الجزائر

سوق الرحبة ذاكرة التسوق بباتنة يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر



لايزال سوق الرحبة الشهير ببيع التوابل في ولاية باتنة يستقطب سكان باتنة للتزود بنكهات المائدة الرمضانية، في تقليد حافظوا عليه منذ القرن الثامن عشر، تاريخ بناء السوق.وتعرف أزقة السوق الضيقة إقبالا كبيرا من المتسوقين الذين لا يثنيهم الزحام عن تمضية كل الصباح في التجول بين طاولات بيع التوابل والمكسرات وأنواع الزيوت والعسل والزبيب والمشمش، وسط ديكور من الأواني التقليدية المصنوعة من الفخار والحلفاء وسعف النخيل .
ويقول أحد أقدم التجار في سوق الرحبة إن هذا السوق نشأ مع نشأة المدينة في نهاية القرن الثامن عشر واستقر بعدة أماكن، منها المكان المحاذي الآن لساحة الحرية، ثم انتقل إلى شارع عبد الحميد ابن باديس بباتنة ومنه إلى سوق “لي هال” في الثمانينيات وهو أقدم سوق أنشأه المعمرون وسط المدينة عندما وضعوا المخطط العمراني الأول لتعمير المدينة في سنة 1841.
ويمثل سوق الرحبة الشعبي ذاكرة تاريخ المدينة، فإضافة إلى دوره التجاري فقد كان مركز اتصال وإرسال الأخبار والتجسس على المستعمر. واليوم، مازال محافظا على نفس التقاليد في بيع التوابل والمكسرات وكل النباتات المستخدمة في مختلف أطباق شهر رمضان، كالدهان والفرماس والكليلة والفول اليابس والشحوم ومختلف اللحوم والخضروات المجففة كالفلفل الأحمر وشرائح الطماطم والزيتون المجفف بمختلف أنواعه. وما إن يحل شهر رمضان حتى تزداد شعبية سوق الرحبة، حيث تعرض في مداخله كل أنواع الخبز والكسرة وكذا أنواع الدواجن والبيض الذي يربيه المزارعون بطرق تقليدية.
ويمتاز الرحبة بجمال ترتيب محلاته التقليدية وتركيب الأضواء بجلب فضول الصائمين للشراء ولو بالعين. وإذا كان مكان الرحبة قد تم تغييره لعدة مرات ليستقر بسوق “لي هال”، فإن الذي تغير فيه أيضا قيم البيع والشراء والاحتكار وحتى الغش، وذلك ما كان محرما سابقا .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)