في شهر مارس من سنة 1962 حين انتصرت الثورة الجزائرية بإعلان وقف القتال احتفل الجزائريون بالنصر، وكنا صغارا حينذاك، ولم نكن ندرك معنى ذلك اليوم، إلا أن فرحة عارمة غمرتنا، خاصة وأننا نرى ولأول مرة بأم أعيننا جنود جيش التحرير،في قرية تحتضن أحد مراكزهم تدعى بني فرح (عين زعطوط) تابعة لمدينة بسكرة بالولاية التاريخية السادسة، أقيم حفل بالمناسبة، وما زاد من دهشتنا هو اصطفاف الجنود للصلاة بعد آذان المغرب بأحذيتهم وأسلحتهم، هذا المشهد حملنا بعفوية الطفولة وصفائها إلى مواقف وبطولات الصحابة رضوان الله عليهم مما قصه علينا الوالد ومشايخنا الكرام عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين، كنا نؤمن في ذلك الوقت أن ما يقوم به هؤلاء الجنود هو جهاد في سبيل الله لتحرير الوطن وإعلاء كلمة الله، فالإسلام هو المحرك والموحد وهو الذي يصنع النصر.
ولقد أدركت القوى الاستعمارية الغربية بمختلف جنسياتها استحالة السيطرة على الدول العربية مادام الإسلام يسكن قلوب شعوبها ويحرك ضمائرهم، ويوحد صفوفهم في وجه مخططاتها وينتصرون عليها مهما تفننت في خوض المعارك، الحربية والنفسية والاقتصادية وزرع الفرقة.
وبعد كل هذا لم ييأس عدو الأمس بل لجأ إلى حيلة التآكل والتناحر والتفكك الذاتي، من خلال اعتماد نقطة قوتنا وجعلها سببا في ضعفنا وهي سلاح الإسلام، فباسم الإسلام صرنا نكفر بعضنا البعض، وباسمه يعلن المسلم الجهاد ضد أخيه المسلم، وتحت صيحات الله أكبر نتقاتل، وصدرت الفتاوى لاستباحة وسفك دماء المسلمين.
وهكذا يستغل الإسلام السياسي لتفكيك الأمة وشرذمتها وتقطيع أوصالها خدمة لمخططات الصهيونية العالمية والغرب، ويبقى الأمل في الجيوش العربية الضامن الوحيد لاستقرار الأوطان والدفاع عن وحدة التراب.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : اليوم عبد الحميد حبيب
المصدر : www.el-massa.com