الجزائر

سلام مُلطخ بالدم



في الظروف المتغيرة التي نعيشها والتي تَفرض على بعض البشر تغيير مبادئهم أحياناً؛ لتسير الحياة ولتكتمل مصالحهم، تقف دولة شامخة وثابتة على مبادئها تجاه قضاياها العربية، وفي الوقت الذي باعت فيه بعض الدول الخليجية والعربية مبادئها وبكل خضوع؛ تحقيقًا لمصالح شخصية ستنعكس سلبياً على العالم الإسلامي مستقبلاً، بل قد تتحلل الأمة الإسلامية جراء زحف الاحتلال الإسرائيلي الذي يطول الشرق الأوسط تحت شعار السلام!.عقود والاحتلال الإسرئيلى يتفنن في اغتصاب فلسطين، ويستبيح دم أطفالها وشبابها، ويرمل نساءها، سنوات وتعاني غزّة من الحصار الإسرائيلي وتتعالى صراخات النساء، ويموت الرجال قهراً في حين تنادي إسرائيل بالسلام وهي أول من يقتل بوادر السلام، وبعد كل تلك الوحشية والهمجية في التعامل مع الفلسطينيين ومحاربتهم في أرضهم وسرقة خيراتهم وبعد كل الأمل الذي يحمله الشعب الفلسطيني الأعزل في الأمة العربية للأسف فاحت رائحة الخيانة بل وأصبح اللعب على المكشوف وأمام شعوب العالم، وطبّعت دول خليجية علاقاتها من إسرائيل، ولعّل المستفز ذلك البث التلفزيوني المشترك بين قناتين خليجيتين وقناة إسرائيلية يتبادلون فيها التحايا بالعبرية، ويفرضون تَقّبل ذلك على شعوبهم بل ويشجعونهم عليه، ويغذون في أطفالهم التعايش الإسرائيلي عوضاً عن تعليمهم تاريخ بلادهم وعدوهم، وكيفية المحافظة على إسلامهم وعلى أراضيهم العربية التي إذا ما تساهلوا في التفريط فيها فإن الدور سيأتي عليهم وستسلب أراضيهم كما سُلبت إرادة حكوماتهم!.
وفي كل مناسبة دولية يتجلى موقف قطر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، وفي كل خطابات سيدي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، يؤكد على أهمية عدالة القضية الفلسطينية التي يقف للأسف المجتمع الدولي عاجزاً عن اتخاذ خطوات فعالة لوقف التعنت الإسرائيلي واستمراره في احتلال أراضي فلسطين، وهذا ما ورد في خطاب سمّوه، الأخير أثناء مشاركته في الدورة ال 75 للأمم المتحدة والاجتماع الرفيع المستوى للاحتفال بالذكرى السنوية ال 75 لتأسيسها، فقد تضمن خطابه هموم الأمة العربية، ولعّل أولها هو حصار قطر الذي مازال مستمراً لعامه الثالث ودعوته للحوار غير المشروط، في الوقت الذي تستمر عملية التنمية والتقدم في كل مجالات الدولة، ولم يزدد الشعب القطري إلاّ قوة بأس وتمّسكا بالمبادئ وإصرارا على التكاتف حول قائدنا وحكومتنا الرشيدة، واحتلت القضية الفلسطينية الأولوية في خطابه الذي دعا من خلاله للسلام المنشود والذي لن يتحقق إلاّ من خلال التزام إسرائيل التام بمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية التي قبلها العرب، وتقوم عليها مبادرة السلام العربية، فما تفعله إسرائيل من استيطان لا يعكس ذلك ولا يحقق السلام العادل، وجدد صاحب السمو، الدعوة لتكاتف المجتمع الدولي وتدخل مجلس الأمن للقيام بمسؤولياتهم القانونية وإلزام إسرائيل بفك حصار قطاع غزة وإعادة عملية السلام إلى مسارها من خلال مفاوضات صادقة وعملية.
وقد بين صاحب السمو، في خطابه مبادرات قطر في تقديم الدعم الإنساني والتنموي لمعالجة الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد في غزة، ولم تكتف المبادرات الإنسانية بفلسطين، بل تقف قطر مع كل الدول العربية المنكوبة وتقدم لها المساعدات في شتى المجالات مثل: لبنان والسودان واليمن، كما أنها تساند كل الشعوب البائسة، وتسعى لتحقيق العدالة والحياة الكريمة وتحفظ لهم إنسانيتهم.
تظهر ملامح السياسة القطرية الحكيمة في خطابات سمّوه الثابتة، وهذا ما يجعل الشعب يزداد ثقة في قائده وحكومته الذي لا يبيع قضاياه العربية ولا يتهاون في شبر من الأراضي المقدسة، ولا يرضى بإهانة الشعوب واستباحة دماء الأبرياء، فيورث الدفاع عن القضايا العربية للأجيال، ويعّرفهم بمواقف قطر الراسخة في الوقت الذي قبل البعض مصافحة الأيادي الملطخة بدماء الفلسطينيين!.
الشرق القطرية


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)