الجزائر

سوق البناء الجزائرية تستقطب اهتمام الأفارقة



طرح أحدث التقنيات والمنتجات العالمية لمواكبة التطور السريعجذب الصالون الدولي للبناء والتهيئة "باتيمكس"، متعاملين جزائريين وأجانب، وكشف عن التطور الكبير الذي قفز إليه القطاع المنفتح على تحويل التكنولوجيا على ضوء الشراكة مع الدول الرائدة عالميا في هذا المجال، وأبدى الأفارقة الذين زاروا الصالون، تحمسهم الكبير من أجل إبرام اتفاقيات مشتركة على خلفية أن القطاع يضم العديد من المنتجات، ويطرح حلولا جدية لتطوير جودة البناء والتسريع من آجال الانجاز، وتحت شعار برنامج الإنعاش الاقتصادي والتبادلات التجارية في قطاع البناء، افتتح والي عنابة هذا الصالون أمس، بفندق الشيراتون، وينتظر أن يتواصل إلى غاية يوم 12 فيفري الجاري.
أبدى العديد من الزوار المتدفقين على الصالون الدولي للبناء والتهيئة، اهتماما خاصا بجناح شركة "فرونتاك الجزائر"، بالنظر إلى الحلول التقنية المتطورة التي تضاهي تلك المستعملة في الدول الأكثر تطوّرا في عالم العمران، وتتمثل في منتوج سيراميك، يستعمل في واجهات البنايات، ويمنحها جاذبية خاصة، وفوق ذلك، هي واقية من الزلازل ومن الحرارة والبرودة الشديدة والغبار أو الزوابع الرملية، إذ لا تتأثر الأبنية معها بالعوامل الطبيعية.
وحسب ما أكده مدير "فرونتاك"، فريد بوقدار، فإن "السيراميك" المقترح يمثل حلا مذهلا للبنايات المهترئة، لأنها تبدو كأنها منجزة حديثا، وكذلك يمكن عبر هذا السيراميك، بعد تثبيته على واجهات البنايات، الاستغناء عن تجديد عملية الدهن للعمارات من فترة إلى أخرى، مع فعاليتها الطاقوية بنسبة 30 بالمائة، أي لا تستهلك الطاقة كثيرا لقدرتها الوقائية من العوامل الخارجية.
وقال بوقدار إن شركته مواكبة للتكنولوجيا، وأنها تحرص، من فترة إلى أخرى، على إدخال كل جديد من تكنولوجيا للسوق الوطنية؛ لأن "فرونتاك" افتتحت بنسبة 50 بالمائة جزائرية و50 بالمائة مع شركاء أوروبيين، يضمنون بحكم اتفاقيات الشراكة تحويل التكنولوجيا، علما أن هذه المواد الأولية يتم إحضارها من البرتغال وتركيا، ويتواجد المصنع بولاية سطيف، ولكن الإدارة بالعاصمة.
وفي هذا الجناح وقف سفير دولة تنزانيا لمدة زمنية معتبرة باهتمام ممزوج بالإعجاب للمستوى المتطور الذي بلغته سوق البناء الجزائرية، ووجه دعوة إلى هذا المتعامل الاقتصادي من أجل المشاركة في المعرض الدولي للإنتاج لتنزانيا المقرر تنظيمه من 28 جوان إلى غاية 13 جويلية.
نقل تجربة الجزائر إلى السنغال
اقتربت "الشعب" من سفير دولة تنزانيا لدى الجزائر، جاكوب كينغو، لرصد انطباعه حول "باتيمكس"، فلم يخف جودة المستوى الذي بلغه الإنتاج الجزائري في قطاع البناء، سواء تعلق الأمر بمؤسسات البناء أو المواد المستعملة التي انتقلت الجزائر بالعديد منها، من بلد مستورد إلى مصدر، وصرح السفير قائلا: "نتطلع للتعاون وبناء الشراكات مع الجزائر، ليس فقط في قطاع البناء وحده، بل في عدة قطاعات حيوية أخرى، تملك فيها الجزائر قدرات كبيرة وإمكانات معتبرة مثل الأمن الغذائي وصناعة المواد الصيدلانية والطاقة والأمن، وتوجد تكنولوجيات حديثة مثل السيراميك الواقي من العوامل الطبيعية، من أجل كل ذلك نتطلع إلى توسيع التعاون الثنائي، وأعتبر هذا الصالون مهم وجيد لكل من يرغب في ترقية قدرات قطاع البناء..".
وبالموازاة مع ذلك، وقف المستشار الأول لسفير دولة السنغال مامادو بويبا، على مختلف أجنحة المعرض، معبرا عن اهتمام بلده لتعميق التعاون مع الشريك الجزائري، خاصة في قطاع البناء والتهيئة العمرانية، واصفا المعرض ب«المهم" والتنظيم ب«الجيد"، على خلفية أنه يعرض فيه كل ما يحتاج في عمليات البناء، مشيرا - في سياق متصل - إلى أنه يعكس عيّنة عن مختلف قدرات الجزائر في مواد البناء وتحدي الانجاز، وأضاف يقول: "نشارك في هذا الصالون لنمثل دولتنا السنغال، وللقاء المستثمرين الجزائريين، وكذلك لنغتنم الفرصة، وندعو المتعامل الاقتصادي الجزائري للحضور إلى السنغال من أجل الاستثمار فيها، وبهدف تحويل تجربة الجزائر الرائدة في مجال البناء وتحويل التقنيات والتكنولوجيات الحديثة، كما لا أخفي إعجابي بشركة "كوسيدار" الكبيرة، ونحن مهتمين بالمستوى الذي بلغته قاريّا.
رفع نسبة الإدماج لتخفيض الأسعار
وتعرض شركة "غلوبال تام الجزائر"، القادمة من ولاية قسنطينة، كلّ ما يتعلق بأجهزة التدفئة المركزية وسخان الماء وما تعلق من أنابيب تثبيتها، علما أنه يتم إنتاجها مع الشريك الإيطالي بنسبة إدماج تصل إلى 40 بالمائة، وأكد فيصل بوحوف المسؤول التجاري بالشركة، أنهم حريصون على رفع من نسبة الإدماج من أجل تخفيض الأسعار في السوق الوطنية، ويرى أن الحلول الجيدة من أجل القضاء على ظاهرة تسربات الغاز السامة، الاستنجاد بالتدفئة المركزية كونها تثبت بالشرفة أي خارج الغرف، وحاول تقديم بعض النصائح للمستهلكين، وأهمها الاستعانة بمختصين عند تركيب أجهزة التدفئة أو سخان الماء، وكذا تنظيف أنابيب العمارات والمنازل المستعملة في طرح ثاني أوكسيد الكربون بشكل دوري.
ويتجه مجمع يخلف المُصنّع للهياكل الحديدية المستعملة في إنشاء المصانع، نحو تهيئة المصانع على مستوى المناطق الصناعية بالحديد، وكذا الاسمنت المسلح، وذكر صابر يخلف ممثل عن هذه الشركة أنهم سيحرصون مستقبلا على توقيف استيراد المواد الأولية من الخارج بهدف تخفيض التكلفة، ووصف السوق الوطنية بالجيدة في ظل انتعاش الاستثمار واتساع نطاق إنجاز المناطق الصناعية وتطهير العقار الصناعي، وقال إنهم يشاركون في هذا الصالون، من أجل البحث عن زبائن وفرص تعاون جديدة، في ظل الحركية الكبيرة التي تعرفها الجزائر في مجال البناء والاستثمار وإنشاء الشركات ومصانع الإنتاج.
أول "مول" لعنابة وفضاءات للحرفيين
تعد شركة "برومدار دنبري"، من أكبر شركات البناء والترقية العقارية بمنطقة الشرق الجزائري، وفي ولاية قسنطينة على وجه الخصوص، كونها شركة ترتكز في منجزاتها على الجودة العالية، وكذا احترام الآجال وتسليم المشاريع في وقتها، وأحيانا تستعين باليد العاملة الهندية لتسريع وتيرة الإنجاز.
وقالت هيفاء قادون ممثلة "برومدار دنبري"، إن شركتها توظف أزيد من 1200 عامل، وتتعاون مع العديد من المرقيين الجزائريين، وأسهمت في إنجاز مشاريع سكنات "عدل" والسكنات الترقوية وسكنات الترقوية المدعمة. وتملك الشركة كل معدات البناء مما يجعلها رائدة في الانجاز، ولم تخف قادون مواجهة بعض المشاكل والعراقيل الإدارية، غير أنها مرتاحة لحيوية ونشاط سوق البناء في الجزائر.
في حين، عبد الكريم عرايسية، ممثل مجمع "شينا بولدينغ للبناء"، الجزائري الصيني، وفق قاعدة 49 – 51، أكد أن شركته شرعت في بناء أول مول لولاية عنابة، حيث توجد أشغال الإنجاز في مرحلتها الأولى، وقد بلغت نسبة 15 بالمائة، ومن المنتظر أن يتم تسليم هذا المشروع الضخم في أوت 2025، وسيوفر 65 محلا تجاريا ومرأبا ضخما يتكون من ثلاثة طوابق، ويتسع ل 1300 سيارة، كما يتربع على مساحة لا تقل عن 28.800 متر مربع، وإلى جانب ذلك سيتعزز بفضاءات للتسلية ومساحات خضراء، وتخصص على أطرافه محلات صغيرة للحرفيين من أجل تسويق الصناعة التقليدية وتوفير فضاءات لهم لعرض منتجاتهم.
ومن جهة أخرى، تحاول شركة "داماس للمقاولات" المنافسة في سوق وطنية تتطلع إلى بلوغ جودة عالية في المشاريع المنجزة، وكشفت بسمة بن كحلة، مهندسة معمارية، أن مؤسستها تبحث عن شراكات جديدة، لأنها تقوم بإنجاز مشاريع سكنية، وتنجز كل ما يتعلق بالديكور، وسمح لها المعرض باستقطاب فرص شراكة، وكما جذبت شركتهم مهتمين لإنجاز مشاريع مهمة.
توسيع استقطاب الزبائن ومضاعفة الإنتاج
كما تختص شركة "ميلاسكو" المتواجدة بولاية عنابة، في إنتاج مواد الترميم من إسمنت خاص، بمختلف الألوان وبنوعية خشنة وأخرى لينة، واعترف بوجود منافسة شرسة من طرف مؤسسات وطنية وجزائرية ناشطة، وهذا ما يخفض الأسعار ويجعل النوعية الجيدة مسيطرة ومتوفرة كونها جد مطلوبة، وقال حمزة قيطاش ممثل عن الشركة، إنهم حضروا من أجل توسيع زبائنهم في السوق، من أجل مضاعفة الإنتاج وتوسيع حجم الشركة.
وتنشط مؤسسة "أيمن للترقية العقارية" بالعاصمة، غير أنها مهتمة بكامل ولايات الوطن لتجسيد مختلف المشاريع، ومن ثمّ، نقل تجربة البناء الحديث وبنوعية ذات معايير عالمية إلى مختلف مناطق الوطن، واعتبر طارق سعيدي مكلف بالإعلام على مستوى المؤسسة، أن مجال البناء مهم وحساس جدا، لذا هم حريصون على إنجاز أحياء راقية بمعايير عالية الجودة والإتقان، علما أنهم أنجزوا في العاصمة وحدها عدة إقامات سكنية في كل من درارية والدار البيضاء وحيدرة.
يذكر أن هذا الصالون، خلال يومه الأول، شهد مشاركة أكبر المجمعات الصناعية الناشطة في قطاع البناء والتهيئة العمرانية من ولايات الشرق الجزائري على وجه الخصوص، ومن العاصمة كذلك، ويعول عليه كثيرا في استحداث فرص استثمار جديدة للمهنيين العاملين في قطاع البناء والمهن ذات الصلة، واستقطب هذا الصالون عددا معتبرا من الزوار مباشرة بعد أن تم افتتاحه من طرف والي عنابة بحضور بعض الممثلين عن السلك الدبلوماسي.
ولا تقتصر هذه التظاهرة الاقتصادية المهمة على عرض المتعاملين الاقتصاديين وحدهم، بل سجلت مشاركة بنوك وشركات تأمين ومتعاملين في مجال الاتصالات، بل تم تسطير برنامج ثري، يتمثل في ورشات مهمة حول الهندسة والبناء، شارك فيها مهندسون ودكاترة وخبراء. ووصف هذا الصالون على أنه أضخم ملتقى موجه للمهنيين الناشطين في قطاع البناء والمهن ذات الصلة، وبلغ عدد المشاركين فيه نحو 75 مشاركا.
والجدير بالإشارة أن هذا الصالون، يعد قطبا استراتجيا جذب أهم وأكبر المستثمرين في قطاع البناء والعمران والتهيئة، بعد أن عرضوا منتجاتهم وخدماتهم، وتعرف جمهور الزائرين على التكنولوجيات الحديثة والمتطورة في صناعة مواد البناء، كما جمع الصالون أكبر المتعاملين الاقتصاديين من منطقة الشرق الجزائري، إلى جانب أصحاب القرار ومهندسين معماريين ومكاتب دراسات مختصة لتعزيز الاستثمار، وبالإضافة إلى كل ذلك، سمح بخلق فرص جديدة تسمح بترقية السوق الوطنية، وبالتالي الإنجاز بمعايير عالية وفي آجال معقولة. وخلاصة القول، فإن الصالون الدولي للبناء والتهيئة العمرانية استقطب أكبر الشركات، وسجل في يومه الأول اهتماما إفريقيّا بسوق البناء من أجل تحويل التكنولوجيا والخبرة الجزائرية على غرار كل من السنغال وتنزانيا، كما سمح بطرح أحدث التقنيات والمنتجات العالمية لمواكبة التطور العالمي السريع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)