الجزائر

سكان البلديات الجبلية في جيجل يطالبون باحتياطات خوفا من حصار الثلوج لأحيائهم مثل السنة الفارطة



سكان البلديات الجبلية في جيجل يطالبون باحتياطات خوفا من حصار الثلوج لأحيائهم مثل السنة الفارطة
الثلوج تفرض العزلة على المناطق الجبلية
يتخوف سكان العديد من البلديات الجلبية على مستوى عاصمة الكورنيش جيجل، سيما المشاتي والتجمعات السكنية البعيدة عن الطرق الرئيسية، مما قد تحمله الايام الممطرة خاصة بعد التساقط الكثيف للثلوج على عدد من هذه البلديات، والتي يزيد ارتفاعها عن الألف متر عن سطح البحر وذلك بعد تجربة حصار الثلوج العام الماضي، التي لاتزال عالقة بالأذهان.
هذا الصدد طالب هؤلاء السكان من سلطات البلديات ضرورة التدخل لتبديد مخاوفهم من خلال إصلاح الطرقات وتدعيمها بالوسائل المادية والبشرية اللازمة، على غرار كاسحات الثلوج والألات الثقيلة التي بإمكانها أن تخفف من حدة العزلة في حال تعرض التجمعات السكنية إلى حصار من جراء العواصف الثلجية، وقال المواطنون أن الحصارالذي عادة ما تفرضه الثلوج عليهم في فصل الشتاء، ناجم بالاساس إلى غياب وسائل التدخل الإستعجالي لدى البلديات ما يجعل سمك الثلوج يرتفع في ظرف قياسي ويصعب فيما بعد عملية الإزالة التي تأتي عادة متأخرة، سيما على مستوى الطرقات غير المعبدة بعد.
مواطنو المناطق الجبلية على مستوى بعض التجمعات السكنية أكدوا من جهتهم استعدادهم لمثل هذه الظروف الصعبة، من خلال تخزين المواد الغذائية بالأساس وكذا الأعلاف الموجهة للحيوانات، كما قام العديد منهم بإقتناء العدد اللازم من قارورات غاز البوتان التي تمكنهم على الأقل من اجتياز فترة الشهر، وهو ما يترجم السعر الذي وصلت إليه القارورة الواحدة لدى التجار، والذي تجاوز 300 دينار وهي مرشحة إلى بلوغ سعر 600 دينار خلال العواصف الثلجية، ويتخوف المواطنون من ندرتها خلال تلك الأيام العصيبة، وهو التخوف الذي أخذته مؤسسة «نفطال» على محمل الجد، واتخذت جملة من الإجراءات الإحترازية من أجل مواجهة أي نقص محتمل في قارورات غاز البوتان على مستوى بلديات عاصمة الكورنيش خلال الشتاء الحالي، ومن ثمة تفادي ما حدث خلال السنوات الماضية، بمشاهد الطوابير الطويلة أمام مراكز التوزيع، ولتفادي كل ذلك قررت المؤسسة تدعيم مركز التعبئة والتخزين المتواجد بمنطقة أولاد الصالح بالطاهير بحوالي 5000 قارورة إحتياطية وذلك تحسبا لأي نقص على مستوى المركز، خاصة بعد تزايد نشاط المضاربين الذين يجدون في هذه الأوقات فرصة مواتية للمزيد من الأرباح على حساب الضعفاء من بني جلدتهم، مثلما يحدث في البلديات الجبلية أين يصل ثمن القارورة الواحدة من قبل هؤلاء المضاربين إلى ألف دينار تحت شعار «أدي ولا خلي».
والتأهب الحقيقي الذي أبدته السلطات المحلية لولاية جيجل، بداية من شهر ديسمبر المنقضي من أجل مواجهة أي اضطراب جوي محتمل، سيما في ظل حديث مصالح الإرصاد الجوية عن تحولات مناخية كبيرة ستعرفها عاصمة الكورنيش خلال النصف الثاني من فصل الشتاء الجاري، ما جعل المصالح المختصة تعد العدة لما قد تحمله الأيام القادمة من تحول مناخي محتمل، ويبرز هذا من خلال تجنيد كافة الوسائل الضرورية لمواجهة التقلبات الجوية، وبهذا الخصوص أعلنت المصالح الولائية عن شراء ما يزيد عن 100 طن من الملح الموجّه لإذابة الثلوج بغية تفادي سناريوهات الأعوام الماضية، سيما الشتاء الماضي أين غطى الثلج نصف مساحة الولاية، وتسبب في عزل الألاف من سكانها عبر العديد من البلديات الجبلية النائية، والتي عجزت سلطاتها عن مواجهته بفعل ضعف الإمكانات وغياب الوسائل التقنية رغم استنجادها بالخواص والمقاولين لفتح الطرق المقطوعة، وفك العزلة عن المواطنين المحاصرين بأعالي الجبال بعدما بلغ سمك الثلوج في بعض المناطق الثلاث أمتار، كانت كافية لبعث الخوف وتهديم المساكن على رؤوس أصحابها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)