سكيكدة الأمطار الطوفانية تكشف مستور الحلول الترقيعية

لم يجد السكيكديون ما يواجهون به الآثار السلبية التي تسببت فيها الأمطار الرعدية الموسمية مؤخراً سوى التساؤل عن الغياب شبه الكلي للمسؤولين المحليين في المجلسين البلدي والولائي بما في ذلك نواب البرلمان، والتحرك على طريقتهم الخاصة وذلك من خلال شروعهم في تحضير عريضة مليونية إسمية موقعة من قبل السكان بغية إرسالها إلى المصالح العليا للمطالبة بفتح تحقيق مستعجل لكل المشاريع الإنمائية التي استهلكت أموالًا ضخمة واستفادت منها الولاية خلال العشرية ولم تصمد أمام قطرات المياه.
وقد ظلت الأحياء المتضررة خاصة تلك الواقعة في الجهة السفلى من المدينة، تحت رحمة المياه الجارفة التي ذكرت السكيكديين بالفيضان الذي عاشته هذه الأخيرة شتاء 2011 والتي من خلالها وعدت السلطات المحلية أنذاك باتخاذ تدابير عملية لتفادي ما وقع مستقبلاً، لكن أمطار الجمعة الأخيرة عرت المستور بعد أن أضحت الأحياء برمتها تحت رحمة المياه التي تسللت إلى المحلات التجارية والأوحال والأتربة كما هو الحال بحي مرج الذيب وعيسى بوكرة ونهج هواري بومدين وحي الإخوة ساكر و20 أوت، وما زاد في تذمر السكيكديين انسداد جل بالوعات المدينة ما عدا تلك التي شرعت مصالح البلدية في تنقيتها والمتواجدة بالخصوص ببعض الشوارع والأنهج التي يمر بها المسؤولون. وعند هذه النقطة يتساءل المواطنون بمرج الذيب حول ما إذا كانت هناك متابعة فعلية من قبل المصالح التقنية لبلدية سكيكدة لمرافقة عملية الحفر التي قامت بها مقاولة خاصة لفائدة سونلغاز والتي تسببت في سد كل البالوعات مما أدى إلى حدوث فيضانات جارفة، و حتى الأرصفة المنجزة حديثاً و التي خضعت لعملية التحسين الحضري وأمام «الطرق الترقيعية» المنتهجة قد جرفتها السيول المحملة بالأتربة، كما وقفنا على ذلك ببلدية عين شرشار.
كما لاحظنا بمخرج المدينة بالقرب من المحول المحاذي لمحطة توليد الكهرباء لسونلغاز أن المشاريع التي أجريت عدة مرات بالمنطقة بما في ذلك أشغال التحسين في وجه المياه التي توغلت إلى داخل المحطة مع قطع شبه كلي للطريق بسبب ارتفاع منسوب المياه وقس على ذلك الاشغال التي خضعت لها المنطقة إلى غاية حمروش حمودي.