سكوت ... كل شيء ملغى

عدلان حميدشي
باغتت سلطات ولاية البليدة ومسؤولي بلدية القليعة ،الرابطة المحترفة برفضهم إستضافة المباراة المحلية التي كانت مبرمجة يوم السبت بين إتحاد البليدة ومولودية العاصمة، و تفاجأ مسيرو الفاف بقرار السلطات المحلية الذي جاء متأخرا كونه لم يمنح الفرصة للبليديين من إعادة برمجة المقابلة في ملعب آخر، حتى وإن كانت الرابطة الوطنية دعت النادي البليدي لإيجاد ملعب يتم فيه إعادة برمجة الداربي يوم الفاتح مارس القادم.
دون شك سلطات القليعة ومعها البليدة، خشيت من حدوث أشياء يوم المباراة ، وتجنبت تحمل مسؤولياتها التنظيمية والأمنية وفضلت الحلول السهلة، أي إلغاء المباراة الكروية في مقاطعتها وتحويلها الى مكان آخر .
مثل هذه التصرفات، التي سبق وأن وقعت مع الأندية والمنتخب الوطني، توحي بأن الموسم الكروي عندنا لن ينتهي في موعده وقد تستمر البطولة والكأس الى ما بعد جوان ، كما أن سياسة " تخطي راسي" التي تعتدمها بعض السطات المحلية جعل من كرة القدم قنبلة موقوتة ومتنقلة حيث أصبح الكل يشخى حدوث إنفجار من الملاعب ليس بسبب معطيات إستخباراتية وأمنية بقدر ما هو بسيكوز سكن قلوب الكثير من المسؤولين في الأشهر الأخيرة بفعل ما وقع في تونس ومصر وما يقع حاليا في ليبيا والبحرين واليمن.
وعوض أن يتكيف مسيرونا مع الوضع ويستخدمون الكرة لإمتصاص كل محاولة توظيف شباب الملاعب لأغراض أخرى، فضل ساسة البلديات والولايات غلق "نوافد وأبواب" المدينة للتحكم أكثر في الوضع الأمني لكنهم نسوا بأن الضغط يولد الإنفجار.
فبعدما ألغيت مباراة الخضر وتونس دون مبرر حقيقي، تؤجل مباراة البليدة ومولودية العاصمة والقائمة قد تطول والوضع قد يستمر لأن أي إشاعة تروج هنا وهناك تجعل المسؤولين يسارعون في إلغاء أي نوع من التجمهر، وبهذه الطريقة ستنقطع أنفاس الشبان المتعطشين لرؤية فرقهم ويمكثون في الشوارع وبالقرب من العمارات، ينتظرون متى ينفجر الوضع للتعبير عن مكنوناتهم.
وفي ظل غياب استراتيجية حقيقية تجاه الشباب لجأ ساستنا ، وهم يتابعون ما يحدث عبر قناة الجزيرة ، الى الحلول الظرفية التي قد تنقلب ضدهم ، فعوض ان تفتح كل أماكن الترفيه و تمنح للشبان الأطر لمعانقة ما يحبونه وما يريدون معايشته ، وجد ملايين الشباب الجزائري أنفسهم في سجن كبير، لا يذهوبن الى الملاعب لمناصرة فرقهم و لا يتابعون منتخبهم وليس أمامهم سوى الفضائيات لرؤية الآخرين.