الجزائر

سفيرها السابق بالسينغال يكشف خلفيات غزو ساركوزي لليبيا “الجزائر عملت على إبعاد فرنسا عن ملف الإرهاب في الساحل“



محللون يؤكدون التخطيط للاستيلاء على ليبيا بكثرة الرايات الفرنسية في بنغازي قال السفير الفرنسي السابق في السينغال إن فرنسا وسعت من مجال تعاونها مع موريتانيا، بوركينافاسو، النيجر ومالي، دون الجزائر، وأضاف أن الجزائر تعمد إلى التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف عزل وإبعاد فرنسا عن ملف الإرهاب في الساحل.واعترف السفير السابق جان كريستوف روفين، بصعوبة حل مشكلة الإرهاب في المنطقة دون التحالف والتعاون مع أهم قوة في المنطقة وهي الجزائر، التي تملك تجربة فريدة على جميع المستويات في محاربة الإرهاب.وأكد السفير وهو مؤلف كتاب “الكتيبة”، في حوار مع “ شالونج أف. أر”، أن فرنسا قامت بتغيير استراتيجيتها تجاه القاعدة في المغرب الإسلامي منذ مقتل الرعية ميشيل جيرمانو، منذ 8 أشهر، موضحا أن باريس تحولت إلى الهجوم ومنع وقوع رهائن آخرين في قبضة الإرهابيين، بشكل يوصف بالخطة الوقائية أو الاستباقية، ما يبرر الهجوم على ليبيا والقذافي، وكذا التواجد الفرنسي في منطقة الساحل، وكشف عن المفاوضات السرية التي لم يعلن عنها لغاية أول أمس مع مطالبة تنظيم دروكدال لفدية تقدر بـ90 مليون أورو مقابل إطلاق سراح الرهائن، وقال إن باريس فوضت شركة “أريفا” العاملة بالنيجر وبعض الوسطاء الماليين في إجراء اتصالات مع الإرهابيين، في محاولة منها تجنب انتقادات الجزائر الرافضة لأي محاورة مع الإرهابيين أو دفع فدية مقابل تحرير رهائن تحت أي تبرير. في سياق متصل، أجمعت مختلف تقارير الخبراء والسياسيين في الغرب وخصوصا فرنسا، على أن الثورة الليبية “ترمومتر” حقيقي للدبلوماسية الفرنسية وللرئيس ساركوزي بشكل دقيق، واعتبرت أن الأحداث في ليبيا مسرح جديد  لباريس، تحاول استغلاله لتعزيز نفوذها واستعادة موقعها في المنطقة المغاربية التي ترى باريس أنها ملك لها على اعتبار أنها خضعت لسيطرتها لعدة سنوات، وأوضحت أن ساركوزي تمكن من توجيه الرأي العام الداخلي عن الانتخابات الرئاسية والمشاكل التي يعانيها على مختلف الجبهات، من خلال اندفاعه نحو الحرب على ليبيا، مسخرا كل إمكانيات الشعب الفرنسي، العسكرية، الإعلامية، المالية والدبلوماسية، وجعل من الأزمة الليبية عنوان النقاش في فرنسا. وأبرز المحلل السياسي والمدير المساعد لجريدة “لوفيغارو” في مقال له منذ أربعة أيام أن “الأزمة الليبية تشكل عودة الدبلوماسية الفرنسية للواجهة الدولية، وأن ساركوزي الذي يواجه مشاكل داخلية، يراهن على تزعم المبادرات بشأن الأزمة الليبية” وهو “رهان يحمل الكثير من المخاطر”، وأضاف أنه في حالة نجاح المبادرات الفرنسية وخاصة الضربات الجوية المركزة ضد سلاح الجو الليبي وفوز المعارضة ضد القذافي في الصراع، فستكون فرنسا قد حققت مكسبين، الأول مكاسب اقتصادية مستقبلا في هذا البلد المغاربي، والثاني تحسين صورة ساركوزي وفرنسا بعدما كانت قد تضررت من المواقف السلبية التي تبنتها إبان الأزمة التونسية وكانت سببا في تغيير آليو ماري على رأس وزارة الخارجية وتعيين  السياسي المخضرم ألان جوبيه مكانها. وأشار محللون أمريكيون وفق ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية خاصة منها الأمريكية، إلى وجود استراتيجية تم التخطيط لها من قبل من طرف باريس، واستدلوا بكثرة الرايات الفرنسية التي تم رفعها من طرف الليبيين في مناطق معينة دون الأخرى، خاصة في بنغازي، بجانب الراية التي وجدت في عهد الملك السنوسي، كاعتراف بمساعي فرنسا في تحرير الليبيين من القذافي، غير أن الأمر يضيف المتابعون، غير ذلك، على اعتبار أن باريس حرت للغزو على ليبيا وليس القذافي منذ مدة، وذلك بعلم واشنطن، وهو ما أكدته عدة أطراف داخل الاتحاد الأوروبي حين ذكرت أن فرنسا سعت وبكل حرص على جلب شرعية دولية للهجوم على ليبيا، وأشاروا إلى أن المخاطر الجيوسياسية لما أقدم عليه ساركوزي سوف تعاني منه فرنسا لأمد طويل.    ع. ياحي


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)