لا تزال العديد من المؤسسات الاقتصادية والصناعية العمومية خارج قطاع المحروقات بولاية سكيكدة تعيش جملة من المشاكل، جعلها بحاجة إلى التدخل العاجل للجهات المعنية من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ومنه الحفاظ على اليد العاملة حتى وإن كانت بعض تلك المؤسسات، وبفعل عوامل كثيرة، قد استسلمت للأمر المحتوم، فأضحت مجرد ذكرى في عقول العديد من العمال الذين أحيلوا على البطالة.
وكعينة على ذلك مصنع الفلين للقل، الواقع على طريق تلزة، الذي يعيش منذ مدة طويلة على وقع مشاكل جمة، في مقدمتها حجم المديونية التي وصلت، حسبما ورد في التقرير الأخير للمجلس الشعبي الولائي، إلى 40 مليار سنتيم، مما جعل المصنع عاجزا عن صرف أجور عماله الـ 144 لمدة 09 أشهر كاملة، وما زاد في تأزم وضعية هذا المصنع، الذي يعد من بين أقدم المؤسسات الاقتصادية العمومية بالولاية، المنافسة غير المشروعة لبعض الخواص، مما جعل إنتاجه يراوح مكانه أمام مخزون يقدر بـ10 آلاف قنطار من الفلين تبقى مكدسة داخل المصنع، وأكد العمال أنهم أصبحوا يخافون على قوت عيالهم بعد أن طرقوا كل الأبواب دون أن يستجاب لهم وذلك لإنقاذ مؤسستهم، لكن يبقى الأمل يحدوهم من أجل أن يتم تأهيل المصنع من جديد وهو المطلب الذي رفعه التقرير للجهات المسؤولة مركزيا.
أما مصنع الخشب الموجود بطريق بني زيد غرب الولاية المتربع على مساحة تقدر بأكثر من 11 هكتارا، وبعد أن كان من بين أهم مصانع الخشب على مستوى الشرق الجزائري، فإن وضيعته اليوم لا تبعث على الراحة، حيث بيعت كل تجهيزاته وآلاته وأرغم عماله على البطالة دون أن يستفيدوا على الأقل من قاعدة المصنع المهملة منذ سنين، مما دفع بأعضاء المجلس إلى المطالبة باستغلال المكان كمعهد تقني صناعي ومنه إعادة إدماج العمال.
وفيما يخص مصنع النسيج لعزابة (سيبا) الذي كان من بين أهم مصانع النسيج على المستوى الوطني، فقد تم غلقه بعد أن بيعت جميع معداته التي اقتنت الدولة بضعها بالعملة الصعبة، ليحال جميع العمال على البطالة. والغريب في أمر هذا المصنع المتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ205 هكتارات والذي كان يشغل 670 عاملا وعاملة، أن المستثمر الخاص الذي اشتراه تركه على حاله وانصرف دون أن يساهم حتى في إعادة الحياة إليه.
وهذا دون الحديث عن العديد من الوحدات الإستراتيجية المغلقة؛ كمصنع الطماطم المتواجد بمنطقة ابن عزوز، منها مصنع الطماطم ''الزعيم'' الذي كان ينتج أجود الطماطم الصناعية عالميا، وكذا مصنع تصنيع وتعليب السردين بالقل، الذي لقي نفس مصير المركبات والوحدات الصناعية الأخرى المتواجدة بالولاية، أو التي هي مهددة بالغلق؛ كالمؤسسة الصناعية الوطنية ''صوماصك'' الكائنة بمنطقة فلفلة المتخصصة في صناعة الرخام ذي الجودة العالية المعروف بالرخام النوميدي، والذي كان يسوق إلى دول أوروبا وأميركا وكذا دول الشرق الأوسط.
للإشارة، فإن المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة كان قد طالب خلال دورته الأخيرة بضرورة إعادة تأهيل كل المؤسسات الاقتصادية الصناعية، خاصة تلك التابعة للقطاع العمومي، حتى تساهم في تفعيل آليات التنمية المحلية تفعيلا إيجابيا.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : بوجمعة ذيب
المصدر : www.el-massa.com