الجزائر

سقوط الأصنام لا ينشر الإسلام



سقوط الأصنام لا ينشر الإسلام
حين هوى صنم صدام حسين الشامخ في بغداد ظن كثير من العراقيين أن اختفاء الرجل من المشهد السياسي في البلاد سيحل كل مشاكلها ويجعل أبناءها يعيشون في رفاهية ونعيم، وعندما شنقت أمريكا وعملاؤها صدام صبيحة ذات عيد أضحى، تصور بعض العراقيين أن الاحتلال سيحل مشاكلهم وينهي خلافاتهم ويضع حدا لمآسيهم·
اليوم، وبعد سنوات طويلة من رحيل صدام وسيطرة الاحتلال الغربي وعملائه على المشهد العراقي، يتابع العالم بأسره كيف تسوء أحوال العراقيين يوما بعد يوم، بعد أن صار التقتيل والتغيير والهدم والتخريب مشاهد يومية يصحو وينام العراقيون عليها، مشاهد جعلت بعضهم يتمنى عودة صدام من تحت التراب!
وحين هرب الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك من قصره في القاهرة إلى قصره في شرم الشيخ تصور بعض المصريين أن ذلك يعني النهاية الأكيدة لعقود طويلة من القهر والظلم والبؤس واليأس·
وعندما بدأت عدالة ما بعد الثورة تلاحق رموز الفساد في عهد مبارك، ولم تتردد في إدخال ابني الرئيس المخلوع إلى السجن بلغ تفاؤل كثير من المصريين حدود الاعتقاد بأن بلادهم ستصير في بضع سنين دولة متطورة تنافس اليابان والصين وتغار منها السودان والبنين!
ولكن ما حدث قبل يومين ويحدث منذ مدة من فوضى وسيادة نهج العنف في كبريات المدن ونهج الجريمة التي تضاعفت نسبتها ثلاث مرات كل ذلك يعيد حسابات من تصور نهاية كل المشاكل بنهاية نظام مبارك إلى نقطة الصفر، فرحيل مبارك لا يعني رحيل البؤس بالضرورة والأزمة أعمق من أن تحل في أسابيع أو حتى شهور·
ما حدث للمصريين وللعراقيين قبلهم شبيه بما حدث للرعيل الأول من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، الذين ربما تصور بعضهم أن تحطيم أصنام الجاهلية يعني نهاية كل المشاكل والفتن ويعني انتشارا واسعا للإسلام قبل أن يدركوا أن تحطيم الأصنام هو البداية وليس النهاية!·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)