سوق العمل في الجزائر ووهم الهيمنة النسوية. الجندر في محك المخيال الاجتماعي

تروم هذه الدراسة بناء صورة موضوعية لسوق العمل في الجزائر، من خلال تتبع الحضور النسوي في مجمل قطاعات النشاط، حيث نقدم قراءة تتبعية كيفية لعملية الإدماج النسوي في العمل في مختلف مراحل الجزائر المستقلة. هذه القراءة السوسيولوجية تستند بشكل رئيس لعامليين تفسيريين: الأول يخص مسار الأدلجة المجتمعية التي حاول فيها الخطاب الدولاتي عبر وسائله الميثاقية والتشريعية والسياسية إعادة تشكيل التراتبات الاجتماعية بما يسمح من تحقيق الأهداف الثورية والاشتراكية. العامل الثاني، يرتبط بالبعد الثقافي الذي تماثل في حدود سياسية وثورية مع سيرورة العصرنة، غير أنه تفّلت من حالة الضبط هذه عندما أنتج لنفسه فضاء اجتماعيا نقديا ومكبّلا للعمل النسوي. إن السيرورة السوسيوتاريخية التي سيعتمدها الباحثان لفهم حالة سوق العمل، تقوم على تفسير نوعية قطاع النشاط المهيمن، نوعية العمل، مجال المقاولة، والتي تمثل في الواقع توابع للنسق الاجتماعي الحاضن الذي ينتج لنفسه مخاييل اجتماعية عن براديغمات المرأة، القيم، التعليم، السياسة.