الجزائر

سكان بعض الأحياء بالعاصمة يحوّلونها لملكية خاصة



لم يعد المرء منا حرا في استعماله بعض منافد الأحياء ومداخلها بعد أن تحوّلت إلى ملكية خاصة من طرف البعض، على الرغم من انتمائها في الأصل إلى الملكية العامة خاصة وأن الدولة هي من تكفلت بتشييدها، بل وحتى وإن كانت تلك البنايات عبارة عن (فيلات) خاصة لا يحق أبدا للمرء أن يقيد حرية العابرين بمحاذاتها فالطريق تبقى للاستعمال العام·إلا أن بعض السكان أرادوا التصرف في الأحياء التي يقطنون بها بغير وجه حق وتقييد حرية الآخرين بعد أن شيدوا بعض الحواجز عن طريق الاشتراك فيما بينهم، يحدث ذلك دون أدنى رقابة من طرف الهيئات الإقليمية التي تشرف على تلك الأحياء، مما أدى إلى نشوب حروب بين هؤلاء السكان ومستعملي تلك المساحات لاسيما بالنسبة لمواقف السيارات التي يريد البعض استغلالها لوحدهم دون أن يطأها الأغراب عن الحي أو المقاطعة بدليل تحول أغلب المساحات المنتشرة في العاصمة إلى مواقف خاصة احتلها بعض الشبان وجعلوها كمصدر لاسترزاقهم، ولا يكاد السائق أن يتوقف إلا ويجد أحدهم واقفا على رأسه ويطالبه بثمن حراسة المركبة·
وإضافة إلى تلك الظاهرة المشينة ظهرت ظواهر أخرى على غرار احتلال الأحياء من طرف السكان الأصليين وأضحوا هم الآمرون الناهون على مستواها، ورفضوا دخولها أو استعمالها من طرف الأغراب حتى بات عبور الناس منها يحدث عنوة عنهم بدليل لجوء البعض إلى غلق بعض مداخل الحي بحواجز حديدية بعد اشتراك السكان في ذلك· وقد تحولت بذلك المساحات المحاذية للأحياء إلى أملاك خاصة أو بالأحرى أملاك مشتركة بين هؤلاء السكان القاطنين بالحي دون غيرهم بعد أن تضامنوا كلهم للتصدي للأغراب وكأنهم أتوا إليهم من كوكب آخر، ولا تجمعهم معهم نفس اللغة ونفس الدين ونفس الوطن، تلك الظواهر التي باتت دخيلة على مجتمعنا الذي كانت تغمره ظواهر المحبة والاتحاد والتآلف على عكس ما نراه اليوم بدليل أن كل من بات يقطن حيا يرى نفسه أنه هو السيد ولا يحق لأي كان التمتع بحقوقه هناك كحق العبور أو حق استعمال موقف السيارات، دون أن ننسى أصحاب (الفيلات) الخاصة الذين تناسوا أنهم مثلهم مثل الآخرين بل طغوا بجبروتهم على الأناس الآخرين، وباتوا يرفضون العبور بمحاذاة منازلهم ناهيك عن مشكل ركن السيارات الذي أدى إلى حدوث مواقف يندى لها الجبين بذريعة أن المتوقف أعجز صاحب المنزل عن الخروج وعطّله عن مشاغله·
هي الظواهر التي تعيش سيناريوهاتها المتكررة بعض أحياء العاصمة ولحسن الحظ ليس كلها كون أن أغلب الأحياء الأخرى يغلب عليها روح التكافل والمحبة وشعور الانتماء إلى الوطن الواحد على خلاف أحياء أخرى التي باتت مثالا للأنانية وحب الذات والتسلط على الآخرين على غرار ناحية القبة التي تشتمل على أحياء ملأها متسلطون الذين راحوا يمنعون عن المواطنين حق استعمال الطريق على الرغم من عدم شرعية السلوك، فالطريق هي ملك للجميع ويحق لأي مواطن استعمالها وهو ماشيا على قدميه أو ممتطيا سيارته· وغزت الظاهرة أحياء أخرى على غرار ناحية حيدرة ومحمد الخامس أين فرض البعض هناك جبروتهم على البعض الآخر حتى بات مستعملو تلك المقاطعات يستعملونها بكل تحفظ تفاديا للمشاكل التي قد تنجر مع القاطنين بها ويخضعون لأوامرهم بإبعاد سياراتهم عن المواقف الخاصة بهم وكاد هؤلاء أن يكوّنوا (دويلات) لوحدهم بأفعالهم تلك التي يطبعها التمييز وحب الذات والأنانية المفرطة·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)