تستمر معاناة العديد من الأحياء بالعاصمة من أزمة انقطاع التزويد بالماء الشروب عن منازلهم ، حيث تحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي بات ينغص يومياتهم بشكل مستمر إزاء عيشهم في وسط بيئي خال من أبسط ضروريات الحياة ألا و هو الماء الشروب خصوصا وأنهم في موسم الحر مع ارتفاع درجات الحرارة في الأيام الأخيرة.
ومن أجل الوقوف على الوضعية قامت «السلام» بزيارة حي «سونلغاز» التابع إقليميا لبلدية جسر قسنطينة، ومعرفة الوضع المزري الذي يعاني منه سكان الحي الذي دام مدة سنتين طوال، حيث كشف المواطنون أنه لم يتم حتى ربط حيهم بشبكة المياه وأنهم يلجؤون إلى الأحياء المجاورة من أجل الحصول على قطرة ماء تخدم مصالحهم.
وتقوم بعض العائلات بشراء صهاريج المياه و هذا هو الأمر الذي لا يخدم ذوي الدخل المحدود، خصوصا و أن هناك من يستغل الوضع لرفع أسعار الصهاريج حيث وصل سعر الصهريج الواحد إلى ألف دينار، وهو الأمر الذي يحول دون قدرة العديد من الأسر على شراء المياه. ناهيك عن مشقات جلب المياه من مسافات بعيدة والتي تسببت في مرض العديد من الأفراد كآلام المفاصل وآلام الظهر جراء ثقل الدلاء التي يحملونها
كما أكد المواطنون أنهم رفعوا انشغالهم إلى السلطات المعنية عديد المرات، ورغم الوعود المقدمة لهم منذ سنتين إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد، وهذا ما زاد من تذمر السكان وقلقهم من هذا السيناريو الذي يعيشونه، إذ هدد السكان بتحريك احتجاجات في حين لم تتجاوب مؤسسة المياه والتطهير، وإيجاد حلول للمعاناة التي يعانون منها والتي ذاقوا بها ذرعا
المشهد لا يختلف بالنسبة لحي مريم التابع إقليميا لبلدية براقي، والموجود بالضبط قرب فرقة الدرك الوطني بالناصرية، حيث عرف سكانه معاناة حقيقية بحكم غياب الماء عن حيهم مدة عام، وهذا ما دفع بممثلي هذا الحي إلى رفع انشغالهم إلى السلطات المحلية عبر مراسلات خطية في عديد المرات، ومنهم من يتردد الى البلدية بصورة تكاد شبه يومية للاطلاع على آخر ما وصل اليه الأمر طالبين في كل مرة تزويدهم بالمياه الشروب كأبسط حق من حقوقهم، لكن وكما قال أحد ممثلي الحي المذكور- لا حياة لمن تنادي- . كما أكد سكان الحي أن الشبكة الخاصة بتوزيع المياه التي أنجزتها المؤسسات المسؤولة تتجه مباشرة إلى أحواش فلاحية ،في حين تمر الشبكة المنجزة قرب حيهم عن بعد لا يتجاوز الستة أمتار، والمنبع الرئيسي الموصول بالشبكة يبعد عن الحي بمسافة تقدر حوالي 300 متر، أما الأحواش الفلاحية المزودة بالماء الشروب فتبعد عن حي مريم بمسافة 4 كيلومترات رغم امتلاكها آبار المياه الجوفية ويبعدون كيلومترات عن حيهم. أما بالنسبة للسلطات المحلية فقد اعتبرت الحي مجرد حي فوضوي إلا أن المواطنين لا يجدون الأمر كذلك بدليل أنهم يسددون فواتير الكهرباء ويدفعون ضريبة البناءات المشيدة في مفتشية الضرائب العقارية لبلدية براقي كل سنة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/08/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سيني ش كريمة ع
المصدر : www.essalamonline.com