تتجرع أغلب العائلات المقيمة بالبيوت القصديرية مرارة العيش مع القصدير الذي أرق عليهم حياتهم ، حيث أصبح السكان يعيشون جنبا إلى جنب مع هاجس الخوف من انهيار تلك السكنات فوق رؤوسهم في أية لحظة ، متسائلين عن الأسباب الحقيقة وراء إقصائهم من كافة عمليات الترحيل ال24 التي مست لحد الآن آلاف العائلات، مطالبين مصالح ولاية الجزائر، بضرورة التدخل وانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يعيشونها داخل سكناتهم الهشة، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة، تحفظ كرامتهم وتنهي معاناتهم اليومية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم ، لاسيما بعد الزلزال الذي تعرضت له العاصمة مؤخرا.حيث يشتكي السكان من الظروف المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها في ظل جملة النقائص المسجلة مع غياب كلي لأدنى متطلبات العيش الكريم مما أثر على المستوى المعيشي لهم لسنوات طويلة، وقد أكد جل الذين قابلناهم من السكان أن الحي يفتقر لجميع المرافق الضرورية ، والمؤسف في الأمر وحسب شهادات العديد من المتضررين، لاسيما ممن يقطنون في بيوت قصديرية، فإنهم مستاؤون من سياسة الصمت واللامبالاة، التي تنتهجها كل من المصالح الولائية المسؤولة عن عملية الترحيل وكذا المصالح المحلية التي من المفروض على حد قولهم هي من بين المصالح المخوّلة لتوضيح مصيرهم من العملية إعادة الإسكان التي شهدتها العاصمة، ولا تزال متواصلة إلى غاية انتهاء كامل الوحدات السكنية المبرمجة لتوزعيها على المعنيين بها، حسب ما صرح به سابقا والي ولاية الجزائر، عبد القادر زوخ، مشيرين في سياق حديثهم إلى الوضعية الكارثية والحالة مزرية التي يتخبطون فيها في بيوت وصفوها ب«العلب الصغيرة التي لا تصلح لأن تكون إسطبلا للحيوانات».
في سياق متصل، استاء سكان البيوت الهشة والأسطح من التهميش الذي طالهم، لاسيما أنهم لحد الساعة لا يعلموا إن كانوا ضمن قائمة المبرمجة للاستفادة من سكنات لائقة أو لا، خاصة أن مصالح المحلية لم تؤكد إدراجهم في المراحل القادمة من عملية الترحيل، وما زاد الطينة بلة بحسب بعض السكان، أن الهزة الأرضية التي شهدتها العاصمة في 2014، أثرت بشكل كبير على سكناتهم الهشة وأدى إلى تضرر معظمها، مما جعلهم في خطر، لطالما باتوا معرضين لخطر الردم ومواجهة الموت في أيه لحظة، موضحين في ذات الوقت انه بالرغم من الخطر الذي يواجههم والأضرار التي تسببت فيها الهزة، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في الحصول على سكنات لائقة. من جهة أخرى، وبحسب المعلومات المتوفرة من مصادر محلية، فإن مصالح بلدية رايس حميدو، قد باشرت مؤخرا في عقد عديد الاجتماعات مع مصالح ولاية الجزائر، من أجل إحصاء وتحديد بؤر القصدير في المنطقة، إضافة إلى القاطنين بالسكنات الهشة وبالأسطح، ليتم ترحيلهم مستقبلا مع المعنيين بعملية إعادة الإسكان، وجاءت هذه الخطوة حسب ذات المعلومات بعد تماطل المجلس الشعبي البلدي في العهدة السابقة في تحديد المعنيين بالترحيل والاكتفاء بالتحضير للقائمة التي تخص أصحاب الضيق التي تم توزيعها منذ عامين. وفي انتظار أن يحين موعد الترحيل تبقى تلك العائلات تناشد السلطات بضرورة التدخل العاجل لترحيلها إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال الممكنة خوفا من الموت ردما تحت الأنقاض ، والتي جعلت من هؤلاء يعيشون سيناريو الردم كل يوم تكون حلقاته معروفة مسبقا لدى الجميع، فالضحايا كالعادة هم مجموعة من القاطنين يحلمون بالعيش ولو ليلة واحدة في بيت تتوفر فيه متطلبات الحياة الكريمة بعيدا عن الرعب والخوف المتجدد كل يوم..
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر الجديدة
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz