الجزائر

سكان قرية تغيلت مخلوف ببجاية يهددون بالهجرة الجماعية



سكان قرية تغيلت مخلوف ببجاية يهددون بالهجرة الجماعية
لم يعد في قرية تيغيلت مخلوف بأعالي إغرام بولاية بجاية من سبب يجعل السكان يتذرعون للبقاء في البقعة التي ترعرع فيها أجدادهم وتحمّلوا ويلات الطبيعة ومشقاتها، مصادر العيش اختلفت وطبيعة الناس كذلك، ويبقى هدف كل واحد هو تجاوز وضعية اليوم المسدود في انتظار الغد الموعود.يقول ممثلون عن السكان إن العصبية القروية لم تعد لها قيمة في أوساط السكان الذين همهم الأول والأخير هو الهجرة نحو فضاءات أكثر رحمة ورفاهية، وهو ما يفسر حسبهم النزيف الذي تشهده قريتهم خلال السنوات الأخيرة لما قرر الكثير من السكان شد الرحيل بعائلاتهم نحو بلديات أقبو وتازمالت، يقول معلم مدرسة ابتدائية إنه طلب من تلاميذه رسم صورة تعكس أكبر حلم لهم فكانت النتيجة بنسبة 90 بالمائة عبارة عن طائرة وبحر وعمارات كثيرة، ويؤكد ممثل من الحركة الجمعوية الرياضية أن الفئة الشبانية مهملة جدا، حيث تفتقر القرية إلى خدمات ومقاهي الأنترنت، مما يجعلهم منقطعين تماما عن العالم الخارجي ولا تتوفر القرية على أي مرفق رياضي وحتى الملعب الجواري الموعود منذ سنوات طال انتظاره، أما القاعات الأخرى ودور الشباب فحدث ولا حرج.وما يقلق أكثر سكان القرية هو تراجع التواجد التربوي بالقرية من خلال غلق عدد من المدارس الابتدائية بسبب عدم وجود التلاميذ، واضطرار العشرات من التلاميذ الذكور لقطع مسافات وسط المسالك الغابية للالتحاق بالمدارس والاكماليات القريبة إلى قريتهم، حيث يقطعون نفس المسافة وفي نفس الطرقات يوميا دون أن يعيروا اهتماما حول طبيعة الفصل إن كان ربيعا أو شتاء أو خريفا، ويرجع ذلك عدد من أولياء التلاميذ إلى قرار البعض بتفضيل الإناث عن الذكور بتخصيص حافلات النقل المدرسي للبنات دون البنين.مشاكل القرية لا تتوقف عند هذا، بل تمتد إلى نقائص أخرى منها الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي لأتفه الأسباب والماء الصالح للشرب يوفر للسكان ساعتين في الأسبوع في أحسن الأحوال، وتتحمل بذلك النسوة مشقة نقل الماء من الينابيع إلى المنازل على ظهورهن.يشتكي السكان من مشاكل أخرى مثل تعكر صفو حياتهم مثل الضعف الشديد في الإنارة العمومية والطرقات التي هي أشبه بمسالك ريفية لم يسبق لها أن تذوقت طعن الزفت.وحسب أحد المواطنين فإن سكان القرية يعيشون أوضاع القرن الثامن عشر بأيام السود، وكأنهم مثل أصحاب الأخدود، رغم أن القرية قدمت أزيد من 100 شهيد ثمنا للحرية والاستقلال.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)