الجزائر

سوريا.. العراق الآخر؟!



سوريا.. العراق الآخر؟!
وهكذا تقبر مساعي الحل السياسي للأزمة السورية نهائيا، ليس فقط باستقالة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، الذي سعت قطر بكل الوسائل لعرقلته ومنع إيجاد حل للأزمة السورية غير النهاية التي تريدها لها قطر، وحليفتاها أمريكا وإسرائيل، وهي تحطيم البنية القاعدية السورية وقوتها العسكرية، حتى قبل إسقاط النظام، بحيث لن تهدد سوريا أمن إسرائيل نهائيا بعد عقود من الزمن، لا بصورة مباشرة، ولا عن طريق حزب الله الذي خاض سنة 2006 حربا بالوكالة مع إسرائيل.
الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي أمس على هدف سوري، قيل إنه شحنة أسلحة موجهة إلى حزب الله، وهو أمر غير معقول! كيف لدولة تواجه حربا متعددة الجنسيات؟! إن لم يكن الأمر كذبة مفضوحة. قلت الغارة الإسرائيلية جاءت لتفتح مجال التدخل أمام أمريكا التي قال رئيسها منذ يومين، متذرعا باستعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المعارضة، إنه لا يستبعد التدخل العسكري ضد النظام السوري وإنه لن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذا الوضع، حتى وإن قال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن قرار الغارة اتخذ من قبل مجلس وزاري إسرائيلي مصغر، وهو في الحقيقة اتخذ من الوفد العربي الذي يقوده وزير خارجية قطر الأسبوع الماضي إلى واشنطن متذرعا بتحريك عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، وقدم من خلالها ليس فقط فلسطين على طبق إلى إسرائيل، وإنما نقل إليهم أيضا أكفان النظام السوري، بل أكفان الشعب السوري، والدولة السورية بصفة عامة.
لا يخفى على أحد تلاعب الإدارة الأمريكية بالقضية السورية، فهي من جهة تعترض على مسألة تسليح المعارضة وتصنف جبهة النصرة في قائمة الإرهاب، ومن جهة أخرى تهدد بالتسليح وبالتدخل العسكري بذريعة السلاح الكيماوي، الذريعة التي استعملها لاحتلال العراق، في حين أنها لم تتوقف يوما عن تسليح المعارضة. وكانت صحيفة نيويورك تايمز، نشرت منذ أسابيع خبر نقل شحنات أسلحة أمريكية من قاعدتها في قطر والسعودية إلى المعارضة السورية على الحدود مع تركيا بتمويل قطري.
لكن يبدو اليوم أن أمريكا، وبعد الغارة الإسرائيلية، ستمر إلى مرحلة أخرى، بعد أن قبرت الحل السياسي، وهي لعب الورقة الأخيرة لإسقاط النظام السوري، بتدويل الحرب السورية رسميا، وأيضا بوضع حد للدور الإيراني في المنطقة، وربما أيضا لتوجيه ضربة قاضية لإيران، خاصة وأن المناورات العسكرية في المنطقة التي تقودها أمريكا بمشاركة 40 دولة، هدفها الأول تقويض القوة الإيرانية ومنعها من دعم النظام السوري، لكن قبل ذلك التمكن من السيطرة على مضيق هرمز الذي يمر عبره %20 من النفط العالمي، لتضمن عدم ارتفاع أسعار النفط مثلما هددت بذلك إيران منذ فترة.
السؤال الشائك موجه اليوم إلى المعارضة السورية بكافة فصائلها وأطيافها، وهو ما ردها على هذا وما موقفها من طبول الحرب التي تقرعها إسرائيل وأمريكا على بلادهم؟! ألم تخرج قضية قلب النظام السوري من أيديهم؟ أليس فيهم من ندم على مساهمته في تحطيم بلاده وفتح أبوابها أمام احتلال جديد؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)