الجزائر

سكان ضفاف الوديان والقصدير يقضون ليلة بيضاء أمطار رعدية تحدث هلعا بـ22 ولاية



عاش سكان 22 ولاية، ما بين ليلتي الخميس إلى الجمعة، حالة من الهلع والخوف، نتيجة الأمطار الطوفانية التي تهاطلت دون انقطاع، متسببة في إحداث فيضانات عارمة أدت إلى غلق الطرق الرئيسية والثانوية، ورعب وسط قاطني السكنات الهشة وعلى ضفاف الوديان.  تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة وضواحيها، منذ ليلة أول أمس، في انهيار وتشقق العشرات من البيوت القصديرية وفيضان عدة أودية، كما شهدت حركة المرور اختناقا كبيرا جراء تراكم مياه الأمطار، التي أدت إلى وقوع حوادث مرور خطيرة. وقضى قاطنو البيوت القصديرية بالعاصمة وضواحيها على غرار حي بوفريزي وجنان حسان في باب الوادي وحي كونتابات بباسكال في بوزريعة وحي الجاييس ببولوغين ليلة بيضاء، بعد أن دفعتهم الأمطار الغزيرة التي تساقطت ليلة أمس إلى مغادرة سكناتهم والخروج للشارع وقضاء الليل تحت الأمطار، خوفا من أن تجرفهم السيول ويموتوا داخل سكناتهم القصديرية، حيث تسببت الأمطار في انزلاق التربة بحي بوفريزي وسقوط 5 بيوت قصديرية، بالإضافة إلى تشقق 3 بيوت أخرى بحي الجاييس. وحسب تصريحات قاطني هذه الأحياء لـ''الخبر''، فإنهم فضلوا قضاء الليل بالشارع خوفا من انهيار بناياتهم المصنفة في الخانة الحمراء، منذ أكثر من 10 سنوات والموت بداخلها ردما. من جهتهم، عاش سكان ضفاف الوديان ببلدية الحراش في العاصمة وبلدية حمادي التابعة لولاية بومرداس، كابوسا جراء الفيضانات التي عرفتها الأودية المجاورة والتي اكتسحت السكنات، حيث خرج سكان الحي القصديري ''فلوجة'' بالحراش، ليلة أول أمس، للشارع بعد ارتفاع نسبة المياه، واحتج المواطنون على عدم استفادة الوادي الذي يقطنون على ضفافه من الحواجز، على غرار العديد من الأودية بالعاصمة، التي قامت السلطات المحلية منذ 3 أشهر بتهيئتها وإحاطتها بحواجز وترسانات إسمنتية، تحسبا لارتفاع منسوب المياه. كما تدخلت فرق الحماية المدنية بحي النسيم بأولاد براهيم ببلدية حمادي جنوب شرق ولاية بومرداس، بعد ارتفاع منسوب الوادي الذي غمر العديد من المنازل. كما خلفت تقلبات الطقس هلعا وسط قاطني البنايات الهشة بباب الوادي والقصبة، حيث تسببت أمطار نهاية الأسبوع، التي وصل منسوبها، حسب تصريح الأرصاد الجوية، إلى 44 ملم، تسببت في اختناق العديد من الطرقات الوطنية وتعطيل حركة المرور وكذا بعض الحوادث، ومنها حادث مرور وقع بتافورة في العاصمة، تسبب في جرح شخصين إثر اصطدام شاحنة صغيرة الحجم بسيارة.
المنطقة الصناعية بالبليدة تغرق
وفي البليدة تسببت الأمطار المتساقطة خلال الـ 12 ساعة الماضية، في تحول الطرقات بمنطقة النشاط الاقتصادي إلى سيول، نتيجة الحفر المنتشرة على طولها، وتسربها إلى مساكن بحي السواكرية في مفتاح والعفرون وأحياء شعبية عتيقة وسط البليدة والصومعة.
وزادت أشغال الصيانة وتهيئة بعض الطرقات في غرق الطرق المحورية والرئيسية بوسط البليدة وضواحيها، ووقع العشرات من سائقي المركبات عبر طرقات منطقة النشاط الاقتصادي بن بولعيد في فخ الحفر التي تكاد تنتشر في كل زاوية منها، وتعرض صاحب سيارة سياحية إلى حادث عند سقوط سيارته في حفرة نزلت به إلى حدود الـ 50 سنتيمترا.
وبحي الرامول، زاد الوضع سوءا مع عجز البالوعات وانخفاض بعض البنايات عن مستوى الطريق، عن صرف المياه المتساقطة والمتسربة إلى المحلات والأقبية، وهو الحال عند ''بازارات'' وسط المدينة، حيث تساقطت أجزاء من أسقف البعض منها.
وبالسواكرية في مفتاح، تسربت مياه الأمطار إلى بعض المساكن، وفرضت على ساكنيها حالة طوارئ. وفي العفرون عاشت 34 عائلة بحي كحلوش محمد المتخلف، حالة رعب وخوف بفعل التساقط المستمر، فضلا عن خوفهم من تسرب مياه وادي بورومي لارتفاع منسوبها.
انقطاع الطرق والكهرباء بخنشلة
وفي خنشلة عاش سكان الولاية أمطارا طوفانية تسببت في فيضانات عارمة، أدت إلى غلق الطرق وانقطاع التيار الكهربائي لمدة فاقت 8 ساعات وتخريب بعض الآبار وخسائر في الخضروات الموسمية التي جرفتها الفيضانات.
بداية الأمطار الغزيرة كانت مساء الخميس إلى صباح الجمعة، حيث تسببت في فيضان الوديان التي تسببت في تخريب بعض الطرقات البلدية التي لم تعبّد، وعزلت السكان الذين لم يقووا على التنقل، كما انقطع التيار الكهربائي في كثير من البلديات كبلديتي أنسيغة وطامزة واستمر الانقطاع لثماني ساعات. كما عاش القاطنون بسكنات هشة في جل البلديات رعبا حقيقيا، بسبب تسرب مياه الأمطار من سقوف هذه السكنات التي صارت غير صالحة للسكن، حيث قضت العديد من العائلات ليلتها في العراء، ووضعت مصالح الحماية المدنية والصحية في حالة تأهب للتدخل.  كما تضررت، حسب بعض المصادر، آبار ارتوازية لتوحلها، وردمت مضخات، كما جرفت السيول الكثير من الخضروات الموسمية.  وبعاصمة الولاية وأمام عدم فعالية البالوعات لانسدادها، غرق الكثير من الشوارع في الوحل، وعجز سكان الأحياء غير المعبدة عن الخروج أمام حجم البرك المجتمعة والأوحال. كما أتلفت السيول الكثير من الأتربة التي تم بها تغطية الحفر، وتضررت أشغال الطرق التي تجري بها الأشغال بجرف المواد الأولية التي وضعت عليها، الأمر الذي جعل الحركة بعاصمة الولاية منعدمة تماما.
وكانت نشرية خاصة أصدرها الديوان الوطني للأرصاد الجوية، قد أشارت إلى تساقط أمطار رعدية تكون غزيرة محليا، ابتداء من ظهيرة الخميس وتتواصل إلى عشية أمس الجمعة.
وأكدت ذات النشرية أن الولايات المعنية هي الجلفة والمسيلة وباتنة والبويرة وبرج بوعريريج وسطيف وسكيكدة وجيجل وبجاية وتيزي وزو وبومرداس وتيبازة والجزائر والمدية وعين الدفلى وعين تموشنت ووهران ومستغانم والشلف وغليزان وتيارت وتيسمسيلت.
وتبلغ كميات هذه الأمطار الرعدية أو تفوق محليا 40 ملم عموما، خلال مدة صلاحية النشرية، وستبلغ أو تتجاوز 60 ملم  في المناطق الساح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)