف عليه عندنا .أما بخصوص اللوحة الفنية ما إذا اعتبرت سلعة فيصرح قائلا:"لا تعتبر سلعة لأن الفن أول شيء هو إبداع، ثانيا هو غذاء الروح ،ثالثا هو فن وليس مصدر استرزاق بالجزائر بالنظر إلى وضعية الفنانين ،وعندنا بالجزائر كوكبة من الفنانين الكبار الذين لهم صدى و شعبية أكثر خارج الوطن وللأسف هذا يرجع إلى عدم وجود قيمة للفنان ،ونحنعندنا حقوق الإبداع "لوندا" عند تسجيل أي لوحة فنية لا يمكن التعامل بها والفنانين الذين لا يسجلون لوحاتهم عند" لوندا" المشكل فيهم لأنهم لم يحموا ملكيتهم الإبداعية الفنية من أي قرصنة كما أن الزبائن الذين يشترون اللوحات في بلادنا هم الأجانب بالدرجة الأولى بنسبة 80 في المئة والزبائن المحليون هم من الأعيان لتشجيع الفن لا غير.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)