الجزائر

سكان يعيشون حياة بدائية في أغنى بلدية بالوطن



سكان يعيشون حياة بدائية في أغنى بلدية بالوطن
يعيش سكان قرية تاهيهاوت البالغ عددهم أكثر من 300 مواطن، التابعة لبلدية برج عمر إدريس بولاية إليزي، حياة بدائية، بالرغم من كونها تابعة لأغنى بلديات الوطن بميزانيات تقدر بعشرات المليارات.واقع لم يشفع لها أن تتخطى عتبة التخلف والحرمان، والذي مازالت تتخبط فيه، فيما أرجع أحد المسؤولين الفاعلين بأن سبب حرمان القرية، هو موقعها الجغرافي المعزول، فمنذ متى كان الموقع الجغرافي سببا لحرمان مواطنين من نصيبهم في العيش الكريم!؟ يتساءل مواطنو القرية.حسين أحد المواطنين المنحدرين من قرية تاهيهاوت، انتقل للعيش بمدينة إليزي بسبب الظروف القاسية التي يعيشها هناك، يصف حياة القرية بالصعبة جدا على المواطن البسيط، مطالبا السلطات المحلية بالاهتمام أكثر بها.فهي مازالت تعيش عزلة كبيرة عن العالم الخارجي، بسبب انعدام طريق، مع أنها تبعد بأكثر من 240 كيلومتر عن مقر بلدية برج عمر إدريس، يوجد منها 20 كلم طريق نصف معبدة فقط، في انتظار مشروع انجاز الطريق بين مقر البلدية ومنطقة أمڤيد، أين تصل المسافة غير المعبدة إلى 180 كيلومتر، وعليه يطالب سكان القرية بالعمل على تعبيد الطريق المتبقي، أو طريق نصف معبدة من أجل إنهاء معاناة النقل، ويتم اللجوء إلى السيارات رباعية الدفع من أجل التنقل، أو الشاحنات من أجل نقل المؤونة والعتاد، فيما أكد لهم مدير الأشغال العمومية بالنيابة، بأنه سيتم تسوية الطريق من قبل مؤسسات الإنجاز. حياة بدائية من دون ماء.. وبطاريات الطاقة الشمسية منتهية الصلاحيةوفيما يخص تزود القرية بالماء الصالح للشرب، فقد أكد مواطنون للشروق بأنهم لازالوا يتزودون بالماء عن طريق بئر بدائية، تصب في حوض غير نقي، مما يعرض السكان إلى خطر الإصابة بالأمراض والأوبئة، بحيث أكدوا بأنهم طالبوا في العديد من المرات بإنجاز بئر عميقة وخزان مائي، لكن هذا لم يتحقق لحد الآن، ورد عليهم مدير الموارد المائية بأنه لا توجد آبار في الوقت الحالي، ليبقى سكان القرية في انتظار تسجيل عملية حفر بئر لإنهاء مشكلة التزود بالمياه والتي امتدت إلى نشاط الفلاحة، حيث يعاني هذا القطاع من الشلل بسبب غياب الماء، بالرغم من وفرة المياه الجوفية، خاصة بمنطقة "أهلولي"، المعروفة بخصوبتها، إلا انه لم يتم استغلالها، بإنشاء أي محيط فلاحي لفائدة السكان، كما طالب السكان بتزويدهم بالأعلاف، كون غالبية السكان يمتهنون نشاط الرعي.وفي مجال التزود بالطاقة الكهربائية، يتخبط سكان قرية تاهيهاوت في مشكلة تجهيزات الطاقة الشمسية، والتي انتهت مدة صلاحية بطارياتها منذ سنة 1999، حسب ما أكده مواطنون للشروق، مما أدخلهم في معاناة حقيقية، وذلك بالرغم من وجود مولد كهربائي في حالة جيدة، إلا أنه لم يستغل بسبب عدم توفير المازوت للمحرك من طرف مصالح البلدية، بحيث يستهلك أكثر من 400 لتر في اليوم. قاعة علاج خالية منذ 10 سنوات.. ولا أثر لسيارة الإسعافوتستمر المعاناة لتشمل قطاع الصحة، فبالرغم من انجاز الدولة لقاعة علاج، بالإضافة إلى سكن إلزامي منذ أكثر من 10 سنوات، إلا أنه لم يتم تجهيزها لحد كتابة هذه الأسطر، رغم محاولات السكان، ونداءاتهم للسلطات المحلية، إلا أنها هذا لم يجد نفعا، وما زاد من المعاناة، غياب سيارة الإسعاف منذ ما يفوق الثلاث سنوات، بحيث خصصت الولاية غلافا ماليا لاقتنائها، إلا أن العملية لم تتم لأسباب مجهولة، ليبقى المواطنون بتهاهيهاوت ينقلون مرضاهم على متن سياراتهم الخاصة، وحتى عند طلبها من برج عمر إدريس، فإنها تأتي بعد يوم كامل، وعليه فقد طالب السكان بالإسراع في جلب سيارة إسعاف للقرية.وأضاف مواطنون للشروق بأنهم لم يستفيدوا من أي إعانة للسكن الريفي، بالرغم من وضع ملفاتهم منذ عدة سنوات، إلا أنها بقيت تراوح أدراج المكاتب بسبب انعدام مخطط لمجمع سكني ريفي، لتكتفي السلطات كل سنة بتوزيع الخيم فقط.أما التعليم فقد تم انطلاق أشغال انجاز مدرسة من ستة أقسام، ليبقى التلاميذ يدرسون بالتناوب، وفي الأخير طالب السكان، بإنجاز مصلى أو مدرسة قرآنية، حيث يتم تحفيظ القرآن للأطفال داخل زريبة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)