يبدو أن مطالب سكان كاتالونيا بالاستقلال عن اسبانيا و شعاراتهم الصادحة قد ألهمت سكان البندقية فتذكروا تاريخهم لينظموا وقفة احتجاجية تقودها الحركة السياسية "اندبيدزا فينيتا" أي استقلال البندقية التي تتضح أهداف قيامها من عنوانها. ويقطن في البندقية ما يقارب 300 ألف نسمة و يقع فيها ميناء ضخم يشحن فيه ما يقارب 20 مليون طن من الحمولات، كما وتشتهر البندقية في العالم باستقطابها مئات آلاف السواح القادمين من مختلف أنحاء العالم. ولا يختلف قاطنوا البندقية عن معظم سكان ايطاليا من حيث اللغة والديانة فمعظمهم من أتباع الديانة المسيحية الكاثوليكية ويتكلمون اللغة الايطالي. إلا أن وسائل إعلام بريطانية بينت أن 80% من سكان البندقية هم من المؤيدين لقرار الاستقلال عن حكومة روما. ومن الجدير بالذكر أن مملكة البندقية كانت موجودة فعلا بعد أن أقرها نابليون منذ 200 عام وعاشت آخر أيامها في نهاية القرن التاسع عشر عندما انضمت مملكة البندقية لاتحاد ايطاليا في عام 1966 وبشكل طوعي. وكانت إيطاليا مجزأة إلى العديد من الممالك ودول المدن خلال أغلب تاريخ البلاد ما بعد الحقبة الرومانية. وتوحدت البلاد في عام 1861 بعد فترة مضطربة في تاريخها تعرف باسم "إعادة الولادة"، ومنذ ذلك الحين يعيش الايطاليون سوية ليكونوا دولة ايطاليا، إلا أن بعض التوتر انتقل عبر القرون لوجود فروق اقتصادية بين شمال ايطاليا وجنوبها. فالشمال مزدهر اقتصاديا بالمقارنة مع الجنوب حيث ترتفع نسب البطالة ويعتمد غالب السكان على الزراعة كدخل أساسي لهم. وفي التاريخ الحديث تمثل "رابطة الشمال" هذه الموجة الاستقلالية في البنيان السياسي الايطالي، هادفين لتكوين دولة مستقلة عن ايطاليا عاصمتها الافتراضية هي ميلان، ونالت هذه الرابطة ما قارب 10% من مجموع السكان الايطالي عند ترشحها للبرلمان الأوروبي في عام 2010.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر
المصدر : www.elkhabar.com