الجزائر

سوق اللاّعبين...



انتهت، منتصف ليلة أمس، المهلة القانونية لتحويل اللاّعبين ما بين الأندية وتسجيلهم رسميا على مستوى رابطة الاحتراف. انتهت المهلة، غير أن الحديث يدور عن تمديد ''غير قانوني'' للمهلة إلى غاية الاثنين المقبل، في خطوة وصفت بأن الاتحادية، في عهد الاحتراف، لم تتخلّص من رواسب الهواية. سوق التحويلات أغلق على وقع أرقام قياسية في ''البورصة''، وارتفعت قيمة البضاعة المحلية من متقاذفي الكرة في الملاعب الجزائرية إلى سقف خيالي، وأصبح اللاّعب اليوم يتقاضى شهريا ما كان يتقاضاه بالأمس اللاّعب خلال سنة كاملة. سوق التحويلات أغلق بصادراته ووارداته، وسجّلت البطولة الجزائرية تنقلات لأندية أوروبية، وعودة لاعبين إليها من الخارج، وكانت لتلك الحركية مؤشرا على أن البطولة في الجزائر ليست عقيمة وذات قيمة، وهي تنافس، من حيث الاهتمام، أفضل البطولات الأجنبية. الأندية المحترفة تطوّرت أيضا، وأصبحت مضطرة إلى إعطاء ''اللاّعب المحترف'' قيمته المالية المناسبة في سوق التحويلات معفاة من كل الضرائب، وتضاعف بذلك من دخله مقارنة بسقف المنح والعلاوات المخصّصة للاّعبين في العهد الهاوي. الاتحادية المحترفة تطوّرت وطوّرت القوانين، وأصبحت تملك الملايير في خزينتها، بشكل جعلها قادرة على جلب المدرّب الأجنبي الموعود وتقدّم له ما يجب أن يقدّم من مال من اتحادية محترفة لمدرّب محترف لتدريب منتخب المحترفين، من لاعبي البطولتين المحلية والأجنبية. كل شيء تغيّر في كرة القدم الجزائرية، سواء من حيث القوانين المسيّرة للّعبة التي تحدّد الحقوق والواجبات، أو من حيث قيمة اللاّعبين في سوق التحويلات، أو من حيث حركية هؤلاء المتنقلين إلى بطولات أجنبية أو القاصدين للبطولة الجزائرية المحترفة. تطوّر الكرة الجزائرية بهيئاتها وأنديتها ولاعبيها في مشروع الاحتراف، لم يواكبه التغيّر في المفاهيم من وراء كل هذه الهالة، فلا قيمة اللاّعب رياضيا تطوّرت نحو الأحسن ولا الملاعب الجزائرية تحسّنت، فهذا المنتخب الذي صنعنا من أجله مشاريع تحسين النوعية، لم يجد لاعبا محليا واحدا يحفظ به ماء الوجه، ولم يعثر على ملعب واحد تنطبق عليه معايير النوعية المطلوبة. مشروع الاحتراف في الجزائر هو مجرّد سوق ''طراباندو'' يباع ويشترى فيه اللاّعبون بعقلية المضاربة وبعيدا عن الضرائب، وهو سوق تجد فيه كل شيء وأي شيء، إلاّ جودة الشيء.    rrafeec2005@yahoo.f 


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)