سكان حي الوئام يحتجزون وكيل الجمهورية

تحقق النيابة العامة لدى مجلس قضاء غليزان في قضية وكيل الجمهورية المساعد لدى محكمة وادي ارهيو، الذي احتجزه سكان حي الوئام، ليلة الجمعة، لمدة ست ساعات في إحدى الشقق، ولم يسلم إلا بعد تدخل الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية.وذكرت مصادر مؤكدة من غليزان أن العديد من الأشخاص، منهم ''إرهابي تائب'' ومقاول معروف في وادي ارهيو، اتصلوا بسكان حي الوئام الواقع في المخرج الغربي للمدينة، ليقنعوهم بالتراجع عن الشكاوي التي أودعوها أمام أمن وادي ارهيو.
كما علمت ''الخبر'' أن وكيل الجمهورية المساعد، المعني بالقضية، لم يحضر نهار أمس الأحد إلى عمله، وهو الذي يشغل في الآونة الأخيرة منصب وكيل الجمهورية للمحكمة بالنيابة في غياب الوكيل الموجود في تربص في الخارج. وفي الوقت الذي انتشر خبر هذه القضية في الأوساط القضائية على مستوى واسع، لم تصدر النيابة العامة لدى مجلس قضاء غليزان أي بيان بخصوصها.
وكان سكان حي الوئام بوادي ارهيو قد لاحظوا تردد الوكيل على حيهم في الليل، ما أثار غضبهم. وأعلموا العائلة التي تستضيفه بأنهم مستاءون، ليقوموا ليلة الجمعة الماضي بحراسة الحي. وبمجرد أن تأكدوا أن الوكيل دخل إلى المسكن، قاموا بإغلاق كل منافذ الحي ومنعوه من المغادرة. واستمر الوضع ست ساعات كاملة، لتتدخل الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية وأخرجته تحت حراسة مشددة، ثم قامت بسماع ممثلي سكان الحي الذين أصروا على متابعة الوكيل ومستضيفيه.
وكان مجلس قضاء وهران قد شهد حادثة مشابهة، بداية السنة الجارية، عندما نصبت مصالح الأمن كمينا لقاض يشتغل في محكمة وادي تليلات، رفعت ضده مواطنة مغتربة شكوى تتهمه فيها ب''الابتزاز''. هذه المواطنة كانت قد تقدمت بدعوى أمام محكمة وادي تليلات، شرقي وهران، وتركت رقم هاتفها النقال لدى كتابة الضبط. لتتفاجأ بمكالمات القاضي المكلف بملفها. وهي المكالمات التي تكررت عشرات المرات، إلى أن ضاقت بها وقررت متابعته قضائيا، حيث اتفقت معه على موعد وحدد هو أن يكون اللقاء في مدينة وهران، وقامت بإبلاغ مصالح الأمن عن الموضوع، ليتم ضبطه معها في سيارته. وقد قامت المواطنة بتسخير شبان من أقاربها قاموا بتصوير الحادثة عن طريق كاميرا فيديو. وتكفل رئيس مجلس قضاء وهران ''شخصيا'' بملف هذا القاضي الذي تم توقيفه عن مهامه.