سوق القيصارية أو القيسارية هو عبارة عن حي تجاري كبير، يتكون من مجموعة من البنايات بها دكاكين ومحلات تجارية وورشات صناعية، ومخازن، وفي بعض الأحيان مساكن فوق الحوانيت، وبها فنادق يؤمها التجار الأجانب عن المدينة. والفظ قد يعني سوق السلطان أو القيصر، وقد يكون التجار الأوروبيين الذين توافدوا بكثرة إلى تلمسان في عهد رخائها هم الذين أطلقوا على السوق هذا الاسم.
قام بتأسيس سوق القيصارية السلطان أبو حمو موسى الأول، فوق مساحة كبيرة بوسط مدينة تلمسان، بالقرب من المشور وحي اليهود وبجوار مسجد سيدي إبراهيم المصمودي (الذي بناه أبو حمو الثاني بالقرب من السوق) 1. ويحيط بالقيصارية سور به عدة أبواب ومدارج 2، وتختلف القيصارية عن السوق العادي بسعتها وتنظيماتها المحكمة وما تشتمل عليه من أروقة مغطاة، يتوجه إليها الزبائن لاقتناء ما يحتاجون إليه من أقمشة وحلي وعطور ومصنوعات جلدية، والشمع والكتب والنعال والقناديل وغيرها.
وتتضمن القيصارية إلى جانب الدكاكين، مخازن كبيرة تدعى الفنادق، وهي مخازن مخصصة لتجار الجملة، يخزنون فيها بضاعتهم وسلعهم التي يقومون باستيرادها من الخارج قبل بيعها إلى تجار التجزئة في نفس السوق. وكانت البضاعة المحلية في الغالب تباع بالمزاد العلني. ويقوم بعملية البيع بالقرب من القيصارية أو في دروبها وفي ساحة الفنادق، رجال متخصصون في البيع يعرفون بالسماسرة، بحضور موظف في ديوان مراقبة السوق 3. وبعد انتهاء عملية البيع، يتم الدفع فورا ويقوم التجار بنقل السلع التي اشتروها إلى حوانيتهم عن طريق بغال مخصصة لحمل البضائع 4.
1 : Charles BROSSELARD, « coudée royale », Revue Africaine, T.4, 1859, p67.
2 : أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن مريم، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان ، تحقيق: محمد بن أبي شنب، الجزائر: المطبعة الثعالبية، 1908، ص93.
3 : عطا الله دهينة، الحياة الاقتصادية والاجتماعية لدولة بني زيان، ضمن كتاب، الجزائر في التاريخ، الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب، 1984، ص 482.
4 : 2- Mas-LATRIE, Traités de paix et de commerce et documents divers concernant les relations des chrétiens avec les arabes de l’Afrique septentrionale au moyen age, paris, 1872, p.167
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com