الجزائر

سلال يوجه تعليمات لإصلاح المدرسة بعيدا عن التاريخ والشعر و"أعوذ برب الفلق" إدراج الصينية في المناهج التعليمية والشرطة في المدارس لتفادي مهزلة "الغش في البكالوريا"



سلال يوجه تعليمات لإصلاح المدرسة بعيدا عن التاريخ والشعر و
"الحكومة" تطالب النقابات بالحوار دون المطالبة بالزيادة في الأجورأعلن الوزير عبد المالك سلال، أمس، عن استراتيجية جديدة للحكومة في قطاع التربية لا تعطي أولوية لمواد التاريخ واللغة العربية التي تشكل الهوية الوطنية، كونها في نظره لا تقدم للاقتصاد الوطني شيئا، ولا تساهم في التطور التكنولوجي، مشيرا في هذا الإطار إلى أن مواد الرياضيات واللغات الأجنبية هي مستقبل الجزائر، خاصة في اللغة الصينية التي أرادها مادة جديدة، وأبرز أن الحكومة لا تريد إبقاء المنظومة التربوية في نطاق الشعر الملحون وفي نطاق ”أعوذ برب الفلق”، وذلك قبل أن يوجه رسائل للنقابات لتجنب الصراعات، ودعاها إلى الحوار مع مطالبتها بعدم المطالبة بالزيادات في الأجور.
دعا الوزير الأول عبد المالك سلال في كلمة له خلال افتتاح أشغال الندوة الوطنية الخاصة بالتحضيرات الأخيرة للدخول المدرسي 2013-2014 نقابات قطاع التربية الوطنية إلى انتهاج ”الحوار الدائم” و”التعاون” من أجل ”إرساء ثقافة تربوية حقيقية”، قائلا إن ”الحوار الدائم لابد أن يمس الحقوق و الواجبات”، داعيا الشريك الاجتماعي وأولياء التلاميذ للتعاون من أجل ”إرساء ثقافة تربوية حقيقية”، موجها بذلك رسائل حول أهمية ضمان دخول مدرسي هادئ.
واعتبر في سياق كلامه أن المشاكل تحل بالتفاوض التي يجب أن تبتعد عن إطار المطالبة بالزيادات التي قال عنها سلال ”إن هناك حدودا فيها”، لكن أكد أن كل موظف في القطاع سيأخذ حقه ولا يظلم أحد.
وجدد عبد المالك سلال عزم الدولة على مواصلة ”الاستثمار” في قطاع التربية الوطنية من أجل تدعيمه أكثر في مجالي التأطير والهياكل البيداغوجية، مؤكدا أن القطاع يشهد تحسنا، لذا دعا إلى الابتعاد عن النظرة التشاؤمية، غير أنه يرى أن النهوض بهذا القطاع وبالبلاد يتطلب إصلاحات جديدة تركز أكثر على الاهتمام باللغات الأجنبية، الإنجليزية والفرنسية، وحتى الصينية التي يرى سلال أنها لغة المستقبل لما يقدمه الاقتصاد الصيني من استثمارات، موجها بالمناسبة تعليمات إلى وزير التربية بإدراجها كمادة في المقرر الدراسي، والتجربة الأولى تكون في المدن الكبرى على غرار العاصمة، وهران، عنابة، قسنطينة، بجاية وتيزي وزو.
وراية سلال الجديدة لإصلاح المنظومة التربوية تتجه إلى عدم الاهتمام بالمواد الأدبية التي اعتبرها مجرد ”شعر فقط”، بعد أن استدل بالجاحظ الذي اعتبر أن تدريسه كشاعر ”لن يقدم للجزائر شيئا”، على غرار مادة التاريخ والجغرافيا، قبل أن يركز على أهمية الاهتمام بالرياضيات، منتقدا بقاء نسبة المكونين في هذه المادة عند 8 بالمائة، قائلا في هذا الشأن ”إن مجتمعا لا يركب ولا يركز على الرياضيات لا مستقبل له”.
وانتقد سلال المنظومة التربية، معتبرا ضمنيا أنها محافظة، كونها تركز على الأدب العربي والتربية الإسلامية، مخاطبا الجميع بصيغة الإنكار ”أتريدون أن نقعد في حدود الشعر، فلنقعد إذن في أعوذ برب الفلق”.
ورفض سلال أن يعود النقاش في الإصلاحات التربوية حول موضوع اللغة الوطنية، واصفا من يريدون حصر قطاع التربية في هذا الحيز ب”المرتزقة” الذين يدور نقاشهم حول اللغة الوطنية، والتي قال سلال بشأنها ”إننا انتهينا منها”.
تصريحات سلال تثير غضب ”الإنباف”
وقال الوزير الأول أيضا إن ”الاستراتيجية الاقتصادية المنتهجة من قبل الدولة ترتكز على تعليم وتكوين العنصر البشري”، واصفا هذا الأخير ب”أعظم وأحسن استثمار”، معطيا الضوء الأخضر للتوأمة مع دول العالم إلا واحدة في إشارة إلى إسرائيل.
وفي شأن الغش الذي حدث في البكالوريا والذي وصفه سلال ب”المهزلة”، كشف عن تعليمات وجهها لمصالح الأمن لحماية المؤسسات التربوية وأخذ كل التدابير اللازمة لمنع تكرار ما حصل ولحماية الأساتذة والمؤطرين والتلاميذ، مؤكدا أن ”الترابندو” والغش ممنوع، مستطردا في هذا الإطار بالقول ”يمكن الغش في كل شيء إلا في الدراسة”.
وهزت تصريحات الوزير الأول نقابات التربية التي انتقدته بشدة، على غرار المكلف بالإعلام على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية ”إنباف”، عمراوي مسعود، الذي فتح النار على سلال بعد تقليله من شأن التاريخ، مبينا أن هذا الأخير سر تقدم العديد من الدول على غرار إسرائيل التي تدرس هذه المادة ل8 ساعات.
ورد عمراوي بنداء للوزير الأول في هذا الإطار بالقول ”كيف تريد أن تهتم بالعلوم في الوقت الذي تم غلق المتقنات وبيع أجهزتها في المزاد العلني”، كما انتقد التقليل من وزن الجاحظ قائلا ”لا إن الوزير يخلط الأمور، باعتبار أن الجاحظ ليس شاعرا، وله كتاب حول الحيوانات تدرس في دول أوروبية”، كما أعاب عليه الخلط بين الشعر والقرآن عندما قال الوزير الأول ”تريد أن تقعد في الشعر اقعد في قل أعوذ برب الفلق”.
وبشأن عدم المطالبة بالزيادة، بين عمراوي أن ”الإنباف” لن يطالب مستقبلا برفع الأجور، وإنما بمؤشر يحافظ على عدم الزيادة في الأسعار والتحكم في القدرة الشرائية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)