لا يزال ملف أموال الخدمات الاجتماعية بقطاع التربية يصنع الحدث من حيث سوء التسيير والبيروقراطية التي تشهدها عملية الاستفادة، رغم الغلاف المالي الكبير المخصص لها من طرف الوزارة الوصية سنويا، والذي قدر بحوالي ثلاثة آلاف مليار سنتيم. ففي الوقت الذي ينتظر فيه آلاف المرضى من موظفي وعمال القطاع المصابين بأمراض خطيرة تمكينهم من هذه الأموال لأجل العلاج، يتم توجيه هذه الأموال في أمور غير ضرورية، على غرار تنظيم رحلات إلى الخارج من اجل الترفيه والاستجمام أو من اجل الحج والعمرة، ما دفع بالعديد من عمال وموظفي قطاع التربية للمطالبة بإنشاء مرصد للخدمات الاجتماعية وإبعادها عن الهيمنة النقابية مع منح الأولوية في التسيير للصحة والسكن. وفي هذا السياق، أوضح نبيل فرقنيس، المكلف بالإعلام لدى الفدرالية الوطنية للتربية سناباب في تصريح ل السياسي ، أن النقابات الوطنية لقطاع التربية التي تشرف على تسيير أموال الخدمات الاجتماعية تعمل على توجيهها في أمور غير ضرورية وليست بتلك الأولوية، في الوقت الذي يتواجد آلاف المرضى من عمال القطاع المصابين بأمراض خبيثة هم في أمس الحاجة لهذه الأموال لأجل العلاج على غرار المصابين بداء السرطان، إلا أنهم لم يتمكنوا من نيل دينار واحد بسبب سوء التسيير لهذه الأموال واستغلالها في أمور ثانوية لا تهم بالدرجة الأولى عمال القطاع إلى جانب البيروقراطية التي تطغى على عملية الاستفادة، مشددا على ضرورة منح الأولوية للصحة والسكن في عملية تسيير أموال الخدمات الاجتماعية باعتبارهما أكثر المشاكل التي يعاني منها الموظف بالقطاع ومختلف القطاعات الأخرى، مشيرا إلى غياب طب العمل في العديد من الولايات عبر الوطن ما يستدعي تدخل الوزارة الوصية. وانتقد فرقنيس، كيفية تسيير هذه الأموال من طرف نقابات القطاع، التي يتم توجيهها لتنظيم رحلات للخارج والحج والعمرة باسم الخدمات الاجتماعية، عوض توجيهها لبناء مستشفيات، على سبيل المثال، يقول ذات المتحدث، أو بناء سكنات لموظفي القطاع كون نسبة كبيرة تفتقد للسكن حتى بعد الإحالة على التقاعد، مشددا على ضرورة استغلال هذه الأخيرة في أمور تهم الموظف. من جهة أخرى، دعا المكلف بالإعلام بالفدرالية الوطنية للتربية، لضرورة إعادة النظر في برنامج الخدمات الاجتماعية من خلال إنشاء مرصد للخدمات الاجتماعية يتولى عملية التسيير وإبعادها عن الهيمنة النقابية، كون نقابات القطاع المشرفة على تسيير هذه الأخيرة سبب من أسباب تجميد العملية على مستوى العديد من الولايات، على غرار بجاية وعين تيموشنت وغليزان، لوجود صراعات داخلية بين هذه النقابات حول ملف التسيير ما أدى إلى تجميد ملفات عمال القطاع الراغبين في الاستفادة من هذه الأموال، مضيفا أن الفدرالية الوطنية للتربية ترفض أن يكون الأستاذ هو المشرف على تسير الملايير من أموال الخدمات الاجتماعية لغياب ثقافة التسيير، مشددا على ضرورة أن يكون القائم عليها إداري يفقه في الأمور المالية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/12/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نزيهة مسكين
المصدر : www.alseyassi.com