الجزائر

سنة قبل انتهاء عقد التسيير مع ''سيور'' للمياه بوهران حصيلة إيجابية تشوبها اختلالات في التكفل بالزبائن وإصلاح التسربات


 أفرز عقد التسيير بالتفويض مع شركة أغبار العالمية لقطاع المياه بوهران، سنة قبل انقضاء العقد، واقع تسيير مغاير رغم استمرار بعض النقاط السلبية، كالتأخر في إصلاح التسربات والتكفل بانشغالات الزبائن، لكن إنجاز نظام التحكم عن بعد ووضع خريطة للشبكات بقطاعات وفتح مدرسة عليا رائدة حول تسيير المياه، يجعل حصيلة مخطط الأعمال إيجابيا.
تعالت عدة أصوات خلال تكليف شركة أغبار الاسبانية سنة2006   بتسيير قطاع المياه بوهران منتقدة عقد التسيير، لأن الشركة الأجنبية حسبهم ستقوم بتسيير الوفرة خاصة بعد تزويد وهران بـ 300 ألف متر مكعب يوميا من المياه القادمة من مشروع الماو ومحطة تحلية مياه البحر ببطيوة. لكن الوفرة حتى وإن ساهمت في تحقيق سيور هدف تزويد السكان بالماء الشروب 100 بالمائة، لا يجب أن يحجب حقيقة وجود مشكل تسيير في القطاع العمومي. وتبيّن ذلك من خلال التركة الكارثية التي ورثتها سيور خلال تسليم المهام واكتشاف عيوب إنجاز بالجملة في مختلف الشبكات، غش في مقاييس القنوات، خزانات غير موصولة بالشبكات، قنوات صرف تدفع المياه القذرة في الخلاء، شبكات مهترئة، غياب بنك معلومات للزبائن وعناوين مجهولة ونسبة تسربات مرتفعة.  في هذا السياق، أسرّت لنا مصادر مطلعة بأن: أعمال الغش المكتشفة كان بإمكانها أن تتسبب في سجن العديد من المنتخبين والمسؤولين في الإدارات والمصالح التي أشرفت على الإنجاز . ويتضح مما سبق صعوبة المهمة التي أوكلت للشريك الاسباني المطالب بإعادة الإعتبار لقطاع المياه كخدمة عمومية.  في ذات الإطار، يرى خبراء  في قطاع الموارد المائية، أن تسيير سيور تبقى تشوبه بعض الإختلالات الموروثة عن الفترة السابقة، كالتأخر في التكفل بانشغالات الزبائن وفي التدخل لإصلاح التسربات المائية وسوء استقبال المواطنين، وهي تصرفات يكرسها عادة مسؤولون وعمال تعوّدوا على التسيير العمومي للقطاع. ويعاب على الحصيلة افتقادها لنسبة مئوية للتسربات التي كانت من بين أولويات العقد، رغم إشارتها  لعدد التدخلات لوقف مختلف التسربات التي فاقت 66 ألف عملية. ومن جانب السلبيات كذلك تأخر أشغال مشروع نظام المراقبة عن بعد تيلي- كونترول لمختلف الشبكات الذي بلغت نسبة إنجازه 63 بالمائة سنة 2010 بعد أن كان من المنتظر تسليمه في ماي 2010 من إنجاز شركة ألاصومبو الإسبانية. 
من جهة أخرى، ركزت سيور على نوعية مياه الشرب، من خلال تكثيف عدد التحاليل التي فاقت 3 ألاف تحليل سنة 2010 وترمي إلى رفعها لحدود 5 ألاف تحليل قبل نهاية السنة.
 لكن الشركة لا زالت تواجه نقص ثقة السكان في مياه الحنفية لتعوّدهم على ملوحة المياه منذ سنوات بدليل مواصلة باعة المياه لنشاطهم.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)