الجزائر

سكان «القراين» يقطعون الطريق ويطالبون بحقهم في التنمية بباتنة


سكان «القراين» يقطعون الطريق ويطالبون بحقهم في التنمية بباتنة
أقدم طيلة ساعات النهار من يوم أمس، سكان مشتة لقراين التابعة لبلدية أولاد فاضل ولاية باتنة، على غلق الطريق الولائي الرابط بين بلديتي الشمرة وبولفرايس مرورا بمنطقتهم، مما تسبب في عرقلة حركة السير وتعطيل مصالح المواطنين، وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية في محاولة من المعنيين للتعبير عن سخطهم من جراء الوضع السائد في المنطقة التي تنعدم فيها شبكات غاز المدينة وغاب عنها تهيئة الطرقات وتسيطر فيها الشائعات على القائمة المرتقبة لحصة السكن الاجتماعي، وتطارد فيها البطالة شباب المنطقة، أما الأطفال فيشتكون تدهور حالة ملعبهم الصغير، إضافة إلى عدة نقائص أخرى تشهدها هذه المنطقة الآهلة بعشرات العائلات.يعيش سكان قرية القراين التابعة لبلدية أولاد فاضل ولاية باتنة، حياة تتناغم مع أوتار الخوف والرعب، فالموت يتهددهم وأطفالهم كل لحظة نتيجة الاهتراء الكبير لمنازلهم التي استفادوا منها خلال الثورة الزراعية في سبعينيات القرن الماضي. تنقلنا إلى هناك على بعد حوالي 100 كلم عن عاصمة الولاية ووقفنا على حجم الكارثة، بيوت آيلة للسقوط بسبب تأثرها بمختلف العوامل المناخية، فكل المنازل هناك تميزها التشققات وتغمرها قطرات الندى، ويقول السكان في تصريح ل «النهار» إن هزة أرضية خفيفة كفيلة بتسوية الأسقف بالتربة وإبادتهم عن آخرهم، هي التخوفات التي نقلها المعنيون أكثر من مرة للسلطات المحلية متحججين بالقانون الذي ينص على ذلك، بيد أن الوضع لا يزال يراوح مكانه منذ زمن بعيد وكأن المسؤولين ينتظرون وقوع كارثة ليهرعوا بتنظيم لجان الأزمات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفي قطاع السكن دائما، استفادة المشتة من مشروع 10 مساكن اجتماعية تقارب أشغالها على الانتهاء كل الأنظار موجهة إليها وتكالبت الإشاعات والتأويلات حول قائمة المستفيدين، هي المعاناة المستمرة للسكان وما زاد من تفاقمها، هو غياب شبكات غاز المدينة، فبالرغم من استفادة المنطقة من مشروع على امتداد حوالي 07 كلم، إلا أن الأشغال توقفت منذ عدة أسابيع بسبب تأخر مصالح سونلغاز في تسديد ما عليها من مستحقات مالية لشركة «سيريب» المشرفة على الإنجاز، ليدفع المواطن بذلك ضريبة الانتظار مجددا وتتواصل معها معاناة التنقل للحصول على قارورات غاز البوتان لمجابهة برودة الطقس والانخفاض الشديد في درجات الحرارة، خاصة أثناء الليل، معاناة التنقل تلك يقابلها اهتراء شديد للطرقات التي تتحول إلى مستنقعات بسقوط أولى زخات المطر، فالتهيئة منعدمة تماما وما زاد من تعفن الأمر هو مخلفات أشغال مشروع الغاز، فالطرق هناك غير صالحة لتنقل المركبات فما بالك بالراجلين، وفي شأن آخر يعاني الشباب هناك من شبح البطالة بسبب غياب فرص العمل، أمّا الفلاحون فلطالما نادوا بضرورة توفير مياه السقي و ربط أراضيهم بقناة المياه المارة ببلدية الشمرة لإنهاء معاناة اقتناء مياه الصهاريج الباهظة التكاليف، والتي تستغل كذلك للشرب أمام تعفن مياه الحنفيات التي تسببت في وقت سابق بعدة أمراض للمواطنين، كما اشتكى المحتجون من نقص الخدمات الصحية بقاعة العلاج التي يداوم فيها ممرض واحد، أما مركز البريد فحالته لا تختلف عن تلك البيوت الآيلة للسقوط وتساءل السكان عن عدم فتح المركز الجديد بالرغم من انتهاء الأشغال فيه، وفي شأن آخر، عبّر المواطنون عن سخطهم الشديد كذلك بسبب توالي الطريق الولائي الذي تم غلقه، نهار أمس، بسبب تزايد عدد حوادث المرور المسجلة على مستواه وعدم التفات السلطات المحلية للإشكال المطروح من خلال وضع ممهلات للحد من سرعة المركبات، آخر تلك الحوادث كان ضحيتها مجاهد في العقد الثامن من العمر، فقد رجليه بسبب رعونة السائق، حيث استحضر في حديثه إلينا تفاصيل الواقعة التي نجا منها رفقة ابنه بعد أن قضيا فترة طويلة في العناية المركزة بالمستشفى الجامعي، كما طالب سكان دوار أولاد موري المجاور لهذه المشتة ببناء مسجد السنة الذي اختيرت له الأرضية ولم تنطلق فيه الأشغال لحد اليوم بسبب شح الموارد المالية.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)