تشهد اليمن وضعا أمنيا متوترا، يتجسد في تنامي حوادث الاغتيال وتعطيل تنفيذ منتجات الحوار الوطني، بين مختلف تركيبات المجتمع والنخبة السياسية. والكل يلقي باللائمة عن الطرف الآخر، في ظل ضعف الدولة اليمنية في هذه المرحلة التي أعقبت ثورة أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح، بعد 30 سنة من الحكم. واقع حول اليمن إلى ساحة للقوى الإقليمية ووجدت التنظيمات الإرهابية ملاذا ملائما للتكاثر والتنامي.وأمام تردي الأوضاع الأمنية، وبروز مكون أنصار الله في اليمن الذي بسط سيطرته على عدة محافظات منها دماج، التي كان يقصدها الجزائريون السلفيون بشكل خاص، اتصلت "الشروق" بالمتحدث الرسمي باسم أنصار الله، الشيح محمد عبد السلام، الذي تحدث عن أهداف الجماعة المعروفة باسم الحوثيين، وعن التحديات التي تواجه اليمن، وعن الجزائريين المقاتلين ضمن تنظيم القاعدة. انقطعت أخبار الجزائريين المتواجدين باليمن وكانوا ضمن المقاتلين المتشددين. هل لدى أنصار الله أسرى من الجزائريين؟أولا، أشكر يومية "الشروق" الجزائرية والقائمين عليها على إتاحة هذه الفرصة لطرح وجهة نظرنا في مختلف القضايا التي تهم الشأن اليمني والعربي.أما بخصوص سؤالكم - أخي الكريم- فإن أنصار الله سلمت كافة الجزائريين الذين تم توقيفهم في دماج وفق اتفاق للحكومة اليمنية، بعضهم الآن ضمن المقاتلين مع القاعدة في بعض المحافظات، ومنهم من التحق بسوريا بتسهيل من الحكومة. ولا يوجد لدى أنصار الله أي أسير جزائري ولا غيره من الأجانب الموجودين ضمن هؤلاء في اليمن. تشهد اليمن حالة من الانفلات الأمني تترجمه موجة الاغتيالات التي تستهدف عسكريين ومدنيين. من يعبث بأمن اليمن؟محمد بن عبد السلام: نحن أبرياء من موجة العنف وما يحدث في اليمن. كطرف نحن فيه صراع سياسي أما الجانب الأمني فإن المخابرات الأجنبية وبالخصوص الأمريكية هي التي تعبث بأمن اليمن باعتبارها المستفيد الأول من هذا الجانب. إضافة إلى أن الحكومة لها دور في ذلك بمساعدة دول إقليمية لتسهيل عمليات التنقل للمقاتلين إلى سوريا. وقد فتحت معسكرات تدريب وألغت نظام الفيزا إلى تركيا. الحوار الوطني في اليمن أنتج مبادئ توافقية لكنها ظلت حبيسة الأدراج ولم تجسد. من يعوق ذلك برأيكم؟محمد عبد السلام: فعلا. الحوار الوطني جاء بحلول توافقية لم تنفذ لأنه لا توجد إرادة سياسية لتنفيذها من طرف الحكومة المحسوبة من العهد البائد والتي ترفض التغيير والتنازل. فهي ترفض العدالة الانتقالية وترفض التخلي عن السلطة وترفض حتى قبول الشراكة. وليست قادرة على إدارة شؤون البلاد. وأين دور المؤسسة العسكرية والرئيس عبد ربه منصور هادئ من هذه الأمور والبلاد تتجه نحو الهاوية وأضحت مستباحة أمام القوى الأجنبية؟محمد عبد السلام :المشكلة في اليمن أن المؤسسة العسكرية منقسمة بسبب الانقسام السياسي. ولا يوجد بين أركانها ارتباط وهي أجنحة متصارعة فيما بينها بين مختلف الإيديلوجيات، سواء الإخوان المسلمون أم غيرهم من التركيبات الاجتماعية في اليمن والقيادات وفية للإيديلوجية أكثر من وفائها لليمن كدولة.أما الرئيس هادي فهو في موقف لا يحسد عليه نتيجة الضغوطات الممارسة ضده. وهو في موقف ضعف ناهيك عن الضغوطات الإقليمية. البعض يعتبر أن السعودية لها دور مهم فيما يحدث في اليمن لتفادي حزب الله جديد على حدودها الجنوبية؟محمد عبد السلام: أكيد. السعودية دورها حاضر بقوة في اليمن. وخاضت معنا حرب سنة 2010 انتهت إلى ما انتهت عليه، لكن الحدود والمشاكل المتعلقة بالإقليم هي من اختصاص الدولة اليمنية. ونحن لسنا يدا لأي أحد بل يمنيون وطنيون. لا ننفذ أجندات خارجية، رغم توافقنا في بعض الرؤى مع إيران. لو وصل أنصار الله إلى الحكم في اليمن بعد انتخابات ديمقراطية، هل تنفردون بالحكم وتشكلون دولة على غرار إيران جمهورية إسلامية؟محمد بن عبد السلام: نحن نؤمن بالاندماج السياسي. ولا ننفرد بالحكم في اليمن ونسعى إلى مشاركة الجميع ومختلف الطوائف. وليس لدينا أجندة طائفية أو مذهبية بل ننفرها ولا نؤمن بها. ما يهمنا هو استقرار اليمن والرقي بالمواطن اليمني وإنعاش الاقتصاد وخلق مناصب شغل للشباب وتنمية الفلاحة والنهوض باليمن إلى مصاف الدول السائرة في طريق النمو وانتشالها من بؤرة التخلف. ولدينا مشروع وطني قدمناه في جلسة الحوار الوطني. فالمواطن اليمني يتطلع إلى مستقبل أفضل. وأؤكد من منبركم المحترم أننا في حالة وصولنا إلى الحكم لا نقصي أحدا، مهما اختلفنا معه. فاليمن لجميع أبنائه المخلصين والشرفاء. كيف تفسرون الحفاظ على سلاحكم ثم الدعوة إلى الحوار وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.. ألا يعتبر ذلك تهديدا؟محمد بن عبد السلام: نحن موجودون في عدة محافظات. والمحافظات التي نحن بها لم تسجل فيها أي أحداث عنف. وسلاحنا لا يمتد ولا يوجه إلى اليمني مهما كان، هو فقط ضد من تدعمهم الجهات الخارجية، وضد الإرهاب بمختلف أشكاله، في ظل ضعف الدولة خلال هذه المرحلة وننفي بشكل قطعي ما تداولته بعض وسائل الإعلام العربية عن استعداد الجماعة لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. لم يطلب منا ذلك أصلا. وسلاحنا لا يشكل عائقا أمام الديمقراطية التي نؤمن بها كوسيلة للوصول إلى الحكم في كنف الحرية للجميع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/05/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com